الجزيرة - صالحة المجرشي:
على هامش ندوة حقوق الطفل الأولى التي أقيمت في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بعنوان «تعزيز دور الأسرة في حماية الأبناء من العنف والإرهاب»، تحدثت عضو مجلس الشورى و أستاذ علم النفس المشارك بجامعة نورة الدكتورة لطيفة الشعلان عن الأسباب المؤدية للجوء المرأة في المجتمع السعودي إلى التنظيمات الإرهابية وعن الأدوار الرئيسية للنساء في الأعمال الإرهابية. وأكدت الشعلان على أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل التنظيمات الإرهابية تلجأ وتستغل العنصر النسائي بشكل غير مباشر و منها: خصوصية المرأة في المجتمع السعودي التي تؤدي إلى الحساسية في التعامل معها مما يوفر لها سهولة التخفي والحركة ، واتساع أنشطة التنظيمات الإرهابية ما بين دعم لوجستي وإعلام جديد وهي أنشطة يمكن للمرأة المساهمة فيها، إضافةً إلى زيادة التضييق الأمني على العناصر الإرهابية من الرجال.
هذا و أشارت الشعلان على الأدوار الرئيسية التي يمكن للنساء القيام بها في الأعمال الإرهابية و التي تتبلور في إيواء العناصر المطلوبة للأمن، إخفاء الأسلحة، جمع التبرعات و تقديم الدعم المالي لتلك التنظيمات و نقل الرسائل بين العناصر الإرهابية، مرافقتهم في تنقلاتهم للتستر عليهم و الإقامة معهم بشكل غير شرعي، و القيام بالنشاط الإعلامي المتطرف على شبكة الإنترنت. كما أن نتائج الدراسة التحليلية التي أجريت على 17 امرأة سعودية متورطات في الإرهاب أوضحت أن أبرز الأسباب المؤدية إلى الانضمام لتنظيمات الإرهابية هي النشأة في بيئة متشددة فكرياً و القرابة أو الزواج من عناصر إرهابية كانت بنسبة 100%، و عدم استقرار الحالة الزوجية و تعدد مرات الطلاق و الزواج كانت بنسبة 35%، أما بالنسبة للإقامة أو المبيت و التنقل والسفر مع غير ذي محرم لدواعي تنظيمه جاء بنسبة 47%.
و استعرضت الشعلان عدد من النساء السعوديات اللواتي انضممن إلى الإرهاب حسب السجلات الرسمية السعودية «هيلة القصير، أروى بغدادي، وفاء اليحيا، وفاء الشهري، مي الطلق» جميعهن نماذج واقعية من البيئة المحلية الممثلات في (القاعدة ، داعش)و هذه النماذج النسائية إما يقضين حالياً محكومات في السجون بالداخل، أو تمكن من التسلل برفقة مهربين إلى مناطق الصراع في بعض الدول المجاورة، أو مازلن في تلك المناطق مساهمات لوجستياً وتعبوياً في الدعم.
من جانبها أكدت مستشارة الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الدكتورة عزيزة المانع على ضرورة وأهمية إنشاء مركز لدراسات الحماية الوقائية من التطرف و الإرهاب وتحقيق الحماية الاستباقية للمراهقين.