طلاب مدرسة ثانونية الكويت بصنعاء أعطونا خلال الأيام الماضية درساً بليغا في الشجاعة ورفض الظلم والعبث والانقلاب .. طلاب لا يتجاوز أعمارهم الـ 18 عاما وقفوا بشجاعة واستبسال في وجه زعيم عصابة التمرد والانقلاب الحوثية حينما زارهم في مدرستهم لتحريضهم على القتال في صفوف ميليشياته بعد أن تجرعت الخسائر المتتالية في كثير من جبهات القتال، وقفوا في وجه الظلم دون خوف أو وجل من العواقب التي يؤمنون بأنها لن تقل سوءا عن حالهم وحال البلاد الذي أوصلتنا إليه هذه الميليشيات، فقالوا بصوت شجاع مسموع معبراً عما في نفوس كل أبناء شعبنا اليمني (لا للحوثيين الانقلابيين لا لخفافيش الظلام نعم لدولة المؤسسات نعم لدولة النظام والقانون تحيا الجمهورية اليمنية)، وقذفوا زعيم هذه العصابة ومن أتى معه من قيادات وزارة التربية والتعليم المنبطحين لجماعة الحوثي بالحجارة والأحذية.
هكذا عبر جيل اليمن الصاعد عن رفضه لكل ما يجري في اليمن من عبث وفوضى منذ دخول هذه الميليشيات صنعاء واستيلائها على السلطة في 21 سبتمبر 2014 .. لقد أعطونا درسا في الشجاعة، وأوصلوا إلى مسامع الجميع صوت الحق.
إنهم جيل اليمن الذي نفاخر بهم، وبهم نكون على يقين بأن مستقبل اليمن سيكون أفضلا، فلا خوف على مستقبل اليمن وهؤلاء هم حماته وأدوات بنائه.
اليمن بلد مليئة بالشرفاء والأبطال لكن ما حل بها من سوء هو قدر من الله لتمحيص الذنوب وتكفير ما اقترفته أيادي أبنائه وأن الله بهذا البلد وبأهله للطيف رحيم وسيجعل بعد عسر يسرى، هكذا ينبغي أن نفهم ونستوعب المشهد ونؤمن بأن لله في كل شيء حكمة، وطالما تمتلك اليمن ثروة بشرية كهؤلاء فلا خوف عليه ولا على مستقبله.
إن ما عبر عنه أبطال اليمن في ثانوية الكويت بصنعاء وهم يتسلحون بالعلم والمعرفة ويحملون في حقائبهم أقلامهم وكتبهم وكراريسهم عن رفضهم للميليشيات الانقلابية ومشروعها المزعوم هو لسان حال الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني الذي فضل الصمت والسكوت خوفا من بطش هذه الميليشيات الانقلابية التي لا تراعى في مؤمن إلاً ولا ذمة.
إن شرارة الثورة التي أشعل فتيلها هؤلاء الطلاب كفيلة بأن توقظ النائمين وتبث الرهب في قلوب الظالمين وسيصل أثرها دون محالة إلى كل شبر في أرض اليمن السعيد ليسترشد بنورها الجميع ويمضي على خطا من صنعوها كل الشرفاء معبرين عن رفض المشروع الانقلابي والتصدي له بكل الوسائل والسبل الممكنة، ومعلنين عن تمسكهم بالشرعية التي لا يمكن لليمن العبور إلى المستقبل الأفضل إلا من خلالها كونها المنفذ الشرعي الدستورى الوحيد لمستقبل اليمن وصون حقوق وكرامة أبنائه.
- بشير عبدالله
Yaljazeera@gmail.com