المثقفون: المعرض عرس ثقافي لمدينة عشقت الثقافة ">
جدة - صالح الخزمري:
عبر عدد من المثقفين عن سعادتهم الغامرة بإقامة معرض جدة للكتاب بعد غياب طال انتظاره ولا سيما المنطقة الغربية، وجدة تحديدا تتمتع بكل المقومات التي تؤهلها لاحتضان مثل هذا المعرض.. وقدموا الشكر والثناء لأمير الكلمة والبيان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة على جهوده البارزة في إقامة هذا المعرض وتخطي كل الصعاب.
بداية يؤكد د. سعود كاتب - المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام أنهم عملوا كل ما يمكن أن يعمل لنجاح العمل سواء اختيار دور النشر أو الفعاليات المصاحبة والتي هي عبارة عن ورش عمل متنوعة: معرض فني يضم فنونا تشكيلية ويضم صورا ضوئية وكاريكاتيرا صحفيا بالإضافة إلى ركن الأم والطفل.
وأضاف د. كاتب أن اهتمامنا ليس بالمعرض كمعرض كتاب لأنه ليس مكاناً لعرض الكتب فحسب بل هو أكبر من ذلك بكثير، ونريد ان يستفيد الناس وتكون الأماكن مريحة.
وعن الموقع الذي تم اختياره في منطقة أبحر أبان أنه تم اختياره بعناية، فجدة من أجمل ما فيها البحر وهذه المنطقة مخصصة للفعاليات.. وقد تم عمل بناء ضخم جدا على شكل خيمة يستخدم بمواصفات عالية تم إحضاره من قبل شركات متخصصة، ويقع على مساحة 20 ألف متر مربع وهي مساحة كبيرة ويستوعب من 450 إلى 500 دار نشر وقد أنشأناه في فترة قياسية .. وكنا نتمنى لو كان في جدة مكان ملائم للمعارض والمؤتمرات لاستطعنا استيعاب ضعف هذا العدد، وأتمنى أن نرى مركزا للمعارض قريبا إن شاء الله .
وعن الرقابة قال: كلنا نريدها فالكتب المخالفة للدين والعادات لا يمكن تجاوزها، فنحن حريصون على ان تكون الكتب مفيدة ولن يصل الموضوع - بإذن الله - أن يكون المعرض خاويا من الكتب المفيدة للناس فالرقابة محددة بأمور محددة.
وعن توقعاته للركن الذي سيجذب القارئ قال كاتب الكتب كلها متاحة ودورنا نحن اختيار دور النشر لكن عملية الاختيار متروكة للقارئ.. أما عن الرواية وما يقال عنها انها ستكون المتصدر الأول قال فترة الرواية كانت فترة زمنية مرهونة بظروف معينة وربما لن تستمر.
وفي تعليقه على موضوع يعد الأبرز وكثير ما يتحدث زائرو معارض الكتب وأنه العقبة الأبرز وهو ارتفاع الأسعار قال: رغم أننا نحاول ان نتدخل ولكن نتدخل بقدر والأمر دائما يكون حسب ظروف الناشرين.. وبالنسبة لنا ننوع دور النشر وتكون الخيارات والبدائل مطروحة أمام القارئ.
وختم د. كاتب حديثه لـ (الجزيرة) عن حجم الإنجاز الذي قام به فريق العمل في فترة وجيزة، فمن المعروف أن المعارض يتم الاستعداد لها على مدار عام كامل أي من انتهاء المعرض السابق .. بينما كان هذا الإنجاز لمعرض جدة فقط خلال أربعة أشهر بما فيها بناء مركز للمعرض تم تصميمه خصيصا للمعرض، بالإضافة للترتيبات الأخرى الخاصة بالمعرض .. ويراهن د. كاتب على أن المعرض سيكون متميزا بدور النشر والفعاليات والأمسيات والفن التشكيلي وباقي الفنون.
- د. سهيل قاضي - رئيس نادي مكة الأدبي الأسبق - قال لا شك ان الفضل في الدفع هذه السوق الثقافية الكبرى يعود إلى سمو الأمير خالد الفيصل نصير الأدب والأدباء وراعي الثقافة، وسيكون لهذا أثره - بعون الله - في نجاح المعرض .. وتوقع د. قاضي أن يكون لمقص الرقيب دور في المعرض وتمنى أن يعرض من الكتب ما يحتاجه المتخصصون أو الدارسون.
وأضاف د. قاضي وبالنسبة للأسعار فقد تعودنا ان تغالي بعض دور النشر في مضاعفة مكاسبها المادية غير مقدرة لما تتيحه هذه المعارض من ترويج لنتاجها ومن دعاية مجانية .. وفي هذه أرجو أن يخيب ظني رحمة بالقارئ المتلهف على اقتناء أكثر من كتاب.. أنا لا أتابع الصحف هذه الأيَّام ولكني لا أظن ان كثيرا من الأمر قد تغير.
- القاص محمد علي قدس قال: أسابيع قليلة وتشهد عروس البحر عرسها الثقافي، بافتتاح معرضها الدولي الأول للكتاب، الذي تقرر أن يكون موسما ثقافيا حوليا، يحقق آمال المثقفين والمتلهفين على اقتناء ما تدفع به دور النشر الدولية والمحلية من ثمرات المطابع، وبإشراف وزارة الثقافة والإعلام، وبيت جدة التجاري، تضع محافظة جدة هذا المعرض ضمن مشروعها الثقافي التنويري، لهذه المحافظة التي أصبحت عاصمة للتراث والثقافة والفنون، تراهن به، ويراهن أيضاً المثقفون والأدباء في المنطقة الغربية، ان يكون له حضوره، وتأثيره، في بلورة الحوار مع ثقافة الآخر، والانفتاح على ثقافات العالم، خاصة أنهم يعلقون آمالا كبيرة وتوقعات محفوفة بالأمل والإشراق، أن يكون المعرض ليس امتدادا لمعرض الرياض للكتاب، ولا نسخة مماثلة له، وإنما يكون معرض جدة له نكهته وله حضوره، حيث جدة تقع في نقطة التقاء لثقافات متباينة ومتنوعة لدول البحر الأحمر، وشمال وجنوب المملكة. وقد أدرك القائمون والمنظمون لهذه التظاهرة، اهتمام المثقفون بما يحقق آمالهم ويرقى لذائقتهم القرائية، ويتخطى كل الحدود ويفوق سقف التوقعات. ولا شك أن المعارض الدولية للكتاب التي تنظم من حين لآخر في عواصمنا العربية، هي حقا بمثابة المواسم الثقافية التي تبنى خلالها جسور المعرفة للوصول إلى كل جديد في الإبداع والنقد وقراءات الواقع والتاريخ، وكل جديد في التعمق والتفكير واستنباط الرؤى، فهي حقا ملتقيات حضارية ثقافية، تجمع شمل المفكرين والمثقفين، وتستقطب اهتمامهم، لذا تحرص المؤسسات الثقافية والهيئات المسؤولة عن الثقافة والمعرفة، اهتمامها وحرصها على إقامة هذه التظاهرات، التي هي بمثابة الدليل على رقيها ونموها وازدهارها. فمعارض الكتب الدولية، بالإضافة إلى كونها مقياسا لحضارة الشعوب، ودليل على وعيها وثقافتها، فهي مؤشر حقيقي لما وصلت إليه الأمم في تقدمها الفكري والثقافي، ومقياس صادق للوعي القرائي للشعوب، إلا أن تكون أمة متظاهرة ومتجملة بوعيها الثقافي.
- وعن مشاركة نادي مكة الأدبي قال د. حامد الربيعي - رئيس نادي مكة الأدبي - يحرص نادي مكة الأدبي كغيره من الأندية الأدبية في المملكة على انتهاز أي فرصة تسنح أن تكون له مشاركة.. ومن هذه المناسبات الرائعة معارض الكتب فنحن لنا حضورنا في معرض الرياض وأيضاً وجدناها فرصة في معرض جدة الدولي للكتاب القديم المتجدد.. على ان يكون لنا مكان مميز ونشارك بما لدينا ونطرح بعض ذلك الإنجاز الذي أنجزه النادي على أنظار القراء، فسنشارك بحوالي سبعين عنوانا منها أربعون عنوانا صدرت في الأربع سنوات الأخيرة وبعض الإصدارات السابقة التي بقي منها نسخ.
أما عن توقعاته عمّا يستهوي القارئ فيقول د. الربيعي من خلال التجارب من حضورنا لمعارض الكتاب الإقليمية والدولية فقد حضرت معارض كثيرة من طرف الجامعة لا نستطيع ان نحكم هذا الأمر، لان أمزجة القراء تختلف فنجد إقبالا على الكتب الدينية وعلى كتب الأدب بصفة عامة.. ثم نجد الإقبال الجيد على الإصدارات الإبداعية من قصة ورواية وشعر، فلا أحد يستطيع أن يحكم هذا الأمر غير انه من دون شك أن الإبداع الأدبي سردا وشعرا يحظى باهتمام في الداخل والخارج، بدليل أن المشاركات التي نرسلها للمعارض لا يرجع منها شيء بل يطلبون المزيد وهذا يؤكد لنا أنها جاذبة وان الأسماء رائعة، وقد أتتنا طلبات ولبينا الرغبات مما يعطى مؤشرا على ان الإصدارات الأدبية جيدة.
وعن العوائق التي يكثر الحديث حولها خصوصاً الرقابة والأسعار قال د. الربيعي ما من معرض إلا وعنده رقابة وتختلف درجة ونوعية هذه الرقابة من مكان لآخر، والمعارض لا بد ان تحترم الأنظمة فنحن نقدر هذا ولو حصل اعتراض على أحد عناوين نادي مكة الأدبي المشاركة فنحن نحترم ذلك.. وأضاف د. الربيع: لا اسميها عوائق أسميها تنظيمات واحتياطات فنحن في معرض كتاب ولسنا في معرض سيارات.. فحين ينزل الكتاب فكل قارئ له إمكانية الحصول عليه وبعض الكتب عليها ملحوظات ولا يقرها الذوق العام والمبدأ العام، وبالتالي لا بد ان نتعاون مع الجهات الرقابية فيما نعتقد أنه لحماية الفكر والناشئة.
عبد الرحيم الأحمدي - صاحب دار المفردات للنشر والتوزيع - عبر عن تفاؤله الكبير بنجاح المعرض وقال: النجاح المؤمل بسبب أن أهل جدة متطلعين إلى معرض دولي ولأن جدة مركز ثقافي كبير وفيها عدد من المثقفين الواعين ومن يهمه هذا المعرض سيساهم في إنجازه هذا أولا. ثانيا خبرة الشركة المنظمة فلديها خبرة طويلة وأتوقع ان تكون أمور المعرض الرئيسية مرتبة.. بحيث يمنح الناشرون تسهيلات وكذلك زوار المعرض كالدخول والخروج من المعرض.. واتمنى ان تكون هناك تسهيلات من إدارة المعرض من قبل وزارة الثقافة والإعلام بأن هذا مهرجان ثقافي ينبغي ألا يعكر صفو الجو فيه أحد بالتعقيدات والملاحظات التي تشوه هذه المناسبة الثقافية.. وان يكون على غرار معارض الرياض والتي حققت نجاحات كبيرة. هذا ما أتوقعه لأن جدة غير فلا بد ان تكون أسباب النجاح حاضرة كما أتوقع إقبالا شرائيا.. فالتكلفة كبيرة على الناشر من حيث الإقامة والشحن وإقامة العاملين فالتكلفة عالية وأتمنى ان يكون المردود المالي يعوض الخسائر ويشجع الناشرين على المشاركة القادمة.. لأن المعرض السابق الذي أقيم قبل عشر سنوات تكبدنا فيه خسائر ومبيعاتنا لم تعوض التكلفة.
وعن غلاء الأسعار قال الكتاب المحلي ليس فيه غلاء أسعار وإنما الغلاء في القادم من الخارج.. ونحن تحديدا في دار المفردات لدينا تخفيضات لأننا ليس دار نشر ربحية، وتمنى الاحمدي في ختام حديثه النجاح للمعرض خصوصاً ان المؤشرات إيجابية وأشاد بالشركة المنظمة حيث تواصلهم جيد معهم.
من جانبها أشادت الإعلامية ميسون أبو بكر بهذا المهرجان الثقافي وقالت إن معرض كتاب جدة رافد ثقافي يضاف إلى حراك المدينة العريقة المفتوحة على ثقافات زوار البيت الحرام القادمين من كل بقاع الأرض، حيث عرفت تبادل الكتب قبل معارضها التي كان يحملها الحجاج من كل مكان، والمدينة رئتها البحر الأحمر وميناؤها المهم كان همزة الوصل للتجارة الثقافية.
وجدة تتألق وتفتح ذراعيها من جديد لمعرض الكتاب الذي طال انتظار أهل المنطقة ومن حولها له، فقد كانت المطالبات تنقل معرض الرياض في مناطق المملكة وها قد جاء صاحب الفكر أمير مكة المكرمة الأمير المثقف ليعيد لجدة مجدها وللكتاب عرسه في أحضانها.
وقدم حسن الزهراني - رئيس نادي الباحة الأدبي - لمحة عن مشاركة النادي في معرض الكتاب الدولي بجده وذلك بما يزيد على مائة وسبعين عنوانا أدبيا في الشعر والقصة والرواية والدراسات الأدبية وما صدر عن مهرجاناته للرواية العربية والشعر العربي، مشيرا إلى أن النادي بالشراكة مع دار الانتشار العربي ببيروت طبع في دورته الحالية 122 إصدارا من خلال لجنة المطبوعات بالنادي موزعة بواقع 47 إصدارا لأبناء المنطقة إلى جانب 43 إصدارا لمثقفي المملكة من مختلف المناطق و23 إصدارا لكبار النقاد والمبدعين من سائر أنحاء الوطن العربي وتسع دوريات هي بروق في القصة القصيرة وودوق للشعر وجرن للنقد.
وتمنت الإعلامية نشوى السكري ألا يكون معرض جدة للكتاب صورة مكررة عن معرض الرياض.. وقالت آمل ان يخرج عن الصورة النمطية التقليدية التي تعودنا عليها.. فعلى الرغم مما حققه معرض الرياض الدولي من نجاحات إلا أننا لازلنا نطمح للكثير.. فجدة مدينة مختلفة وتزخر بتنوع ثقافي وفني وأدبي كبير، ومن هنا أتطلع لأن يكون للتراث الفني الشعبي مكان في المعرض فهو أحد أشكال الثقافة التي تعكس جانبا مهما من حضارة الشعوب، كما آمل أن ألا تقتصر الندوات على الشأن الثقافي وهموم المثقفين والأدباء بل أتمنى ان تتطرق لنواحي الحياة الاجتماعية والصحية والاقتصادية التي تأثرت بالتقنية الثقافية والإعلام الجديد. كما آمل أن يكون للتقنية دور بارز في المعرض من خلال تطبيق يتيح لزوار المعرض الوصول لمبتغاهم والتعرف على أجنحة المعرض وفعالياته وندواته بل والمشاركة فيها أيضاً، مع إتاحة الفرصة من خلال هذا التطبيق لزوار المعرض والقائمين عليه بالتواصل والتحاور حول السلبيات والإيجابيات.وهو ما سيعطي تقييما مباشرا وحقيقيا عن المعرض ويسمح بتطويره على مدى السنوات المقبلة.
الإعلامية نازك الامام: أبدت سعادتها الغامرة بتنظيم هذا المعرض في جدة مقدمة الشكر الجزيل لسمو أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل الذي كانت مساعيه خلف هذا الحدث واضحة للعيان.. وأضافت نحن في مدينة جدة نحتاج وبشدة لمثل هذا المعرض فكما هو معروف تضم هذه المدينة أعدادا كبيرة من المثقفين ومحبي المعرفة والدارسين، مما يعطي إشارة واضحة لنجاح المعرض بإذن الله، وتمنت ان يجد القارئ ضالته في هذا المعرض الذي تؤمه دور نشر شهيرة وتكون الأسعار في متناول الجميع، وان يقبل على المعرض كل فئات المجتمع رجالا وسيدات صغارا وكبارا.
وترى د. هند المطيري - الشاعرة والأكاديمية المعروفة أن المعرض الجديد للكتاب في جدة يعد تظاهرة ثقافية علمية يحتاج إليها المثقف السعودي الذي ما عاد وجود معرض واحد سنوياً كافيا لإشباع نهمه، فنحن في الواقع نعيش في وطن ممتد جغرافيا على مساحة واسعة، ولا شك ان ذلك يعني الحاجة إلى مزيد من معارض الكتب وإلى عديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية. وأضافت د. هند إن الرعاية التي تحظى بها الأنشطة الثقافية من لدن خادم الحرمين الشريفين تجعل الثقافة في شوق إلى مزيد من الرعاية والاهتمام، وهنا تأتي أهمية إقامة مثل هذه المعارض التي تسهم في الحراك الفكري والثقافي كما تسهم في تنشيط الموارد المالية للبلاد.
ويستطرد الشاعر عبد الله الخشرمي - تاريخ المعرض في الفترة السابقة ويقول: راودتني الفكرة وطرحت على مجموعة من المثقفين أهمية وجود معرض دولي للكتاب في المنطقة الغربية وفي مدينة جدة تحديدا، وهذه الفكرة استمر الحلم بها حتى تم قبول اقتراحي بتأسيس أول لجنة إعلامية ثقافية في المملكة داخل الغرف التجارية وانطلقت من غرفة جدة وكان على رأس أولويات هذه اللجنة الإعلامية التي حظيت بدعم ومؤازرة رئيس الغرفة الشيخ إسماعيل أبو داود - رحمه الله - وأخي د. ماجد القصبي أمين عام الغرفة التجارية آنذاك، وسلم الملف للجنة الإعلامية الثقافية وتحديدا لأخي الأديب د. عبد الله مناع ولكنه بعد سنوات اعتذر عن مواصلة الترتيب لهذا المعرض لكونه مر بصعوبات، وسلمني الملف بوصفي أمين عام اللجنة الإعلامية الثقافية وواصلت المسيرة وبعد عامين تم اعتماد وصدور الموافقة بإقامة أول معرض للكتاب والمعلومات في جدة من الديوان الملكي وبمؤازرة من وزارة الإعلام ودعم مباشر من الأمير عبد المجيد - رحمه الله - وتبنت الغرفة التجارية هذا الحلم ولكن الله قيض مجموعة مميزة في اللجنة الإعلامية أذكر منهم د. أبو بكر باقادر: د. عبد العزيز السبيل: د. عبد الله المعطاني: وليد سمان: لؤي مطبقاني: عبد الله خياط، محمد صلاح الدين: عبد الله أبو السمح: محمد سعيد طيب: محمد المختار الفال: ونخبة من الأسماء لهذا المعرض وقد تحقق وولد رغم الصعوبات وكان للأمير نايف - رحمه الله - دور في تخطي هذه الصعوبات وتم افتتاحه في عام 2000م ولن أنسى وللتاريخ الموقف الكريم الأبوي من سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ عندما اتصل مطمئنا على محتويات المعرض وما فيه من كتب بعد موجة الانتقادات، ولكنه بحلمه وبعلمه استطاع أن يرى بثاقب بصيرته من خلال أناس موثوقين أن محتوى المعرض إسلامي عربي ويستحق أن يفتتح.
وكان موقف وزارة الثقافة والإعلام موقف مشرف ولا أنسى الدور الذي قام به 37 موظفا جندوا تجنيدا كريما وواعيا لفسح هذه الكتب، حيث كان الفسح في مقر المعرض ولا أنسى دور الاستاذ عابد اللحياني مدير المطبوعات ود. احمد قران الزهراني رئيس قسم الفسح ودور شركة الحارثي الحاضن لمعرض الكتاب وقد كان لها دور في اختيار الوقت.
ويضيف الخشرمي ومن كل ذلك كانت التجربة التي خرجت بها كما كان يردد أستاذنا عبد الفتاح أبو مدين أن العمل الثقافي مغرم وليس مغنم، يستمدها من أستاذنا طه حسين .. والحقيقة أن هناك تجارب بعد معرض الكتاب الدولي ولكنها تجارب هامشية لا تصل إلى ذلك الحدث الذي كان مفصليا.
لقد استطاع معرض الرياض للكتاب في أن يكون له السبق وتظل المنطقة الغربية رغم المناشدات والمطالبة بضرورة إعادة معرض جدة الدولي للكتاب: وأعلم جيدا الجهود الحثيثة التي قام بها سمو الأمير خالد الفيصل ليس كاميرا لمنطقة مكة المكرمة فقط ولكن كمثقف عربي يتصدر المشهد الإبداعي في عالمنا العربي عبر مؤسسة الفكر العربي، فكان حريصا على ذلك وأحمد الله أن تحقق ذلك وقد أوفي ما وعد به فله منا الشكر والتقدير على هذه الخطوة.
وقال الخشرمي إن في تصور البعض أن معرض الرياض للكتاب يكفي وهذا غير صحيح فالمسافة بعيدة عن جدة وهناك مناطق أكثر بعدا.
وختم بتهنئة بهذا المعرض للمملكة والمنطقة الغربية ذات التاريخ العظيم في مسيرة التنوير في بلادنا على هذا المعرض الذي استعاد عافيته بعد بيات طويل.
وقال وما أريده من معرض جدة الدولي الثاني ألا يتنازل عن المستوى القيمي والمعرفي والتعددي الذي تأسس على أساسه ذلك المعرض التاريخي في عام 2000م وان لا يقع في فخ الإقصاء، وان يشرع كافة مساحاته للكتاب المستنير الواعي الذي يضيف للعقل في هذا الوطن قيمة معرفية تدعم مساحة الوعي في هذا الوطن: ذلك الوعي الذي سيسهم في تحرير كثير من العقول المختطفة من التشدد والتطرف: فالكتاب والمعلومة أساس لكل أمة في تحريرها من الظلاميات والتشدد والإيمان بفكر الآخر هو أحد الأسس التي تحققها معارض الكتب.
وأقول إن المحاضرات والفعاليات ستكون بمثابة (أن الهامش أهم من المتن) لأنّها هي الرهان والصوت الذي يحقق قيمة ونوعية وتميز أي معرض على هذه الأرض لتأكيد ان المملكة في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز هي مملكة فتية تؤمن بالرأي والرأي الآخر، وتؤمن بأن الفكر والثقافة هي القاطرة التي تأخذنا إلى أفق مستنير بعيدا عن اختطاف فئات من المجتمع لكثير من شبابنا نحو الانغلاق ومحاربة فكر الآخر، طالما أننا نمتلك من الثوابت ما نؤمن بأنها تحمينا من أي منزلقات ونؤمن بحرية تلقي كل الأفكار لنختار ما يفيدنا ونفلتر ما يفيدنا ويكون لدينا حصانة.
- الاستاذ أحمد المساعد - رئيس نادي الباحة الأدبي الأسبق
** من الطبيعي أن ينال معرض الكتاب المزمع إقامته في جدة اهتماماً كبيرا لأنه أتى بعد مخاض شبه متعسر ما كان له أن يكون، إِذْ مدينة جدة أقدم من غيرها احتفاء بالكتاب ورعاية له واستفادة منه : كونها بوابة الحرمين الشريفين: وتلكم صفة تغنيها عما عداها وهي سباقة في مضمار الأدب: ولئن كان المعرض لا يشكل المصدر الوحيد للتثقيف: إلا أنه تظاهرة محببة عند حاملي الهم الثقافي باعتباره أحد معايير المكتسبات الثقافية في المنطقة التي يقام فيها: ولاسيما عند تقويم النتائج التي يسفر عنها بالنظر للفعاليات الأدبية والفكرية التي تصاحبه: لكن المؤسف أن سطوة الرقيب تظل تؤرق القائمين على المعرض: بل أنها تؤرق مرتاديه أيضاً: وإن كانوا يجدون في قوقل: مجالا رحبا لتأمين احتياجاتهم من المعلومات بضغطة زر: هذا وإن التلكؤ في السماح بإقامة المعرض مؤلم جدا بعد أن شب الناس عن الطوق وأصبح شداة الأدب : فضلا عن كبار الأدباء: قادرين على توظيف الانتقائية في اقتناء الكتب: ولا علينا ممن لا علاقة له بالأدب والفكر والثقافة الذين لهم اهتمامات أخرى ليس هذا مجال تبيانها: فالاستزادة من المعرفة التي لا تقف عند حد معين هي ديدن المستنيرين الذين يرون أنها كالهواء والماء اللذين لا تصح الحياة بدونهما من حيث الأهمية، ولا بد من أخذهم بعين الاعتبار، ومن الخير للوطن أن يكون فيه آلاف المثقفين الذين هم بطبيعة الحال أسمى من ملايين رعاع الناس: ومن أجل ذلك فإنَّ موالاة إقامة معارض الكتاب خاصة في المدن الكبرى ذات الكثافة الجماهيرية شيء جوهري: والله الملهم للصواب.
- في حين يعبر الكاتب والباحث: فاروق با سلامة عن شعور المثقفين الذين يتوقعون من معرض الكتاب بجدة ان تعرض في محلاته وأقسامه بمزيد كتب تذكر في الجديد من التراث العربي القديم والحديث، لان ثمة كتباً أُلفت في القرن العشرين الماضي ولم تطبع مرة أخرى نظرا لرحيل مؤلفيها من العلماء والأدباء فينتظر المثقف وطالب الثقافة من هذا المعرض إطلالات بعناوين كتب مفيدة وعلمية الأسلوب وأدبية البيان.
وأضاف باسلامة أن معرض جدة يُعدُّ همزة وصل لما سبقه من معارض بعد انقطاع طال بضع سنين لذلك ذوي الثقافة والأدب والعلم والفن ينتظرون ما فيه مرهون بالقيم الأخلاقية في سبيل النهوض بالثقافة حتى يستقيم عودها الذي يواجه شباب صاعدا لمعرفة مستقبل الثقافة في الوطن الكبير، وهذا من شأنه مساعدة الناشرين العرب وغيرهم على نشر الكتب المفيدة بغض النظر عن العناوين البارزة .
وأضاف با سلامة ينبغي ان يكون هناك شيء جديد لطلاب العلم والثقافة بحيث يقوم الناشرون بتوزيع وبيع الإصدارات التي ينتظرها المثقفون بشغف: الأمر الذي سيكون مصدر تشجيع للشباب والناشئة كي يستقبلوا عاما بعد عام من مدارسهم وجامعاتهم على أمور جديدة من المعرفة: وهذا من شأنه ان يشجع الأدباء والمثقفين على تأليف الكتب وتصنيف المؤلفات القادمة لتأخذ دورها ليس في معرض الرياض أو جدة فحسب ولكن في الوطن بأكمله: وختم با سلامة بدعواته بالتوفيق للمعرض شاكرا كل من قام عليه .
- وتوقع القاص محمد المنصور الشقحاء تجاوز المعرض كل المعوقات لو وجدت سواء كانت إدارية أم رقابية وقال: أتذكر ان الغرفة الصناعية التجارية بجدة سعت لقيام معرض الكتاب ولكن توقف وعودته اليوم تجربة جديدة تحت رعاية وزارة الثقافة والإعلام وهو تحد اليوم للباحثين عن المعرفة والعلم.
وأضاف الشقحاء أن جدة غنية بالباحثين عن المعرفة وترفدها مكة المكرمة والطائف وهذا يمنح المعرض شيئا من الثراء الذي يبحث عنه الناشر العربي. وأتمنى ان تكون أيَّامه عرسا لكتاب يجد من يبحث عنه.
وحتى تكتمل الفرحة يرى عبد المؤمن القين - الكاتب والباحث - أن على القائمين على المعرض ضبط الأسعار وتنظيم محاضرات وندوات مختلفة بالإضافة إلى الاهتمام بمنصات التوقيع، وإقامة برامج ترفيهية للأسرة ووجود مسابقات ثقافية للكبار والصغار، معتبرا أن هذا بلا شك من روح المعرض .. وتمنى القين إتاحة الفرص أمام أكبر قدر من دور النشر للمشاركة حتى ولو كانت مغمورة.
وتمنت الشاعرة د. إنصاف بخاري وجود دور نشر أصيلة كبرى في المعرض يحرص عليها المثقف ووجود دليل ورقي سهل الحمل والاقتناء وتوفر العربات التي تسهل الحمل والاقتناء، وتخصيص جانب من المعرض لكتب الأطفال ووسائلهم التعليمية ومعروضات التقنية الحديثة وكذلك كتب الطبخ والفنون الحرفية حرصا على وقت الزائر وتيسيرا له للوصول إلى هدفه. وتوقعت د. بخاري استحواذ الرواية على الكتب الأولية في الكم والصدارة.. وشاركت الكثير ممن تمنوا التفاتة إلى الأسعار الملتهبة لمعارض الكتاب وقالت: نأمل أن يكون المعرض على مقدار طموحاتنا وتعطشنا من حيث عدد ونوعية الدور والكتب ولا سيما أننا نترقبه منذ زمن بكل اشتياق، كما أننا نطمح إلى فعاليات ثقافية كبرى تصاحب المعرض وتجعل من جدة مهوى المثقفين والدارسين ورواد وطلاب الكتاب بكل ألوانه وأطيافه طيلة أيَّام المعرض، كما نتطلع في معرض جدة للكتاب إلى حرية الطرح وحرية التلقي بما يكفل للزائر كل أنواع الرضا بعيدا عن المنغصات في ظل رعاية كريمة من الأب الحاني خادم الحرمين الشريفين ثم سمو مستشاره أمير منطقة مكة المكرمة رمز الفكر والثقافة الأمير خالد الفيصل - حفظه الله - .