أقولها بوضوح.. هذا العام الأخير للقمح المحلي.. وسندعو الشركات للاستثمار في المطاحن قريباً ">
الجزيرة - عبدالله الفهيد:
أكد معالي وزير الزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي أن صناعة الألبان في المملكة تُعدُّ من الأفضل على مستوى العالم، مبيناً أن أمامها مستقبلاً مشرقاً، لكن عليها أن تواصل المساهمة الاجتماعية من خلال توفير فرص للشباب السعودي، وتدريبهم.
وقال الوزير لـ(الجزيرة) بعد افتتاح معاليه أمس الأول مزرعة «الحزم» بمشروع شركة نادك بحرض المتخصصة في تربية الأبقار وإنتاج الحليب الخام: إن صناعة الغذاء في المملكة، وعلى الأخص صناعة الألبان، متميزة، ومحل اعتزاز وفخر الجميع، ولا يمكن أن يتصور أحدٌ أن هذه المنتجات تنتج في المملكة لولا مبادرة رجال الأعمال، ودعم ومساندة الدولة، خاصة في بداية تأسيس هذه الصناعة. لكن الوزير شدَّد على أهمية المحافظة على الموارد الطبيعة، خاصة المياه، وذلك من خلال استيراد ما تحتاج إليه هذه الصناعة من أعلاف من الخارج.
وفيما يتعلق بأوضاع زراعة القمح، خاصة في ظل تطبيق القرار 335 القاضي بوقف استلام القمح المحلي، والاضطرابات في المنطقة، قال الوزير في رد على سؤال (الجزيرة): أشكر خادم الحرمين الشريفين على توجيهه باستلام فائض المحصول المحلي هذا العام، لكن يجب أن أقول بوضوح إن هذا العام هو العام الأخير لذلك، لكن نعمل على بدائل، من بينها مشروع للأمن الغذائي والخزن الاستراتيجي، سيرى النور قريباً.
وحول تخصيص مؤسسة الصوامع التي تحول اسمها إلى مؤسسة الحبوب قال الوزير: تم تخصيص شركات المطاحن، وستبقى المؤسسة كهيئة مشرفة على القطاع. متوقعاً دعوة الشركات قريباً للاستثمار في هذا المجال.
وكان الوزير قد افتتح التوسعة الجديدة لمصانع الشركة، بحضور رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للتنمية الزراعية نادك الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي، وأعضاء المجلس وكبار التنفيذيين ومديري العموم في الشركة، التي تحتوي على زيادة في مساحات مصانع الألبان ومشتقاتها بهدف رفع الكفاءة الإنتاجية، وذلك بتوفير خطوط إنتاج إضافية، تساهم في توفير احتياجات الأسواق، والطلب المستمر والمتنامي على منتجات الشركة.
وأشاد معالي وزير الزراعة بما رآه من منجزات وتقنيات متقدمة في مساحاتها الواسعة في مشروع حرض بنجاح، بإدارة سواعد وطنية، قامت على أيديها هذه المنجزات، مؤكداً ثقته التامة بما يقدمه شباب هذا الوطن، وأنه مؤمن بقدراتهم العلمية وخبراتهم الدقيقة في تحمُّل المسؤولية، والسير بركب هذه المنشأة بهدف الوصول إلى تحقيق أهدافها وتقدمها، ليس فقط في الشأن المحلي إنما في المحيط الإقليمي من منطقة الشرق الأوسط.
وعبَّر المهندس الفضلي عن فخره واعتزازه بما وصلت له صناعة الألبان في المملكة بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -، بالشراكة مع رجال الأعمال المخلصين، عادًّا مشروع نادك بحرض من أهم المنشآت الزراعية الرائدة في مجال المنتجات الغذائية عالية الجودة، التي تساهم في الأمن الغذائي.
وأوضح معاليه أن القطاع الزراعي يساهم بـ 2 % من الناتج المحلي للمملكة، حاثاً المستثمرين على الاستفادة من الفرص الموجودة في القطاع الزراعي، مثل قطاع الأسماك والبيوت المحمية ومشاريع الدواجن.. وهي مشاريع غير مستهلكة للمياه، والمملكة تعاني شُحَّ مواردها المائية.
من جهته، عبَّر الشيخ سليمان الراجحي عن شكره وتقديره نيابة عن أعضاء مجلس الإدارة ومنسوبي الشركة كافة لمعالي وزير الزراعة على زيارته وافتتاحه مزرعة «الحزم»، واطلاعه على أبرز منجزات المشروع الوطني الحيوية، الذي يعتبر صرحاً من صروح التنمية الزراعية والغذائية في المملكة منذ أكثر من أربعة وثلاثين عاماً، قضتها نادك في سبيل تحقيق الدعم لخطط التنمية الزراعية في المملكة، والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي فيها؛ لتؤكد تعاونها الدائم والمثمر في توحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص نحو تحقيق تنمية مستدامة، تنعكس بظلالها وبخدماتها على أفراد المجتمع كافة.
ويُعتبر مشروع حرض أحد أكبر المشاريع الزراعية والغذائية على مستوى العالم، الذي يضم بين جنباته العديد من المشاريع الحيوية لمزارع الأبقار ومصانع الإنتاج الغذائي، وكذلك الحقول الواسعة من المنتجات الزراعية، التي تدار في مراحلها كافة وفق تقنيات متقدمة، تضمن سلامة الغذاء وإنتاجه وفق أعلى معايير الجودة العالمية التي دأبت الشركة على تقديمها خلال مسيرتها التي تمتد لأكثر من ثلاثين عاماً.