بندر عبد الله السنيدي ">
ذوو الاحتياجات الخاصة في مجتمعنا السعودي فئة غالية علينا، ولا شك، بل إنني اعتبرهم أبناءً للمجتمع برمته. الكل مسؤول عنهم من قمة هرم المسؤولية إلى أصغر فرد في المجتمع. تكاتف الجهود من أجلهم - لا شك - أنه عمل إنساني نبيل قبل أن يكون واجباً دينياً. تبذل حكومة المملكة العربية السعودية جهوداً لا تخفى على ذي لب من أجل ذوي الاحتياجات الخاصة. تمثل ذلك وزارة الشؤون الاجتماعية المنظمة التي تعنى بكل ما يتعلق بأمور ذوي الاحتياجات الخاصة بجميع شرائحهم. ومع ذلك يبقى الطموح لتلك الفئة لا يتوقف عن سقف معين، فلابد من تكثيف الجهود من أجلهم. علماً أن تلك الفئة، مهما بُذِلَ من أجلها، تستحق وتستحق منا الكثير حقيقةً. في حوار دار بيني وبين أحد أولياء أمور شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة أفصح لي عن التالي: إن ذوي الاحتياجات الخاصة وخصوصاً شابات أو شباب الداون يحتاجون إلى نواد رياضية. معللاً ذلك أن الأغلبيه فيهم - إن لم يكن جلهم - يعاني السمنة. وهذا يبرز فعلاً من خلال الدرسات التي اطلعت عليها، والتي تشير إلى أن حاجة المصابين بمتلازمة داون من السعرات الحراريه أقل من أقرانهم الأسوياء، لأنهم - أي المصابون بمتلازمة داون - في المتوسط يحرقون من 200 إلى 300 سعر حراري على الأقل يومياً. وهذا المعدل في الحرق لن يطرأ عليه تغيير في مرحلة المراهقة، مما يعني الحاجة إلى زيادة النشاط اليومي. كل ذلك بدل من التقليل أو الحد من السعرات الحرارية التي عادة ما يصاحبها نقص في الفيتمينات والمعادن الضرورية للجسم. عوداً على ذي بدء وكلام ولي أمر ذلك الشاب المصاب بمتلازمة داون يقول: حريص كل الحرص أن يمارس ابني ذو العشرين عاماً الرياضة. ففي كل مرة أصطحبه إلى محلات بيع الملابس الرياضية يطلب مني أن أشتري له ملابس أقل من حجمة بالسمنة مما يؤثر ذلك في نفسي، وأشفق عليه وأحس ما يحسه من المعاناة في السمنة، حتى أنني حاولت - والكلام لولي أمر الشاب ذي متلازمة الداون - تسجيل ابني في مراكز الرياضة، ولكن لا فائدة، ففي كل مرة أتوجه مع ابني لتسجيله يتم الرفض بحجة أن ذلك فيه خطر على ابني ويحتاج من يرافقه عند ممارسة الرياضة داخل النادي. ابن ذلك الرجل الذي دار الحوار بيني وبينه بالمناسبة وزنه مئة وعشرون كيلو جراماً، وهو يبلغ من العمر اثنتين وعشرين سنة. وهذا من وجهة نظري شيء مخيف عوضاً عن رغبة الأب في تحقيق مطلب ابنه في شرء الملابس التي يرغبهامن هذا المنطلق أعود لأقول: لابد من تكاتف الجهود جميعاً حكومةً ورجالَ أعمال ليتم إنشاء نواد خاصة بمصابي متلازمة الداون، برسوم رمزية. وأنا على يقين تام أن ولي أمر كل شاب أو شابة مستعد لتسجيل طفله أو طفلته في تلك النوادي من أجل الحفاظ على صحة أولادهم وبناتهم من ذوي متلازمة الداون. والذين أطلق عليهم جنة الله في أرضه.