بخل ">
ولد كما يقولون وفي فمه ملعقة من ذهب، حيث نشأ في أسرة ثرية إذ هم من التجار العرب الذين عاشوا في هذا الوطن المعطاء.. فقد تربى وتعلم التجارة في كنف والده الذي أتاح له الفرصة وشقيقه الأكبر لكي يمارسا التجارة معا حيث نجح فيها، لكنه مع كل تلك الخيرات والثراء الذي هو فيه بفضل من الله ثم دعم والده.
إلا أن الرجل يعتبر محروما من التمتع بالخيرات التي لديه كونه مصاب بداء البخل الذي سيطر على حياته وسبب لأسرته النكد، حيث حرمهم من الاستمتاع بما لدى والدهم من خيرات ولو على الأقل كالطبقة المتوسطة وليس الثرية التي هم منها.
من يشاهده أو يتعامل معه لا يصدق أنه ثري فهو بخيل حتى في ملبسه ومأكله وشربه وما يمتلكه من سيارات, حيث تجده لا يركب السيارة الجديدة بل المستخدمة ومن الموديلات القديمة والتي يجلبها من باب التوفير من إحدى الدول المجاورة.
في أحد الأيام وجه له أحد أصدقائه في حقل العمل الاجتماعي والثقافي دعوة لحضور إحدى العروض المسرحية للأطفال, حيث وجدها فرصة ليخرج الأطفال من البيت لكي يوفر - حسب زعمه - جزءا من الاستهلاك الكهربائي والمأكل والمشرب.
حضر الجميع العرض واستمتع الأطفال لكنهم كانوا يتحسرون وهم يشاهدون الأطفال من حولهم ينعمون بما لذ وطاب من مأكولات ومشروبات وهم محرومين من ذلك فكلما طلبوا من والدهم أن يشتري لهم قال إذا أكلتوا سوف يضركم وما راح تتعشون بشكل جيد.
تحامل الأطفال على أنفسهم وتصبروا مؤملين أنفسهم بوجبة دسمة كونهم في نهاية الأسبوع ووالدهم وعدهم بالعشاء بعد نهاية المسرحية وبعد الخروج حاول الوالد أن ينسيهم العشاء بالحديث في أمور خارج حديثهم لكنهم أطفال وشباب يشعرون بشدة الجوع ويذكرون والدهم بالعشاء وكلما مر أمام مطعم أو بوفيه تجاهل أو قال فية قدام محلات أنظف.. وأفضل.
ظل طوال الطريق يفكر في طريقة للخلاص من هذا الأمر الذي يراه صعبا والصعب تجاوزه توصل بعد تفكير عميق وطويل لحل جهنمي شيطاني ماكر فقال لو اشتريت لكل واحد سندوتش شاورما لن تكفيه سيحتاج ثانية مع عصير أو مشروب غازي هنا ستدخل العملية في ثمانية ريالات لكل واحد، ونحن عددنا ستة يعني سندخل في ميزانية كبيرة لم يستمر الأمر طويل حتى وصل لحله الذي يسعده, حيث قرر أن يشتري بريالين فول وبريال خبز حيث يجهز في البيت بعد إضافة الكشنة حتى تزيد الكمية والخبز يقسم كل خبزه نصفين وهنا توصل للحل الذي أسعده لكن الأبناء فضلوا النوم جياع احتجاجا فكانت سعادته كبيرة أيضاً لينفرد بالأكل هو وطفلين لم يتمكنا منهما النوم.. فظلا متضايقين كونه كان يستحوذ على الأكل بشراهة أكثر منهم, حيث كان يأكل بسرعة ولا يتيح لهم الفرصة ليأكلوا بتأني وبارتياح؟
- محمد عبدالعزيز اليحيا