شقيق الشهيد الرقيب المرشدي: ثقتنا كبيرة في تقديم الجناة للقضاء ">
الجزيرة - سعود الشيباني / تصوير - فواز الروقي:
تواصل وزارة العدل محاكمة عدد من المتورطين في قضايا إرهابية ومقتل عدد من رجال الأمن، من بينهم الشهيد الرقيب عبدالله المرشدي وخمسة من زملائه ووالد أحد المطلوبين في قضايا أمنية. وتمكنت الأجهزة الأمنية في مدينة الرياض صباح يوم الخميس (6/ 12/ 1424هـ) من إلقاء القبض على أحد المطلوبين في قضايا أمنية، وأثناء تفتيش منزله بحضور والده فوجئ رجال الأمن بإطلاق النار عليهم من مجهولين. ونتج عن ذلك استشهاد خمسة من رجال الأمن، إضافة إلى والد المطلوب، وأُصيب اثنان من رجال الأمن، واعتُقل عدد من المشتبه بهم.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية في حينه: إن الأجهزة الأمنية في مدينة الرياض بحي الفيحاء تمكنت من إلقاء القبض على أحد المطلوبين في قضايا أمنية. ووفقاً لما توافر من معلومات حول وجود أسلحة ومتفجرات في المكان الذي كان يقيم فيه المطلوب توجَّهت فرقة لتفتيش مقر إقامته بصحبة والده وإحدى المفتشات، وذلك بحسب الإجراءات المعمول بها، وتم العثور على قنبلتين يدويتين ورشاشين وخمسة مسدسات. وأثناء استكمال الفرقة مهامها جرت مباغتة رجال الأمن بإطلاق نيران كثيفة من قِبل مجهولين على الموقع؛ ما نتج منه استشهاد خمسة من رجال الأمن ووالد المطلوب، وإصابة اثنين من رجال الأمن. كما تم القبض على بعض المشتبه بهم. ولا يزال الحادث محل متابعة الجهات المختصة.
وفي السياق، أكد شقيق الشهيد الرقيب عبدالله صنات المرشدي العتيبي تفاصيل وفاة شقيقه قائلاً: لم يكن اليوم (6/ 12/ 1424هـ) يوماً عادياً في حياة أسرتنا بعد تلقينا خبر استشهاده، لكن تقبلنا هذا المصاب الجلل بفرحة؛ كونه استُشهد في ميدان الشرف دفاعاً عن وطنه ودينه ومواطنيه.
وقال شقيقه: قبل وفاته بـ24 ساعة حضر للسلام علينا جميعاً، وودع والديه، وكان محبوباً من الجميع ومخلصاً في عمله، وسبق أن تعرض لإطلاق نار في إحدى عمليات المداهمة، وكانت الإصابة طفيفة. مؤكداً أن شقيقه كان معروفاً عنه شجاعته وإقدامه على كل ما يطلب منه دون تردد طوال خدمته في المباحث العامة لمدة 17 عاماً تقريباً. مبيناً أن الشهيد قبل انتهاء دوامه بلحظات توافرت معلومات بالقبض على أحد المطلوبين بحي الفيحاء شرق الرياض، ومطلوب تفتيش منزله؛ وطُلب من عبدالله - رحمه الله - وآخرين من زملائه القيام بالمهمة؛ فذهب معهم، وكان آخر يوم في حياته الطاهرة بعد تلقيه طلقات نارية عدة من يد الغدر والخيانة من بعض عناصر تنظيم القاعدة الخائن للدين.
وقال شقيق الشهيد: بعد وفاة ابننا تلقينا اتصالاً من إدارة أسر الشهداء، وتم صرف مبالغ مالية عدة، ومتابعة حالات والد ووالدة وزوجة وأبناء وإخوان الشهيد، وتم تعيين اثنين من أشقاء الشهيد في الداخلية، وتم تدريس أبناء الشهيد (بندر البالغ من العمر الآن 19 عاماً ويدرس بالثالث الثانوي، وفيصل 16 عاماً ويدرس في الأول الثانوي، وأميرة تدرس بالأول المتوسط). مؤكداً أن إدارة أسر الشهداء قامت بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية باستضافة والد وزوجة وأطفال الشهيد مرات عدة في الحج والعمرة، وتم صرف مبالغ مالية عدة متتالية لهم، وكذلك يتم متابعة الأبناء دراسياً، وأيضاً يتم متابعتهم من قِبل مندوب من وزارة التعليم وفقاً لتوجيهات الأمير محمد بن نايف، وتوفير كل ما من شأنه دعم أسر الشهداء مادياً ومعنوياً.
وعن قاتلي الشهيد ومحاكمتهم قال شقيق الشهيد: نحن حريصون على أن يتم تقديم من قتل أبناءنا أو رجال الأمن لساحة القصاص عبرة لهم ولغيرهم على ما قاموا به من أفعال، لا يقرها دين ولا عقل. مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية بالداخلية لديها القدرة على الوصول للجناة، وقد تم القبض على من نفذ عملية قتل رجال الأمن الخمسة بحي الفيحاء، الذين من بينهم عبدالله - رحمهم الله جميعاً -.
وفي السياق ذاته، أعرب ابنا الشهيد (بندر وفيصل) عن اعتزازهما بشجاعة والدهما، مؤكدَين أنهما يحظيان دائماً بتقدير من قِبل المجتمع، خاصة بين زملائهما بالمدرسة؛ إذ يُطلق عليهما (ابنا الشهيد عبدالله المرشدي).
مؤكدَين أنهما سوف ينضمان لميدان الشرف، ويعملان مع رجال الأمن افتخاراً بوالدهما وزملائه الذين بذلوا أغلى ما في الوجود، وهو التضحية ومواجهة عناصر الشر بأجسادهم دون الهرب أو الخوف. مشيرين إلى أن ذلك محل فخر واعتزاز لكل مواطن سعودي.