د.عبيد المطيري ">
حصول كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة القصيم على الاعتماد الأكاديمي الدولي AACSB بمثابة تتويج لريادة الكلية وأنشطتها المختلفة والتي تم تطبيقها وفقاً لرسالة واضحة وخطة إستراتيجية محددة الأهداف والنتائج، حيث أوصى فريق مراجعي الاعتماد الأكاديمي الدولي AACSB باعتماد الكلية بجميع برامجها دون استثناء، لتكون الكلية من الكليات الرائدة المعتمدة والتي تصل نسبتها إلى أقل من 5% على مستوى العالم، أن ما يميز اعتماد كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة القصيم هو أنها أول كلية تحصل على الاعتماد الأكاديمي الدولي AACSB وتدرس برامجها في مرحلة البكالوريوس باللغة العربية، وتعد الكلية الأولى عالمياً خارج الولايات المتحدة الأمريكية التي تحصل على الاعتماد خلال فترة قصيرة جداً في حدود ثلاث سنوات ونصف السنة اعتباراً من تاريخ التأهيل، حيث تتراوح فترة الحصول على هذا الاعتماد عادة بين 5 إلى 7 سنوات. وأيضاً تعد الكلية الأولى على مستوى الخليج والشرق الأوسط وأفريقيا والتي تحصل على الاعتماد وفقاً لمعايير الاعتماد الدولي الجديدة الصادرة عام 2013 والتي تركز على مفاهيم الشراكة والابتكار والتأثير في تطوير كليات إدارة الأعمال، كما أنها من أول 10 كليات على مستوى العالم تحصل على الاعتماد الدولي وفقاً للمعايير الجديدة.
ومن المهم الإشادة بنقاط القوة والملامح الفريدة وممارسات التحسين المستمر الفاعلة والتي تميزت بها كلية الاقتصاد والإدارة ومنها بيئة العمل الديناميكية وتميز فريق العمل فيها بعمله الدؤوب وتبنيه عمليات التغيير والتطوير والالتزام بالتحسين المستمر خلال السنوات الثلاثة الماضية 2012م ـ 2015 م، والإشادة بسياسات وخطوات وعمليات تطوير منهجيات المقررات وتقييم مخرجات الكلية والالتزام بالتحسين المستمر، وجودة وقوة التقارير المختلفة التي أعدتها الكلية عن رحلتها خلال السنوات الثلاثة الماضية والتي تصور رحلة الكلية في سعيها لتكون بمصاف الكليات العالمية الرائدة. قوة وجودة نظام التوثيق الذي اتبعته الكلية والذي تم عرضه من خلال غرفة البيانات Base Room والذي يبين وضوح الرؤية وتسلسل المهام وتناسق العمل وتنظيمه في الكلية، وبما يؤكد التزام الكلية بمفاهيم وممارسات التحسين المستمر، الشراكة مع المجتمع وقطاعات الأعمال حيث لدى الكلية علاقة متميزة مع المجتمع عامة ومجتمع الأعمال خاصة، وقد تبين ذلك من خلال تنظيم العديد من الملتقيات العلمية والفعاليات التي تم اختيارها بناءً على حاجات المجتمع. وكان الغرض الرئيس من تنظيم هذه الفعاليات تعزيز أفضل الممارسات في العديد من قضايا التنمية واحتياجات مجتمع الأعمال، بينما تم تنظيم فعاليات أخرى لمساعدة المجتمع المحلي لتطوير أنشطة وإستراتيجيات جديدة في مجال الأعمال، كما قامت الكلية بتبني العديد من المبادرات والممارسات والبرامج الابتكارية والتي تهدف إلى تطوير العمليات الداخلية والتي تتضمن مشاركة كل من أعضاء هيئة التدريس والطلاب. كما أن لدى الكلية برنامج ابتعاث لمساعدة الكلية في الحصول على كفاءات وطنية من جامعات عالمية متقدمة، حيث هناك قرابة 50 مبتعثاً ومبتعثة من منسوبي الكلية لنيل درجات الماجستير والدكتوراه في مجالات المحاسبة وإدارة الأعمال ونظم المعلومات الإدارية والتمويل والاقتصاد.
ويعد الاعتماد الدولي فرصة لكلية الاقتصاد والإدارة للتحرك في الاتجاه الصحيح في التوجه بطلابها وأساتذتها والتعليم الإداري بالمملكة وقيادته نحو أفضل الممارسات العالمية Best Practice والتي تسهم إيجاباً في بناء الطلاب وإشراكهم في العملية التعليمية، لتمكينهم من المشاركة بعد تخرجهم في التنمية الاقتصادية والإدارية. وتقوم الكلية حالياً بالتفكير في تحديث رسالتها وخطتها الإستراتيجية بالتركيز على تخريج الطلاب وتمكينهم من التعامل مع القضايا المعاصرة المحيطة ببيئة الأعمال والمجتمع وإدراك مفاهيم الابتكار والشراكة وصناعة الفرق. وهذا هو روح الاعتماد الدولي حيث تظهر المسؤولية الاجتماعية للكلية ويبرز دورها في تأصيل ثقافة الابتكار والريادة وبناء مجتمع المعرفة والحوار المستمر مع الأطراف ذات العلاقة في قطاع الأعمال وأصحاب المصلحة في المجتمع. ولذا فإننا نجزم أن مرحلة ما بعد الاعتماد الدولي ستشهد تحولاً في أهداف الكلية في جميع المجالات.
إن لكليات إدارة الأعمال العالمية دوراً رئيساً في المجتمع وتقاس تنافسية الدول بتطور تعليمها الإداري MANAGEMENT EDUCATION وقدرته على الإسهام النوعي في تحقيق أهداف نوعية للمجتمع، والتركيز على الابتكار والأعمال الريادية المعرفية على وجه التحديد. ولذا تسعى الكلية إلى تفعيل قدرات ومهارات وإبداعات الطلاب في مجال الابتكار والريادة المعرفية، مما يجعله مسهماً في اكتساب نوع من الريادة العالمية، عبر تفعيل الطاقات الشابة في مجالات نوعية وفق أساليب متطورة وآليات دقيقة.
ونجزم بأنه سيكون للكلية في مرحلة ما بعد الاعتماد رؤية ورسالة تعلي من شأن التعليم الإداري في المملكة بالتركيز على الطلاب والأعمال الابتكارية والريادية المعرفية لتلك الطاقات الشابة على وجه التحديد، والمساهمة في بناء وتنمية منظومة الابتكار والمهارات والقيم التي تدفع نحو وضع العمل الريادي المعرفي ضمن الأولويات الوطنية في مختلف المسارات ذات العلاقة، وتعزيز قوة التوجه إلى بناء اقتصاد المعرفة والذي يتطلب تشجيع الطاقات الشابة على طرح المبادرات الريادية المعرفية التي تنطلق من أفكار إبداعية، ذات تأثير وجدوى اقتصادية وقيم مضافة، والعمل على إيجاد جو تنافسي بين الكلية وشرائح المجتمع من أفراد ومؤسسات لتنمية المهارات والقدرات الريادية المعرفية للطاقات الشابة على وجه التركيز وتوظيفها لخدمة أهداف وخطط التنمية باعتبارها أحد جوانب التحول نحو مجتمع المعرفة.
وختاماً نقول إن حصول الكلية على الاعتماد الدولي يعني وضعها في المسار الصحيح لكليات الأعمال الريادية ويستهدف الالتزام بالتطوير والتغيير والتحسين المستمر لتعزيز قدرة الكلية على تحقيق ريادة عالمية في مجال نوعي مع التركيز على السياقات ذات الصلة بمعايير الاعتماد الدولي الجديدة كالشراكة والابتكار وصنع التأثير، سواء أكان ذلك في المجالات التعليمية والبحثية أو الإدارية أو الخدمات المجتمعية. وستسعى الكلية في المستقبل القريب لاستطلاع الأطراف ذوي العلاقة لتحديث رؤية الكلية ورسالتها وخطتها الإستراتيجية وأهدافها التعليمية لتتضح معالم التناغم الكبير مع محاور الاعتماد الدولي في الشراكة والابتكار والتأثير، حيث تسعى الكلية لتقديم رسالتها ودورها الحقيقي في المجتمع علاوة على تمكين الطلاب لبناء مستقبلهم الوظيفي.
عميد كلية الاقتصاد والإدارة - جامعة القصيم