مراعاة ظروف الطالبات الصغيرات في المدارس ">
أود أن أضع بين يدي معالي وزير التعليم هذا الموضوع الذي يهم بعض أطياف المجتمع وهن فئة ضعيفة، لا تحسن القيام بشؤونها، ولا تستطيع المضي في بحر الحياة بمفردها، ولا تجلب لنفسها منفعة، ولا تدفع عن نفسها مضرة، ألا وهي الطالبة الصغيرة في سن الطفولة، فقد قال الله سبحانه وتعالى َوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ تُنشّأ في الحلية وهي صغيرة، ولا تحسن المخاصمة ولا المدافعة عن نفسها، قال قتادة: ما تكلَّمت امرأة ولها حجَّة إلاَّ جعلتها على نفسِها. واليوم نراها بحاجة ماسة لمن ينافح عنها ويخاصم، فإنها تُحمّل ما لا تُطيق، من أعباء الدراسة، فهي تنفض نومها مع الفجر، لتذهب إلى المدرسة، وتبقى فيه إلى منتصف النهار!! فهل تُطيق ذلك؟ صغيرات في الصف الأول والثاني، قد تقرر عليهن سبع حصص في اليوم؟
وكذا المعلمات، فإنهن عليهن مسؤوليات غير التدريس، مهام البيت والعناية بمن فيه من كبار السن أو صغار السن وغيرهم، من ترعاهم في بيتها، فنراها اليوم حُملت ما لا تطيق، وهذا والله ليس من اكرامهن ولا الرفق بهن، والجميع يعلم أن المرأة أضعف من الرجل، وأنها لم تُخلق لتشقى،
والمتأمل في قوله تعالى فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى قال سبحانه وتعالى فتشقى ولم يقل فتشقيان، فالشقاء في طلب الرزق من حظ الرجل، ومع ذلك نعود إلى ما قرره رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسألة العمل، أن على المستأجر أن يكلف الأجير ما يطيق، وإن كلفه فوق طاقته فعليه أن يعينه، فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ولا تُكلفوهم ما يغلِبُهُم فإن تكلفوهم فأعينوهم) متفق عليه، ومن إعانة هذه الشريحة الغالية الرفق بها وتخفيف المنهج، وتقليل الحصص. وهذا لا يخفى على معاليكم، فأنتم أهلٌ لقيادة الوزارة إلى مدرجة الفخار، على ضوء الكتاب والسنة، ولصغيراتنا من عين رعايتكم نصيب.
والله أسأل أن يعينكم ويكتب لكم الأجر والمثوبة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- علي عيد العطوي