شقران مازال حياً بوجود سلطان ">
كتب - عايض البقمي:
قبل 12 عاماً وتحديداً عام 1424هـ، التقيت عميد المدربين السعوديين مشرف بن مطلق (عافاه الله) وأمده بالصحة والعافية، وكان الحديث حول كأس الوفاء وعن شقران، وظل ذلك الحديث عالقاً في ذهني وأذهان الكثيرين بذرابة أبي مطلق المعروفة في الحديث بقوة مفردتها وجزالة معانيها وطرحها.
الحديث الذي لازلت محتفظاً به وعبر الجزيرة (الميدان) كان مجمله عن الأمير الراحل وبعض المواقف التي حدثت وكشاهد عصر عليها.
ويتذكر أبو مطلق شخصية الأمير الراحل ويشير أن لدى الأمير محمد بن سعود الكبير حدس وذكاء لا يوجدان لدى غيره، فهو رجل يعرف جميع القبائل والأسر ولديه عرف لا يضاهى بالخيل والإبل والجيش، والميزة الفريدة في شقران - والحديث لمشرف بن مطلق - أنه يعرف القادم إليه إن كان ذو حاجة أو للسلام والمعرفة.
وأضاف أنه في المواقف الحازمة تجده خير من يقف فهو رحمه الله لا يعين رجلاً مخطئاً ولا يجادل الظالم، ودائماً ما كان مسانداً ونصيراً للمظلوم. وحول ذكرياته عن الأمير محمد بن سعود مع الخيل، يقول أبو مطلق - عافاه الله - إنه يتذكر بأن الملك سعود رحمه الله سافر إلى العراق بدعوة من فيصل الشريف - وأهدى الملك سعود فرساً من صفوق الياور وهو من شيوخ قبيلة شمر، وكان الأمير محمد بن سعود الكبير بصحبة الملك سعود وقد اشترى جواداً واحداً أسماه (خريمس) وكان صغير الحجم، إلا أنه حقق نتائج رائعة بالميدان السعودي في تأكيد على النظرة الثاقبة لديه.
ويتذكر عميد المدربين السعوديين أحد الموافق والذي ظلت عالقاً في ذهنه، ولمعرفته الأمير محمد بن سعود بالصيد سألته عن من هو أسبق الصيد فذكر لي رحمه الله أنها (الريم).
وعن الإرث الكبير الذي حمله أبناء الراحل الكبير يقول أبو مطلق، إن ما يقوم به الابن البار سلطان بن محمد ظل ولا يزال نبراساً حياً يؤكد، وتلك هي الحقيقة الدامغة، بأن شقران لم يمت دام سلطان حياً، وهو يحافظ على هوايات والده في الخيل والإبل، وكذلك على جانب الدعم الإنساني والخيري، فأبو نايف في طليعة الرجال الذين لهم مساهماتهم المتعددة والتي لا نستطيع حصرها.
وعن شعوره وهو يحمل أولى كؤوس الوفاء كمدرب للجواد الباسم، يقول بأن تلك اللحظات من أسعد أيامه طوال مسيرته التدريبية، وأنها ستظل لحظة تاريخية عندما تسلم كأس شقران من يديْ الملك عبد الله - رحمه الله -.
وعن ذكريات ذلك السباق، يشير العميد الكبير إلى أنه كان يتوقع فوز جواده الباسم ،كون الأحوال الجوية الماطرة الخيرة في ذلك اليوم كانت عاملاً مساعداً في ذلك الفوز، وبما أن هناك جياداً تحب وتدعس الأرضية الممطرة عكس الجياد التي تحب الأرضية الصلبة، والباسم دعسها بكل اقتدار وسجل أولوية تاريخية كأول جواد يفوز بكأس شقران.