منيرة محمد الخميري ">
نعم، لا تحزني؛ فأنتِ في القلوب، وفي قلب «رجل الميدان»، الرجل المبادر، من لا تغمض له عين وهناك مُصابٌ، تبكيه أي محافظة من محافظات القصيم.
هو الأمير الإنسان، من رمى خلفه «ثقافة البشوت»، وأصبحنا نراه في مواقع المشاريع المتعثرة، وفي منتصف الليل يتفقد المستشفيات ومواقع مهمة في المنطقة، وها هو يتنقل بين المواقع المتضررة من سوء تصريف السيول متألماً.
عذراً سمو الأمير..
نعلم أن الأمر جلل، كما نعلم أن سموكم سيقف بحزم عهدناه أمام ما رأيته بعينك.
من هو في الموقع ليس كمن يسمع ويرى، ولكن برامج التواصل الاجتماعي عيَّشتنا الحدث، ومن المواقع مباشرة، وتوافينا بالتفاصيل ببث مباشر. نعم، كارثة وأضرار جسيمة وأشخاص وشوارع وطرق وأحياء ومساجد ومنازل ومولات وسيارات تغرق في المدينة!
القصيم بشمالها وجنوبها وشرقها وغربها تتألم لمصاب بريدة.
ساعات قصيرة من الأمطار أحدثت شللاً في الحياة العامة، وعُلقت المدارس، وأُغلقت الشوارع، وتعطلت إشارات المرور، وحصلت حوادث مرورية!
لا نريد أن ترسخ في الأذهان فكرة ارتباط المطر الذي هو رحمة من الله وخير وعدل وفرح بأشياء سيئة، تختزن في ذاكرة أطفالنا.
سمعنا وقرأنا عن كمية المطر التي نزلت على بريدة، ولكن الدولة لم تبخل بالميزانيات التي تجاوزت الملايين والمليارات، وبإمكان قنوات تصريف مياه السيول استيعابها في حال كانت مطابقة للمواصفات!
ولكن يتضح أن التخطيط الذي اعتُمد كان قصيراً ومحدود النظر، ولم يأخذ في الاعتبار ما يمكن أن يحدث من مفاجآت لظواهر طبيعية.
أما آن لنا مواكبة الدول المتقدمة في إنشاء بنية تحتية لحل مشاكلنا؟ لعل أهمها تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي.
ما حدث في بريدة أمر مؤلم؛ أشعل برامج التواصل الاجتماعي غضباً وحزناً على لحظات مرت على «مواطن بريدة» بين خوف وهلع وإتلاف ممتلكات.
المطر كشف مشاريع غير مطابقة للمواصفات والمقاييس والجودة، كانت السبب فيما تتعرض له بعض مدن المملكة الحبيبة من أضرار بليغة.
لن نتوقف عن الدعاء بأن يغيثنا الله سقيا خير ورحمة وبركة رغم ما تكشفه السُحب من خفايا وثغرات خطيرة، لا يمكن القول فيها إلا أنها محزنة ومؤلمة ومخجلة؛ إذ كشفت الأمطار ما خفي وما هو مدفون تحت الأرض؛ ما شكل لدى المواطن صدمة من حجم التقصير في التعاطي مع هذه الأحوال الطبيعية التي أسفرت عن الكثير من المآسي والكوارث بسبب الإهمال والفساد وغياب الرؤية والتخطيط لتأسيس بنية تحتية متينة وصلبة.
نريد مستقبلاً زاهراً لـ»القصيم»، تُعاد فيه الترتيبات، ورؤية جديدة تستقبل أي مفاجأة لأي ظواهر طبيعية متوقع حدوثها على المدى البعيد.