جدة - صالح الخزمري:
صدر - مؤخراً - كتاب بعنوان كايزن بين النظرية والتطبيق للباحثة الدكتورة عبير عيد العقباوي، حيث يتحدث الكتاب بأن مبدأ التغيير والتحسين أخذ بالانتشار بسرعة، لكن المنهجية المتبعة في التغيير والتحسين ما زالت بطيئة، وإذا فكرنا في سبب هذا البطء فإننا نلاحظ عدم وضوح المنهجية، أو عدم استيعاب المتطلبات، لذا نسمع كثيراً لدى من ينعمون بالاستقرار مقولة: «الله لا يغيِّر علينا»، ولو أنهم أضافوا لها «إلا إلى الأفضل» لانطلقوا محسنين ومغيِّرين ولم يرضوا بما هم عليه. والمتتبع لموجة التغيير والتحسين يجد أن بعض المؤسسات في الآونة الأخيرة نهضت ونفضت عن نفسها تلك المقولة متبنية فِكر التحسين. وهذا يقودنا إلى التأكيد أن قضية التحسين ليست ترفاً أو قضية اختيارية، بل هي ضرورة، لذا فإنه ينبغي على المنظمات الراغبة في التغيير والتحسين إيجاد نظام يقفز بها إلى التحسين وفق مدد زمنية محددة، لمواكبة التقدّم العلمي والتكنولوجي. والمطلع على الحضارة اليابانية يرى أن أحد أسبابها مبدأ «التحسين المستمر» الذي يُعبّر عنه اليابانيون بكلمة «كايزن». لذا فإن أفضل منهجية للتحسين والتغيير للأفضل هي «كايزن» لأنها تناسب أولئك المترددين الذين يرون أنفسهم مضطرين إلى التغيير، إذ إنها تقدّم خطوات صغيرة ذات نتائج إيجابية كبيرة، وهذا الكتاب يتناول فكرة التحسين المستمر بأسلوب ياباني، ابتكره العالم الياباني تاييشي أوهنو إبّان الحرب العالمية الثانية، حيث نهضت اليابان بعد أن أتت الحرب على كل شيء فيها بفِكر وسواعد أبنائها، وتركت لنا درساً ملهماً في بناء النهضة والتحسين.