محمد المسفر ">
كثير من الناس وبخاصة طالبو السكن لا يريدون أن تقوم وزارة الإسكان بالبحث والتنقيب عن خطط وإستراتيجيات لتفعيل مشاريع الإسكان التي أمرت بها الدولة وأناطت بها إلى وزارة الإسكان ولذا كان هناك تذمر من حديث معالي الوزير عندما حولها إلى ثقافة وفكر يجب أن يدرس وتعاد صياغته وكثير من هؤلاء ومعهم الاقتصاديون وأصحاب العقار يريدون أن تبحث الوزارة في الأراضي المعطّلة عن التطوير والبناء وإنشاء مشاريع الإسكان وتسريع القروض وهذا أمر معقول لأنك عندما تجد أمامك أشخاصاً محتاجين للسكن ويتزايدون سنة بعد أخرى ثم تقف أمامهم وتقول صبركم علي لأدرس الخيارات وأضع الإستراتيجيات وأغيّر وأعدّل حتى أصل إلى صيغة محددة ثم أبدأ لكم في بناء المساكن التي ستأخذ سنوات حتى تسلّم! فماذا تتوقّع ردود الفعل سيكون بالطبع ساخطاًَ ومتذمراً، وهو ما حصل عندما قال معالي الوزير إن هذا يحتاج لدراسة وتغيير ثقافة المسكن لدى المواطن، وفي نظري أن ما قاله معاليه صحيح وهي حقيقة يدركها المختصون والمتابعون لأزمة السكن لدينا لكن لو معاليه خاطبهم بلغة تناسب فهمهم للمشكلة وحاجتهم الماسة لكان وقع حديث معاليه سهلاً ومفهوماً لديهم.
المختصون يرون أن مشكلة الإسكان مضخمة أحياناً في وسائل الإعلام، بل ذهب البعض إلى أنه لا يوجد مشكلة إسكان والبنك العقاري قائم بواجبه في الإقراض إضافة إلى ما يوجد لدى الوزارة من مشاريع هي قيد التنفيذ. واعتقد أن الوزارة لو اتبعت أسلوب الجامعات ووزارة الداخلية والدفاع في مشاريعها الإسكانية من فلل وشقق لمنسوبيها لكان ذلك كافياً خاصة في هذه المرحلة وما زلنا نتذكّر إسكان وعمائر العليا التي آوت عشرات الأسر وما زالت وكذلك إسكان هيئة التدريس في جامعة الملك سعود آوت المئات من أعضاء هيئة التدريس وعوائلهم وما زالت هي الأخرى تضاهي، بل تتفوّق على بعض الشقق والفلل الآن، وأعتقد جازماً لو أن الوزارة عملت على مسارين متوازيين في البناء فيما يتوافر لها من أراض وعمل الخطط اللازمة لتغيير النمط السكني وطرح الأفكار والرؤى لوصلت لهدفها واستطاعت إقرار خططها وسط تقبل المواطن وطالبي السكن، وأعتقد أيضاً أن الوقت الآن موات لهذا. وأظن معالي الوزير - وفقه الله- اتبع مقولة «اضربه بالحمى يرضى بالمليلة» فعندما أشار معاليه لتغيير شكل السكن الحالي من الفلل إلى الشقق فقد أراد أن يتقبل المواطن فيما بعد بالشقق الكبيرة والفلل الصغيرة وبذلك يتحقق تغيير النمط الحالي إلى الشكل الجديد في الإسكان ولا يظن أحد أن مشكلة الإسكان ستنتهي بين يوم وليلة، بل ستستمر الوزارة في إعداد الخطط أو تغييرها متى دعت الحاجة والدولة بقيادة الملك سلمان - حفظه الله- وحكومته الرشيدة حريصة على ذلك وتلبية حاجة مواطنيها من المساكن ولذلك لا أحد يساوره القلق، فالمواطن سيجد السكن المناسب له ولأسرته إن شاء الله.
- شقراء