ما نشاهده وما نسمعه من مطالبة لبعض الفرق لجلب حكام أجانب لإدارة لقاءاتهم جعلني أنصف الحكم السعودي حقه، وأشيد بما قدمه من نجاح باهر وتميز في الجولات السابقة. وأتساءل: ما هي تبعات هذه المطالبة؟ وهـل هذا قدح وتقليل من شأنه، أم أن هذه اللقاءات أعلى من مستواه؟ وهل لحضور الحكم الأجنبي دور في تطوير الحكم السعودي؟ هذه التساؤلات وغيرها كثير جعلتني أسعى جاهدًا ليرى القارئ بنفسه هذا النجاح والتميز بعمل مقارنة بسيطة بين لقاءين، أحدهما لقاء الاتحاد والأهلي الذي أداره حكم أجنبي (بيورن كويبرز)، ومع ذلك لم يوفق في إدارته؛ إذ تجاهل أشياء، واحتسب أخرى، رغم أن هذا الحكم قد كلّف مبالغ لجلبه. وفي الوجه الآخر لقاء الهلال والشباب الذي أداره الحكم السعودي محمد الهويش، الذي وُفّق إلى حد كبير، في نظري ونظر بعض المحللين والخبراء.
فمن هذا المنطلق يجب أن يحظى الحكم السعودي بالاهتمام والرعاية؛ فهو جزء كبير ومهم لنجاح الدوري، وذلك بتشجيعه، والرفع من معنوياته؛ ليكون ذلك سببًا في ظهوره بشكل لافت. كما أن لتكريمه وتكريم المتميزين بعد كل مباراة، والإشادة بهم في الصحف، دورًا بارزًا في الارتقاء بالتحكيم؛ لينال الثقة الأكبر، وليعلم أن الجميع يتمنى تميزه، ويسعى إلى ذلك. وللأسف، إن ما تنتهجه بعض إدارات الأندية وبعض المنتمين إليها من تفريغ غضبهم على الحكم، ومحاولة جعله المخرج أمام الجماهير العاشقة، واعتباره هو السبب الرئيسي في الخسارة، ما هو إلا جهل وهضم للدور الكبير الذي يقدمه. فإن البعيد يشيد بقدرة الحكم السعودي، ودليل كلامي اختياره لمحافل قارة ودولية عدة، وآخر إنجازات الحكم السعودي تكريم المرداسي على المستوى الآسيوي، وهذا لم يأتِ من فراغ. كذلك لا ننسى الدور الرائد الذي يقوم به الاتحاد العربي السعودي من توفير التسهيلات والمتطلبات كافة للرفع من مستوى التحكيم في المملكة العربية السعودية.
همسة:
ليعلم الجميع أن الحكم إنسان، يخطئ كما يخطئ غيره.
- بندر بن محمد المليفي