من يظن مجرد الظن بوجود خلاف غربي روسي في هذه المرحلة بالذات فلا بد أن يكون واهماً أو لعله ممن لا يزال يعيش في ظروف ما كان من ماضي العلاقات ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها والاتحاد السوفيتي القائم آن ذاك، فتلك مرحلة خلت وأخذت معها كل أسباب الخلاف والاختلاف، وما كان من تنافس على مناطق النفوذ في العالم، وفي هذه المنطقة بالذات أن العالم يعيش مرحلة وفاق واتفاق ما بين الغرب وروسيا وإن بدا في الظاهر من ما يوحي بغير ذلك لكنها الحقيقة التي لا بد من الوقوف عندها وإدراك ما لها من خطورة على الأمتين العربية والإسلامية. إن ظاهر ما يجري مما ينبغي الحذر منه، فلم يعد هناك من صعوبة من فهم وإدراك كنهه، لاسيما فيما يتعلق بتلك الدول الغنية بالبترول دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وما لها من مكانة في أمتها العربية والإسلامية مثلما التفاف الأمتين العربية والإسلامية حولها مما لا يجد قبولاً وارتياحاً من قبل أولئك الأعداء المتربصين بكل ما هو عربي وإسلامي مما صار يمثله ما كان من حراك للقوى السائرة في ركابهم وفي مقدمتهم من صاروا يتدثرون بلباس الدين الإسلامي فيما هم خير معين لأعداء ذلك الدين وأهله، وصولاً إلى أولئك الحاسدين والحاقدين وفي مقدمتهم الفرس الصفويون ومن يدورون في فلكهم، وقد صاروا أشد خطراً على العرب والمسلمين بعد ما نالوا رضا من كانوا يدعون بالعداء لهم وفي مقدمتهم إسرائيل أن الأمة العربية تواجه موقفاً صعباً لابد لها من أن تعي مخاطره وتسير نحو التوحد لمواجه ما قد يكون من نتائجه التي لا يخفى ما لها من شدة الخطورة على حاضر الأمة ومستقبلها.