عبداالله بن حمد الحقيل ">
إن الهدف الأساسي للتربية هو خلق المواطن الصالح المنتج وإنماء مواهبه وتوجيهها نحو غايات نبيلة ومقاصد كريمة. فالمواطن الصالح دعامة قوية لوطنه وذخيرة حيَّة لأمته يسهم في خدمتها بإخلاص وأمانة وعزيمة ونشاط، يدرك ما عليه من واجبات وتبعات في إطار من المحبة والصدق والإيمان والأخلاق العالية كما قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
فما أجدر المرء أن يتسابق في أعمال الخير وميادين الإصلاح ويهيئ نفسه لكل عمل خير بنّاء دون انتظار للشكر أو تلق للثناء.
فما أكرم الحياة وأجملها حينما يتعاون الناس بعضهم مع بعض فيما يكون نافعاً ومفيداً ويحس كل فرد بمسؤوليته وواجبه تجاه عمله وأسرته ومجتمعه.
فالمواطن الصالح دعم لنهضتنا ورفد لمسيرتنا إذا تأصّلت في روحه المعاني الإنسانية الكريمة من حب للتعاون والإيثار وحب الخير للجميع، كما توافرت فيه الصفات الخلقية الرفيعة من فاء ولباقة ونبل ومرونة ومحبة وغيرة على المصلحة العامة وصدق في القول وإخلاص في العمل وأن يكون سلوكه منسجماً مع الأهداف والمبادئ التي يدعو لها وينادي بها.
لقد حرصت التربية الحديثة على حسن تكوين الفرد وتنمية مواهبه من خلال ما يقدّم إليه من خبرات ومعلومات وإفساح المجال أمام مواهبه واكتساب المبادئ والأسس على وجه يهدف إلى الصالح العام.