الأسواق المالية لم تعد تثق بالذهب كملاذ آمن بعد الآن ">
الكويت - كونا:
أكد تقرير اقتصادي متخصص أمس أن أسعار الذهب استمرت في الهبوط للأسبوع السادس على التوالي؛ لتقفل عند مستوى 1052 دولاراً للأونصة بنهاية تداولات الجمعة الماضية. وقال إن وتيرة هبوط سعر الذهب تتسارع بشكل كبير؛ لتقترب من المستوى النفسي، وهو 1000 دولار للأونصة؛ ما يزيد من خطورة المستويات الحالية للذهب؛ وبالتالي عدم الرغبة في الاستثمار بهذا المعدن الثمين. وأوضح التقرير الصادر عن مؤسسة إي سي إن للدراسات الاقتصادية أن تداولات الأسبوع الماضي دفعت أسعار المعدن الأصفر إلى أدنى مستوياتها منذ 2010؛ ليسجل أدنى مستوى له بعد أن ارتفع الدولار مقابل سلة العملات الرئيسية، وسجل أعلى مستوى منذ ثمانية أشهر؛ ما يزيد الضغط السلبي على أسعار الذهب. وذكر أن المعدن النفيس بدأ يفقد ميزته في الأسواق المالية كملاذ آمن لرؤوس الأموال؛ إذ أصبح معظم المستثمرين يبحثون حالياً عن استثمارات ذات عائد مرتفع، وليس مجرد مخزن للقيمة.
ولفت إلى استمرار المخاوف بشأن معدلات التضخم الحالية التي تمر بمرحلة تراجع؛ ما يؤثر سلباً على أداء سعر الذهب في البورصات العالمية.
مؤكداً أن المعدن فشل في الارتفاع بشكل مناسب بعد حادث هجمات باريس وحادثة سقوط الطائرة الروسية؛ ما يدل على عدم ثقة الأسواق المالية العالمية بالذهب كملاذ آمن بعد الآن. كما أكد أن الأسواق على أعتاب تغير في السياسة النقدية الأمريكية؛ لذلك يفضل المستثمرون عدم تخزين استثماراتهم في الذهب؛ ما قد يؤدي إلى هبوط الأسعار لأقل من 1000 دولار للأونصة خلال المرحلة المقبلة.
وقال التقرير: إن الإغلاقات العديدة للمراكز المالية الموجودة عند المستوى النفسي (1000 دولار للأونصة) من شأنها أن توقف حركة الهبوط أو تدخل الذهب في اتجاه صعودي مؤقت، لن يستمر؛ لأن أسباب الهبوط أكبر بكثير من عوامل الارتفاع. وأضاف بأن محاولات ارتفاع الذهب كلها بقيت محدودة جداً خلال الفترة الماضية منذ أن عاد السعر إلى التداول دون مستوى 1100 دولار للأونصة، ولم يستطع تحقيق أي صعود فوق هذا المستوى.
موضحاً أن هذا الهبوط مرتبط مباشرة بقوة الدولار مقابل سلة العملات الأجنبية. وبيّن التقرير أن استمرار انخفاض سعر الذهب «احتمال وارد»؛ لأن الظروف الاقتصادية في العالم تظهر أن مستويات التضخم لن ترتفع بشكل كبير بالدرجة التي تتطلب استخدام الذهب لتغطية مخاطر ارتفاع التضخم، إضافة إلى انخفاض القدرة الاستهلاكية لدى الأفراد في الدول الناشئة.
وذكر أن على المستثمرين توقع استمرار انخفاض أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة ما لم توجد عوامل اقتصادية وسياسية قوية تعود به؛ ليكون ملاذاً آمناً ضد المخاطر والتضخم خلال الفترة المقبلة.