بريدة - فهد العايد:
في إطار الجهود الحثيثة لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز ، أمير منطقة القصيم, لتعزيز قيم المواطنة والانتماء والحفاظ على أمن الوطن لدى الشباب وكافة شرائح المجتمع. فقد أطلق سموه عدداً من المبادرات الفاعلة في إطار حملة سموه: «معاً ضد الإرهاب والفكر الضال»، والذي تم في إطارها تنفيذ عدد من الفعاليات والمناشط الفكرية والتوعوية, كان من أهمها: عقد شراكة بين إمارة منطقة القصيم وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية, وفي ضوئها تم عقد ندوة علمية بعنوان: «تعزيز المواطنة ودورها في مكافحة الإرهاب»، حيث تم تدشينها برعاية سموه بمركز الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة خلال الأسبوع قبل الماضي, واستمرت لمدة ثلاثة أيام تخللها العديد من المحاضرات وورش العمل للعديد من المهتمين والباحثين وأعضاء هيئة التدريس في بعض الجامعات من داخل المملكة وخارجها، إلى جانب مشاركات من أربع عشرة دولة ضمت دول: مجلس التعاون الخليجي, والأردن, والسودان, والجزائر, وفلسطين, ولبنان, وأرتيريا, واليمن, والمغرب, وقد استهدفت الندوة رفع مستوى الوعي بمفهوم المواطنة واستثماره في مكافحة الإرهاب, وكذلك دور المؤسسات الحكومية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني في تنمية قيم المواطنة.كما ناقشت الندوة أهمية استثمار التقنيات الحديثة والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الانتماء والولاء وحب الوطن لدى الشباب, هذا إلى جانب الاستفادة من التجارب العالمية والعربية الرائدة في مجال استثمار قيم المواطنة في مكافحة الإرهاب, أيضاً عززت الندوة أطروحاتها بالرغبة للخروج برؤية استراتيجية عربية متكاملة لتعزيز قيم المواطنة لدى المواطن العربي.
هذا وقد خلصت الندوة في جلستها الأخيرة التي رأسها وكيل إمارة منطقة القصيم الأستاذ عبدالعزيز الحميدان, إلى عدد من التوصيات، كان من أهمها: دعوة أئمة الجوامع والدعاة إلى تناول موضوع الوحدة الوطنية وأهميتها في استتباب الأمن في الوطن العربي, وكذلك ترسيخ قيم الوحدة الوطنية في المناهج الدراسية وجعل موضوع الوحدة الوطنية والمواطنة أحد محاورها التربوية والسلوكية, مع التأكيد على الجامعات والمعاهد العلمية ومراكز البحوث على دراسة المتغيرات المعاصرة ودورها في زعزعة الانتماء للوطن والإسهام في المحافظة على أمنه واستقراره, يعزز ذلك دعوة المؤسسات المعنية بشؤون الشباب إلى ضرورة إيلاء موضوع تعزيز قيم المواطنة في برامج ومنتديات الشباب.
كما تضمنت التوصيات دعوة القائمين على وسائل التواصل الاجتماعي، والقنوات الفضائية على مختلف توجهاتها إلى التركيز على توعية الشباب بأخطار شبكات التواصل الاجتماعي وضرورة الوعي لما تبثه, مع تكريس الوطنية وعدم إثارة القبلية أو المذهبية الطائفية وما يسيء للحمة الوطنية. كما دعت الندوة ضمن توصياتها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية إلى تخصيص جائزة باسم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز, لأفضل عشرة بحوث حول الوحدة الوطنية وقيم المواطنة يقدمها طلبة المرحلة الثانوية سنوياً.
من جهة ثانية, وفي إطار هذه الحملة التقى سمو الأمير الدكتور فيصل، خلال إحدى جلساته المسائية الأسبوعية بقصر الضيافة بمدينة بريدة بأعضاء وممثلي مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، دعي إليه عدد من المشايخ ومدراء الإدارات الحكومية والمسؤولين والطلاب والإعلاميين, حيث خصص سموه هذه الجلسة لتوضيح دور المركز وأهدافه في الوقاية من الأفكار المنحرفة، وإصلاح الفئات التي وقعت في براثنها؛ حيث استهل سموه اللقاء بالإشادة بنشاطات وفعاليات المركز ، مشيراً إلى أن المملكة سبقت كثيراً من الدول المتقدمة أو التي تعاني من الإرهاب من خلال هذا المركز الذي وصفه سموه بأنه يشكل فكرة محورية لمعالجة فكر الشباب.
هذا، وقد شارك في هذا اللقاء عددٌ من أعضاء الهيئة العلمية في المركز الذين قدموا إيجازاً عن برامج المركز، مشيدين بدعم حكومة خادم الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- حتى وصل المركز إلى ما هو عليه من توسع وتطور ، مستعرضين مقولة الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - وهي: ( مواجهة الفكر بالفكر)، وأنه من خلالها برز هذا المركز الذي استفاد منه خلال الفترة الماضية أكثر من 3 آلاف خريج على مدار 11 عاماً.
هذا، وفي تواصل مع اللقاءات والبرامج التوعوية والفكرية التي تستهدف محاربة الفكر الضال , فقد رعى سمو أمير منطقة القصيم الأسبوع الماضي حفل تدشين حملة (معاً ضد الإرهاب والفكر الضال)، والذي ينظمها فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة القصيم بحضور الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ د. عبدالرحمن السند, لتأتي هذه الحملة وغيرها من اللقاءات والفعاليات المستمرة في إطار الجهود والمبادرات التي يكرس سمو أمير منطقة القصيم من خلالها كافة الإمكانات والطاقات من أجل حماية فكر الشباب من تلك الأفكار الضالة والمنحرفة, داعياً سموه جميع المؤسسات الحكومية والأهلية, ومؤسسات المجتمع المدني، وفي مقدمتها مؤسسات التعليم العام والتعليم الجامعي, والمؤسسات المعنية بالشباب لتنمية الوعي بقيم المواطنة والولاء والانتماء.