الحديث عن هواية اقتناء السبح بأنواعها وأشكالها وأحجامها ذو شجون فأحببت عبر هذه الأسطر القليلة أن انقل القارئ الكريم إلى هذه الهواية النادرة الجميلة بما تعنيه الكلمة من هدف ومعنى فقد أكرمني الله سبحانه وتعالى أن يسَّر لي بزيارة إلى الأستاذ الفاضل عبدالرحمن الغانم وفقه الله في منزله العامر وذلك من اجل الاطلاع على تلك الهواية المفضلة والنادرة لديه التي كان يعشقها منذ زمن طويل وهو يقتني هذه السبح ويسافر من اجل هذه الهواية داخل البلاد وخارجه إلى جانب حضور المعارض التي تقام خارج البلاد للاطلاع والبحث والتنقيب عن أفضل السبح وأندرها وأقدمها صناعة أمثال تلك السبح الزمرد - الياقوت - العاج - الكهرمان...الخ, ويتابع السبح عن طريق الإعلانات التجارية وعبر الشبكة العنكبوتية العالمية.
إلى جانب اهتمامه المنقطع النظير وتواصله المستمر مع كبار الهواة في خليجنا العربي المعطاء وفي عالمنا العربي الكبير- أمثال- شملان بن عبداللطيف المسلم من دولة الكويت وكذلك عايد الحربي - وجمال الجهني وذلك من اجل تقوية الروابط الأخوية المبنية على المحبة والمودة مع تبادل الخبرات في هذا المجال ونشر ثقافة الهواة وتطوير الذات الذي يعكس روح الارتقاء.
علما أن السبح الحديثة بشكل عام تمتاز بالجودة والإتقان والتطوير أمثال سبح العاج والمرجان الطبيعي والكوك - واليسر - والترسة - وظهر السلحفاة إلى جانب السبح المصنعة من الفاتوران والبكلايت بجميع أنواعها (المسكي - والسندلوس - والكتالين), وقد أكد الأستاذ عبدالرحمن في سياق حديثه الجميل على أهمية تلك السبح والمحافظة عليها والاهتمام بها وطريقة تخزينها مؤكد تمام التأكيد على ألا تتعرض تلك السبح إلى المواد الكيميائية والزيوت العطرية بشكل خاص فإن السبحة كما ذكر فهي هدية المرء لنفسه فهي تعتبر مجوهراته الخاصة.
فأخذ يسترسل حديثه عن هذه السبح النادرة وعن أماكنها ومسماها وعن أصحابها وبلدانها وبعد فترة من الوقت ساد المكان سكون رهيب لأن الحديث التهم عقلي وأفكاري وتسلط على كافة حواسي فقد أصبح أمام ناظري لوحة تشكيلية رائعة من جمال تلك السبح المتعددة الألوان والأشكال وكل ما يتصوره المرء فقد انتصبت أمام عيني المشاهد بين اليقظة والمنام والخيال دهشتُ كثيراً بجمال المنظر الذي أمام ناظري والأشكال المختلفة التي تملأ المكان والألوان التي تقع على أسطح حبات السبح المستديرة الشكل التي ليس فيها بريق الأصباغ الصناعي الكاذب, حيث إن الصمت سيد هذا المكان الذي ليس فيه حركة واضحة ولا صوت ظاهر.
وبين الحركة انسياب وتداخل وحيث إن الصوت اختلاط لون بلون... تنساب فيه الألوان وتتمازج وتتجدد الأشياء وتنفذ أشعتها من هذا الضباب وهذا الدخان الذي اطلعنا على بر لم يجف وبحر يتدفق وإنما من أصل الشيء أنها لوحة باهرة من السبح فقد خرجت لنا من بين ركام الألوان كأنها غابة جميلة باهرة الألوان والجمال, حيث تتدحرج حبات هذه السبح بين أنامل حاملها بخفة ورشاقة وتقفز في الهواء الطلق كأنها حبات عنب براقة رائعة في الجمال والخفة وبعضها مملوء بعطرها الفواح الذي ملأ خياشيم حاملها بالرائحة الزكية وخلال ذلك أخذ يتأمل في الألوان أمثال الأشقر والأبيض والأزرق والبني والأسود والأصفر.
كأنها من ألوان الطيف وأخذ يشد أطراف هذه السبح بكاملها فتنظر كأنها لوحة برزت من أماكن خفية فتوزعت على الثرى.. وعمت الألوان الجميلة أجواء المكان والظلال الدافئة أعطت الساحة رونقاً وبهاءً فإذا كان الجمال في الجنس نعمة لإغراء الجنس كالأنثى حينما تتبرج للرجل حافظاً للنوع وتركيبه فإذا كان الأمر صحيحاً فما تفسير جمال الجماد وجمال المناظر الطبيعية ؟ فالمرء مغمور بالجمال في صغره وكبره ووقفت في مكاني برهة مندهشاً ومتعجباً ومستغرباً انتظر لحظات ما بداخل هذه الحقائب التي أمامي هل بقي شيء أفضل من تلك التي رأيتها ؟
فأجابني على عجل من أمره هناك أشياء كثيرة وكثيرة حتى إن الوقت لا يسعفني كثيراً من مشاهدة هذه الأعداد الكبيرة من السبح الجميلة والنادرة التي يملكها أخي الفاضل/ عبد الرحمن الغانم سلمه الله وقبل الختام طرحت عليه سؤالاً واحداً فقط.
هل فكرت يوماً من الأيام أن تعد كتيباً عن هذه الهواية الجميلة ؟
فمكث ملياً فأجابني قائلا حالياً لم أفكر الآن ربما يكون التفكير مستقبلاً فخرجت من عنده بانطباع جميل عن هذه الهواية الجميلة والرائعة ودعوت له في ظهر الغيب بالتوفيق والسداد.
- عبد العزيز صالح الصالح