عثمان بن حمد أبا الخيل ">
دخل وخرج ليتأكد أنها صيدلية وليستْ سوبرماركت، ثم عاود ودخل أدار نظره في أرجاء الصيدلية، 80% من مساحة الصيدلية خُصصت لبيع أدوات التجميل والكريمات وأدوات الحلاقة والنسائية وأصحاب الإعاقات، والحليب والتنظيف وأشياء كثيرة لها بالطب والتطبيب. أم أنها تجارة رابحة؟ حيث إن حجم سوق الأدوية يبلغ نحو 13.125 مليار ريال (3.5 مليار دولار) سنوياً، كما أن المملكة تشكّل أكبر سوق خليجي في قطاع الدواء، كما أن المملكة تحتل المرتبة الـ 24 في استهلاك الأدوية. إن عدد الصيدليات في المملكة يقدر بـ 6947 صيدلية خاصة في مختلف مناطق المملكة وفقاً لآخر إحصائية معلنة من وزارة الصحة، هل هذا العدد مبالغ فيه.. أم يتماشى مع المعدل العالمي النسبة العالمية هي صيدلية لكل (8000) إنسان، وإذا طبقنا هذا المعدل على مملكتنا الحبيبة والتي يبلغ عدد سكانها مع الأجانب 30 مليون نسمة فنحن بحاجة إلى 3750 صيدلية وليس 6947 والأرقام في ازدياد.
أتساءل: هل من شروط الترخيص للصيدلية تحويل بعض أنشطتها إلى مواد تكميلية أخرى ليس لها علاقة بالأدوية أم هو تجاوز للترخيص؟.. وإن كان ليس كذلك أين دور وزارة التجارة؟ وإن كان كذلك فهذا هو النظام. الجمعية الصيدلية السعودية هيئة اعتبارية تمثّل الصيادلة وتأسست في 7/5/1408هـ وذلك لتأطير جهود العمل الصيدلي والإسهام المباشر في التخطيط والتطوير من أجل الارتقاء بمهنة الصيدلة. إنّ رؤية ورسالة وأهداف الجمعية على موقعها على الشبكة الإلكترونية مميز في تطلعاته المستقبلية، حيث إن الرؤية الريادة في تطوير الرعاية الصيدلية والبحث العلمي والتثقيف الدوائي في مجالات الصيدلة على مستوى المملكة، أما رسالتها فهي التطوير وزيادة الوعي والتثقيف الدوائي لممارسي الصيدلة والمهن الصحية وللمجتمع، وهناك عدد من الأهداف أتمنى أن تتحقق وتتغير مع مرور السنين.
هذا العدد الكبير من الصيدليات مردّه العائد المالي الاستثماري الكبير والأيدي العاملة الأجنبية والأجور المعقولة، حيث إن 99% من الأيدي العاملة في هذا المجال من الأجانب والذين يُقدّر عددهم 12 ألفاً. إن دور الصيدلية لا يقتصر على بيع الأدوية ومنافسة قطاع التجميل والمستلزمات النسائية والرجالية، فهناك أمور أخرى ومنها تركيب صرف الأدوية، تقديم المزيد من الخدمات الحديثة المتعلقة بالرعاية الصحية وتركيب بعض الأدوية وعدم بيع الأدوية الطبية مهما كانت بدون وصفة طبية من الطبيب المعالج. ونصح مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداود في حديث لصحيفة «الحياة»، بضرورة توعية المواطنين بخطأ اللجوء إلى الصيادلة للحصول على الدواء من دون وصفة طبية، إذ لا بد من استشارة متخصص للتمكّن من تحديد الحالة وصرف العلاج اللازم لها. إن هيئة الغذاء والدواء ممثلة في قطاع الدواء حرصت عبر إدارة توعية المستهلك على توعية المستهلكين بالثقافة الدوائية الصحيحة وبلغت نسبة صرف الأدوية بدون وصفة طبية حوالي 65% من سوق الأدوية.
دور المواطن في شراء الأدوية وصلاحيتها وإحضار الوصفة الطبية أمر مهم، كيف نحاسب الصيدلية التي تبيع الدواء غير المناسب للمرض أليس المواطن يتحمّل المسئولية، لماذا المواطن لا يحاسب نفسه قبل أن يقع في الخطأ القاتل من استخدام الأدوية. وإن رداءة تخزين الأدوية في الصيدلية وفي المستودع له دور كبير في فساد الدواء. مرة أخرى لماذا الصيدليات عندنا تنافس السوبرماركت؟ أين الرقيب؟ أين المواطن والمقيم في ثقافة شراء الدواء واستعماله. وفي الختام الصيدليات وطريقة عرض الدواء طريقة قديمة وبدأنا نلاحظ بعض الصيدليات التي تحفظ الأدوية في الأدراج والمطبقة في الغرب منذ سنوات.