تطوير مكتب التعليم بحريملاء لتحقيق المأمول ">
يظل الميدان التعليمي في شقه العام عبر مؤسساته ومراحله الثلاث ملاصقاً لحياة الناس؛ كونه أكثر بيئة يقضي فيها النشء جل وقته من الجنسين على حد سواء. ولعل من أبرز الهواجس التي أرقت الآباء والأمهات في كل بداية عام أو فصل دراسي وجود مقاعد قبول لفلذات أكبادهم في المدارس الواقعة ضمن نطاق سكنهم. ونظراً للزيادة في أعداد الطلاب والطالبات في كل عام واجهت العديد من المدارس مشكلات في قبول الطالبات؛ ما أدى إلى تكدس أعداد كبيرة داخل حجرات الدراسة. ومن المعلوم بداهة أن ذلك التكدس سيؤثر سلباً على مخرجات المدرسة، ويساهم في زيادة أعباء المعلم والمعلمة داخل الفصول في ظل ظاهرة التسرب وتزايد طلبات التقاعد المبكر من قِبل المعلمين والمعلمات. ويحسب للعديد من مديري ومديرات المكاتب التعليمية جهودهم التي ساهمت في تحقيق التحسن في مخرجات المدارس في جميع المراحل، من خلال بذل الكثير من الجهود، والعمل لتوفير بيئات تعليمية جاذبة، تخلق مناخاً من الاستقرار النفسي للمعلمين والمعلمات. وقد برهن على تلك الجهود تميز العديد من المدارس داخل تلك المكاتب التعليمية، التي حققت مدارسها مراكز متقدمة في التحصيل والأنشطة، سواء على مستوى الإدارة التعليمية أو على مستوى الوزارة. ولعل لذلك التميز عوامل بشرية، تمثلت في إسناد مهام الإدارة إلى نخبة من التربويين والتربويات. وهناك عوامل مادية، تتمثل في متابعة مكتب التعليم لاحتياجات المدارس من تجهيزات وتقنيات ومقررات دراسية، ومدى توافرها. وإمعاناً في قياس مستوى الأداء المدرسي شُكلت لجنة تحت اسم (منظومة قياس الأداء المدرسي)، تكون وظيفتها الوقوف على أرض المدرسة، وتقييم مستوى الأداء فيها، سواء للهيئتين الإدارية والتعليمية أو البيئة المدرسية.
ومكتب التعليم في محافظة حريملاء، الذي تحت مظلته ما يربو على عشر مدارس في جميع المراحل، وبالرغم من الدعم الذي يلقاه من إدارة تعليم الرياض، جاءت نتائج زيارات منظومات قياس الأداء لمدارسه، بالرغم من الجهود المتواصلة لمديرات المدارس فيما يتعلق بالجوانب التحصيلية والأنشطة، دون المستوى المطلوب. وربما عاد ذلك لغياب عنصر الخبرة لدى المسؤولة في مكتب التعليم؛ ما أدى إلى ظاهرة النقص في المقررات الدراسية في بداية كل عام أو فصل دراسي، إضافة إلى تكدس أعداد كبيرة داخل حجرات الدراسة ذات المساحات الصغيرة، سواء في مدارس المحافظة أو المراكز التابعة للمحافظة؛ ما يجعلنا نطالب بتوجيه مسؤولة مكتب التعليم لممارسة دورها المنوط بها، والسعي الجاد لتوفير احتياجات قطاع التعليم فيما يتعلق بإنشاء مبانٍ أو توفير المقاعد والطاولات والمقررات الدراسية؛ فالتعليم من أهم أولويات قيادتنا الرشيدة، وذلك من خلال ما يخصص له من مبالغ كبيرة في ميزانية الدولة كل عام. والله الموفق.
عبدالعزيز بن سليمان الحسين - مدير مدرسة ملهم الابتدائية