حوار - أحمد السليس:

أكَّد الرئيس التنفيذي لشركة ماسك نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لشركة ماسك للخدمات اللوجستية الأستاذ إحسان بافقيه، أن شركة ماسك للخدمات اللوجستية تقوم بإنشاء مجمعات سكنية ذات مواصفات عالمية للمنشآت السكنية المخصصة للعمال والموظفين، ومن خلال بيئة مريحة ومتكاملة تجعل إنتاجية العمالة والفنيين في ازدياد على العكس من مواقع أخرى تكون في مستوى سيئ ربما ينعكس على إنتاجية العامل وربما صحته أيضًا. وقال بافقيه: المجمع لدينا يتوفر به مصلى وكذلك فروع بنكية ومركز طبي ومطبخ مركزي ومراكز تجارية ووسائل ترفيه مختلفة.

وامتدح الرئيس التنفيذي لشركة ماسك تعاون «مدن» معهم، مؤكدًا في الوقت حينه ضرورة أن يكون هناك حرص واهتمام بإسكان العمالة لما لذلك من فوائد أمنية وصحية، وفوائد أخرى تعود على المصانع والشركات والمؤسسات التي تستفيد من هذه المجمعات السكنية.

نقاط أخرى تطرق لها في ثنايا هذا الحوار مع «الجزيرة»:

* في البداية ما «ماسك» في فكر مؤسسيها؟

«ماسك» تعود لعائلة لها باع طويل في التجارة وتمثل اسمًا قويًا في الاقتصاد الوطني، ولها استثمارات وشركات تعود بالخير للوطن، فشركة ماسك عائدة للشيخ محمد بن إبراهيم السبيعي أطال الله في عمره، أحد أعرق التجار السعوديين الذي انطلق من عنيزة إلى مكة المكرمة بحثًا عن طلب الرزق وفتح الله عليه من أوسع أبوابه، فقد اشتغل بداية في الصيرفة لخدمة الحجيج آنذاك، وكان رجلاً أمينًا ونزيهًا وعرفه من حوله بهذه الصفات حتى أن الناس كانت تتوافد إليه حين تقصد مكة لما عرف عنه من صدق وعمل جاد، واستمرارًا لذلك وكما هو معروف تحول «مصرف السبيعي» إلى بنك البلاد الآن الذي لا أتصور أن أحدًا يجهله وهو من البنوك المهمة والبارزة.

ثم بعد ذلك عمل في جانب العقارات أيضًا في مكة وهي مكان انطلاقة الشيخ الذي توسعت أعمالة فيما بعد ووصلت إلى كل مناطق المملكة بل والعالم أجمع، ولعل من أبرز المشروعات العقارية في مكة المكرمة مشروع شركة «ذاخر» الذي سجل سمعة طيبة قبل أن يبدأ وهو يهدف إلى تمكين الحجيج من السكن في فئة 3 و4 نجوم، فكما هو معروف في مكة المكرمة غالبًا الفئة المتوسطة والأقل لا تستطيع الحصول على سكن في المناطق المحيطة بالحرم، إلا أن «ذاخر» وعبر 100 برج سيمكن هؤلاء من الحصول على سكن جيد وبسعر مناسب وفي منطقة قريبة من الحرم وباتت أقرب مع مشروعات التوسعة الجديدة التي جعلت الحرم على بعد أمتار قليلة فقط.

كيف ترى تخلي الأسرة المالكة للشركة عن العمل التنفيذي فيها؟

في حقيقة الأمر كان قرارًا جريئًا حين تركت الأسرة العمل التنفيذي في الشركة وأتوا بأناس محترفين للقيام بالمهام التنفيذية في الشركة وهو ما يعني أن العمل تحول إلى مؤسساتي منظم.

* ما الدوافع لدخولكم لقطاع الخدمات اللوجستية من خلال إنشاء «ماسك للخدمات اللوجستية»؟

العمل اللوجستي هو امتداد للعقاري وليس ببعيد عنه على الإطلاق ولكن شركة ماسك للخدمات اللوجستية قد أوجدت فكرة نوعية إلى حد كبير في العمل الذي ذهبت إليه وذلك من خلال إنشاء مجمعات سكنية بمواصفات عالية وخدمات متكاملة للعمالة والفنيين بعيدًا عن الأحياء المكتظة بالسكان ومرافقة للمنشآت التي يعملون فيها، وكانت الشركة وضعت نصب عينها حين دخولها لهذا المجال أننا في مملكة الإنسانية التي كانت إِنسانيتها بتوجيهات القيادة الرشيدة منذ المؤسس الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- حاضرة في كثير من بلدان العالم، إِذ لا يمكن أن تكون المجمعات السكنية الخاصة بالعمالة بمستوى متدنٍ ولا إنساني ما دفع الشركة إلى اختيار أفضل التصاميم وتقديم جميع الخدمات في مجمعاتها السكنية التي أقامتها والخاصة بالعمالة في المصانع والشركات المختلفة الأخرى وعموم العمالة المستهدفة من هذا المجال.

هل كان لقراركم هذا بالاستثمار بمجال المجمعات السكنية وتحديدًا للعمالة بعد أمني؟

في الواقع لهذا التوجه أبعاد عده ولعل أهمها البعد الأمني وصد الجريمة وبمعنى رصدها أن حدثت، فإذا كان هناك مجمع محكم المداخل المخارج ومؤمن أمنيًا سواء من ناحية الكوادر الأمنية البشرية أو على مستوى الإمكانات الأخرى للمراقبة فهذا أمر مهم للغاية. اليوم أصبح وجود الأجهزة الدقيقة أمنيًا كالكاميرات وغيرها أمرًا ملحًا وضروريًا حتى إذا وقعت جرائم ما بالإمكان رصدها، كما أنه بمقدورك تحجيمها والتقليل منها عبر المراقبة المتزنة التي لا تخترق خصوصيات الآخرين.

أيضًا هناك أبعاد أخرى ذات علاقة بتخفيف الزحام، إلى جانب تهيئة بيئة مميزة للعامل حتى يصبح بالإمكان أن ينتج وبصورة جيدة، فعندما يكون هناك مسكن مريح وبه كافة الخدمات كالتغذية، والتنظيف، والتشغيل والصيانة، وأماكن ترفيه، وملاعب، ومركز تجاري، وتسوق يصبح العامل أكثر راحة ويعطي بصورة جيدة تعود بالفائدة على العمل، وغير ذلك من الأهداف التي لم تغب عن ذهن الشركة عند الشروع في هذا العمل.

* ما الدور الذي ستلعبه الشركة تجاه الشركات الأخرى أو الجهات الأخرى الراغبة التعاون معكم؟

«ماسك للخدمات اللوجستية» معينة للشركات الأخرى والجهات المختلفة بشكل عام التي لديها عمالة وترغب في تسكينها، فنحن في الشركة نحمل عناء البحث عن مسكن لعمالة أيًا من الشركات من خلال المجمعات التي نجهزها وهي مختلفة في محتوياتها وكل تفاصيلها، وفي شركة ماسك للخدمات اللوجستية عملنا على توفير كل احتياجات العمالة في تلك المجمعات السكنية التي نبنيها سواء على مستوى المراكز التجارية أو الخدمات البنكية أو الطبية، كما أن لدينا مطبخًا مركزيًا يقدم 30000 وجبة يوميًا لمختلف الجنسيات التي يضمها المجمع وهناك مصلى يتسع لـ800 شخص، إضافة إلى أننا قد نقوم بترجمة الخطب مستقبلاً، وأيضًا سنوفر مواقع لمكاتب الجاليات لدعوة غير المسلمين للإسلام والاستفادة من وجود المكاتب داخل المجمع السكني حتى يسهل التواصل، وهناك ملاعب ومواقع ترفيه متعددة ونظافة وصيانة دورية تجعل العامل يذهب لشركته وهو في راحة تامة مما سينعكس على إنتاجيته.

* كيف رصدتم التعاون مع «مدن»؟

لنا معهم تعاون متميز وبناء، وهناك تشجيع وتحفيز من معالي وزير التجارة والصناعة رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية الدكتور توفيق الربيعة، وكذلك اهتمام من جانب المدير العام للهيئة المهندس صالح الرشيد. وكما هو معروف فالمدينة الصناعية بها 120 ألف موظف وهذا رقم ليس سهلاً ومن الأهمية تسكينهم بطريقة لائقة ومنظمة وفي مجمعات سكنية قريبة إلى عملهم. والآن المدن الصناعية تغيرت بفضل الجهود التي تبذلها الهيئة إِذ أصبحت منظمة وليست بذات الصورة السابقة التي عرفت عن مواقع المصانع أماكن منفرة ولا تحظى بقبول، إِذ هناك الحدائق الآن والتخطيط المميز للشوارع وخلافة، إلى جانب أنها في أماكن خاصة بها بعيدًا عن الأحياء المكتظة.

* هل تطالبون «مدن» بتشريعات محددة تقلل من عبثية المجمعات السكنية للعمالة؟

«مدن» وكما ذكرت سابقًا ومن أعلى سلطة فيها إلى جميع موظفيها للأمانة لم يقصروا بشيء ويقدموا دعمًا كبيرًا وإن كنا لن نكون في غنى عن أنظمة تضبط هذا الأمر، فمن المعلوم أن المصانع بعضها يتصل بتغذيتنا والبعض الآخر متعلق بصحتنا وغير ذلك وهو ما يجعل العامل الذي يعمل بها يحظى بمكان إقامة نظيف وليس بعض ما نشاهد الآن من أماكن لا إنسانية وقد تكون مصدر أوبئة وأمراض وغير ذلك، ولكن في مجمعات ماسك هناك نظافة عالية وكذلك يوجد مكان صحي ومطبخ مركزي يقدم وجبات التغذية بشكل نظيف ومناسب وأماكن ترفيه نظيفة وليست كما نرى في بعض الأحياء عمالة يضطرون للعب في الأراضي الترابية الموجودة إلى جانب مقار سكنهم. كل ذلك يجعل عملنا بإذن الله يسير في طريقه الصحيح ويجعله يستحق الدعم من «مدن» وجهات أخرى وإن كانت الأولى لم تقصر ولهم دور نسعد به كثيرًا، وهذه تجارب موجودة في دول متقدمة كثيرة.

* هل المجمع لديكم يمتد إلى مبانٍ عدة أم هو مبنى واحد كما نشاهد في بعض المشروعات السكنية القديمة؟

نعم لدينا مبانٍ مختلفة وليس مبنى واحدًا، فهناك مجمع المهندسين والفنيين وهو من الطبيعي يختلف عن المجمع العادي للعمالة من حيث التصميم، أما الخدمة فهي بجودة عالية للجميع دون تفرقة حرصًا على تهيئة الجميع دون استثناء ولأن أي عمل لا يقف على مجموعة دون أخرى بل لا بد أن تكون الفرصة ممتدة للجميع.

* هل سيصبح للسعودي فرصة السكن في مجمعكم السكني أم أن هذا الأمر خاص بغير السعوديين؟

مجمع الفنيين الذي يحتوي على عدد أقل لكل غرفة سكنية وله خصوصية عن المرافق المجاورة قد يجذب الشباب السعوديين في بداية عمره الوظيفي حيث يوفر سكنًا قريبًا من المنشأة التي يعمل بها وهو يعد سكنًا مرحليًا مناسبًا.

* وماذا تقدم شركة ماسك للخدمات اللوجستية من منتجات أخرى؟

كما أسلفت ماسك للخدمات اللوجستية تقدم منتجات خدمية متكاملة لتسهيل قطاع أعمال المصانع والشركات والمؤسسات، وإضافة لسكن العمالة والموظفين قمنا بإنشاء واحة ماسك للمصانع الجاهزة، وذلك في المدينة الصناعية الثالثة بالرياض حيث قمنا بإنشاء مصانع بأحجام متنوعة على أعلى المواصفات والمقاييس العالمية ومتطلبات السلامة في إنشاء المصانع وذلك لتقديمها للمستثمرين الصناعيين الراغبين في التوسع في مصانعهم أو المبتدئيين الذين يرغبون في العمل مباشرة في الإنتاج دون قضاء جهد كبير في إنشاء وترخيص مصنع جديد، إضافة إلى أن تلك المصانع الجاهزة ستوفر السيولة المالية في الاستثمار في الإنتاج من خلال توفر منشأة صناعية جاهزة تسمح لهم بجلب خطوط الإنتاج والبدء بالتشغيل فورًا.

وقد قمنا بالتواصل مع صندوق التنمية الصناعي الذين أكَّدوا دعمهم للمشروع من خلال تمويلهم للمستثمرين الصناعيين الذين يبدؤون بالإنتاج وفقًا لمتطلباتهم كما في جميع المناطق الصناعية التي تحظي بالدعم في المملكة.

أيضًا نقوم بتوفير مستودعات تخزين جاهزة بالشراكة مع الشركات التجارية والمصانع وغيرهم من خلال إنشاء مخازن بمواصفات يطلبها العميل نقوم بتصميمها وتطويرها ومن ثم تسليمها للعميل.