مندل عبدالله القباع ">
نحمد الله ونشكره على ما حبانا الله به أولاً من نعمة الإسلام التي لا تعد ولا تحصى والتي تبعها الأمن والاستقرار ورغد العيش بحيث أصبح كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة ينعم بالأمن على دينه ونفسه وعرضه وماله ..الخ. ثانياً نشكره سبحانه وتعالى على ما أنعم به علينا من هطول الأمطار والسيول التي عمت جميع أرجاء المملكة (شمالها وجنوبها شرقها وغربها ووسطها) حيث سالت على أثرها الأودية والشعاب وارتوت الأرض بخير هذه الأمطار جعلها الله أمطار خير وبركة ونفع بها البلاد والعباد. فهذه الخيرات تستحق الشكر لله سبحانه وتعالى حيث استجاب سبحانه لدعاء المسلمين عند إقامة (صلاة الاستسقاء) التي أمر بها (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز) متعه الله بالصحة والعافية وهذه سنة مؤكدة وواجبة سار ملوك هذه البلاد عليها منذ توحيد هذا الكيان المعطاء على يد موحده الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه عليه سحائب الرحمة عام 1351هـ بحيث يلجأ العباد إلى ربهم خالق السماوات والأرض ومدبر هذا الكون.. إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون.. سبحانه وتعالى يلجئون إليه إذا أصاب الأرض القحط وغارت الآبار وقل الكلأ في الصحاري والفيافي حيث قال سبحانه وتعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} فاستجاب سبحانه لهذه الدعوة فأنزل الأمطار والسيول (فروت الأرض ودر الضرع) وفرح الناس وابتهجوا جميعاً (شباباً وشيوخًا رجالاً ونساء) لأن المطر خير وبركة على الناس وعلى الأرض وعلى البهائم وحتى على الحشرات ما كبر منها وما صغر.
ولكن ما يعكر صفو الناس وبهجتهم ونفسياتهم هو ما حصل ويحصل كل موسم من موسم الأمطار لقلة تصريف السيول وليس في مكان واحد وإنما في جميع أرجاء ومناطق المملكة من المدن الرئيسية فهذا جسر يسقط وهذا نفق يغص بماء السيول وهذا شارع من الشوارع الرئيسية أصبح بحرا من المياه والسيارات تطفو عليه وتغرق وبعض النفوس تموت غرقا لا أحد يستطيع أن يسير في هذه الشوارع (إلا بمركب بحري) فحال هذه الأماكن من أنفاق وشوارع تبقى على حالها كل عام لا تغيير ولا تصريف للأمطار والسيول إلا بطرق بدائية عن طريق شفط هذه الأمطار والسيول بواسطة (صهاريج المياه) التابعة لأمانة المدن أو بلدياتها أو صهاريج الدفاع المدني ففي هذه الواقعات السؤال الذي يفرض نفسه من المسئول عن هذه الكوارث نتيجة لعدم تصريف مياه الأمطار (هل هي الأمانات والبلديات أو مسئولي النقل) في عدم تطبيق المواصفات والمقاييس الهندسية عند تنفيذ المشاريع من مراقبة ومتابعة دقيقة وصارمة كذلك أين المهندسين المشرفين على تنفيذ هذه المشاريع في المتابعة الميدانية حتى يكتمل المشروع ويقف على أرجله كذلك أين الصيانة والمتابعة على مدار العام لأننا نعيش في جو صحراوي معرض للأتربة والغبار وعوامل التعرية أما السكوت إلى ساعة الصفر والوقوف مكتوفي الأيدي من قبل المسئولين كل في موقعه والتحجج بأقوال لا يقبلها العقل ولا المنطق. الدولة أعزها الله رصدت المليارات كل عام في ميزانيتها للجهات ذات العلاقة من أجل تصريف الأمطار والسيول داخل المدن وخارجها من إنفاق وجسور وسدود من أجل راحة وسلامة المواطن أولاً وقبل كل شيء لأن الدولة أعزها الله دائماً يهمها بالدرجة الأولى المواطن في جميع مناحي الحياة (الدينية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات وخدمات الكهرباء والماء) وثانياً المحافظة على مرافق المواطن من سكن وخلافه ومرافق الدولة من أجل المحافظة على هذه المرافق وحمايتها من الأمطار والسيول حتى لا تعيثوا فيها فسادا.
فيا أيها المسؤولون على مختلف وظائفكم الرسمية أدوا الأمانة على وجهها الشرعي والذي أوكلها إليكم قائد مسرتنا الملك سلمان بن عبد العزيز حيث انتقلت الأمانة منه إليكم كما قال الله سبحانه وتعالى: {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ سورة البقرة}.