الكتابة بالجفن! ">
كان جون دومينيك بوبي يعيش مع زوجته وابنه في ضاحية من ضواحي باريس... كان صحفيا ً ناجحا ً.. معظم وقته يتوزع بين بيته وبين وظيفته المرهقة...
في أحد أيام شهر ديسمبر 1995م كان جون يقود سيارته فوق طريق سريع مغطى بالثلوج...
فجأة داهمته سكتة دماغية حادة بدون أي مقدمات غير أنه نجح في إيقاف السيارة وأرسل ابنه لطلب المساعدة، ولكنه فقد الوعي وسقط.
لم يفق من غيبوبته إلا بعد ثلاثة أسابيع, وعندما أفاق وجد نفسه كائناً مختلفاً عما كان عليه.. إذ إن السكتة أصابته بأضرار وخيمة جداً.. فقد أصبح عاجزاً عن الكلام والحركة.. وشل جسده كاملا..ولم يكن يستطيع تحريك سوى جفن عينه الأيسر فقط.. ولحسن الحظ كان بقي عقله سليما ً.. وذاكرته صحيحة.. وكانا قادرين على العمل بمنتهى الكفاءة.. صمم جون على العثور على طريقة يتواصل بها مع الغير.. وأمام هذا التصميم وأمام هذه الإرادة العظيمة..
قرر تأليف كتاب كامل معتمدا على التأليف بجفن عينه الأيسر وكان عنوان هذا الكتاب: «The Diving Suit And The Butterfly» وهو عبارة عن رحلة شعرية خيالية داخل عقل رجل حبست أفكاره داخل جسده المشلول وكتب قائلاً: عندما لا يكون لباس الغوص ضيقا, يتحرر العقل ليحلق مثل الفراشة.
كان بوبي يلتقي أحد الكتاب لمدة ثلاث ساعات يومياً داخل غرفته بالمستشفى حيث كان يمليه نص الكتاب حرفاً حرفاً عن طريق تحريك الجفن بواسطة طريقة أبجدية صممت لهذا الغرض، وجاء الكتاب المؤلف من 137 صفحة ومن نتاج: 200000 إغماضة للعين.....لنعلم جميعاً.. أنه متى وجدت الإرادة..وجد الطريق دائما.
إن الله قد وهبك نعم لا تعدى ولا تحصى ولو فقدت جميعها ووجدت نفسك في مغلاق نعمة واحدة لكانت كفيلة بعظمة قدرها أن تكون الفتيل الذي يولد منه شعاع الأمل فكيف بك وأنت سائحا في نعم الله السوابغ الدواري ولكنك لا تدري!فكر واشكر فأنت على شاطئ النعم تتقلب وقد تفيق حين ترى البؤس على غيرك.
تفاءل وابتسم وافرح فهناك غد جميل بانتظارك تفاءل فإن في التفاؤل لخيراً وابتهج ففي البهجة لجمالا وافرح فإن في الفرح لسروراً و ابتسم.,فهناك غد جميل بانتظارك!!
د. سحر رجب - جدة