عبد العزيز العيسى ">
قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} (28) سورة الشورى.. الغيث رحمة ورزق وبركة لست هنا بصدد الحديث عن المطر ونعم الله التي امتن الله بها علينا فهي كثيرة لا تُعد ولا تُحصى.. ولكن أستغرب كما هو حال الكثير من الناس لماذا كل موسم تتكرر عملية السيول والانهيارات السدودية وتفيض الشوارع بل وتغرق الناس وبيوتهم ومركباتهم.
في كل عام يحدث ذلك إذاً هناك خلل ما، لكن ونظراً لتعدد الجهات المسؤولة تضيع الحقيقة. إن الجهات المتعددة تلك يجب أن تنفصل وإلا لماذا لا تتحدد مع بعضها البعض وتقوم بعمل مُرضٍ ومشرف تجاه الله والمليك والوطن والناس، إلى متى هذا التجاهل. يجب أن يكون هناك اختبار لكل عمل لتصريف السيول ويوضع شرط أساس في العقد المبرم مع المقاول المنفذ بإيداع مبلغ مالي كبير يحدد حسب الاتفاق بينهم، وفي نجاح تلك التصريفات يعود المال للشركة المنفذة، وأما إن كان عكس النجاح حسب ثبوت التقارير والتحقيقات تلزم الشركة بإعادة العمل وتتحمل كامل المسؤولية..! وأن يكون المحكم شركة خارجية لها علاقة تامة بالتصريفات للأمطار، وليس لها علاقة بالشركة المنفذة..!
هذا الإجراء منعاً للتلاعب الذي قد يحدث..! المليارات التي تقوم بصرفها الدولة على البنى التحتية كثيرة جداً، ولكن هناك من ضعاف النفوس من لا يُقدّر قيمة تلك الأموال، وترى المسؤول عن التنفيذ لا يعلم سوى عن متابعة رصيده البنكي أولاً بأول ويترك العمل وجودة العمل، ولا يعرف شيئاً عن الأمانة وتراه في كل يوم في طائرة، ولا يفوته أن يضع توقيعه المبجل على الأوراق ريثما تصل إليه دون عناء وخوف من الله تعالى ودون خوف من تلك المسؤولية التي حُمِّل بها وسيقف يوماً أمام الملك العادل، وسيرى كل شيء أمامه، قال الله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} سورة الزلزلة 7-8.
الناس تحب المطر ومنظر هطول المطر لما فيه من الحياة والرزق والطهارة والتفاؤل والنصر، قال الله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ} (11) سورة الأنفال.
المشكلة تقع على عاتق الجهات المسؤولة على منفذي الإنشاءات، فيجب المراقبة وردع أي مقاول غير ملتزم بالجودة وعلى تأخير المشاريع.
لا نشكك في الذمم ولكن التساهل في تطبيق العقوبات سيحدث أكثر من ذلك..!
معظم بلاد شرق آسيا، وكما يعلم الجميع لا يتوقف عنها المطر، طوال العام السماء تمدهم بالماء ولا ترى في الشارع تجمعاً أو أثر قطرة ماء أثناء هطول المطر، فما الذي يحدث عندنا...!
شكراً لك أيها المطر فقد أظهرت لنا ما لا يستطيع أحد أن يظهره...!
- العيون