في مساء يوم الأربعاء 29-1-1437هـ تلقينا خبر وفاة الابن المبارك معاذ بن إبراهيم بن إبراهيم التركي - رحمه الله - في يومه الموعود وأجله المكتوب، أسكننا الله وإياه الفردوس الأعلى ووالدينا وجميع المسلمين، وإن العين لتدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا فـ{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، وعزاؤنا فيما ورد في شرعنا من التسليم والرضا بقضاء الله وقدره {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً} (آل عمران 145).
{فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} (الأعراف 34)، {وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا} (المنافقون 11)، {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} (لقمان 34).
وفي قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (إذا أراد الله بعبد خيرا عَسَلَهُ) قيل وما عَسَلَهُ؟ قال: (يفتح له عملاً صالحاً قبل موته، ثم يقبضه عليه) صحيح الجامع 307
ومن أبرز المنن ولله الحمد في هذا الحدث الجلل:
- أنّ وفاة الابن معاذ رحمه الله كانت في طريقه إلى مكة محرماً وملبياً.
- أداؤه لصلاة الظهر والعصر جمع تقديم قبيل الوفاة في طريق سفره.
- كان باراً بوالديه، ومن آخر صور بره إيصال والده لخطبة وصلاة الجمعة الأخيرة في حياته في جامع الملك عبد العزيز، وبره في صور شتى فاللهم إني راضٍ عنه فأسألك أن ترضى عنه يا رب العالمين.
- حباه الله خلقاً كريماً مع أهله والناس كافة.
- كان إماماً لمسجد جامع الريان في المدينة المنورة لمدة ست سنوات.
- التدريس والإشراف على حلقات القرآن الكريم في مسجده وغيره لسنوات.
- كان حافظاً لكتاب الله تعالى ولديه سند في ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم.
- حبه للعلم فقد كان مواصلاً دراسته في مرحلة الماجستير بقسم القضاء والسياسة الشرعية في الجامعة الإسلامية.
- كان مذكوراً بالخير في عمله قاضياً في المحكمة الإدارية في المدينة المنورة لأكثر من أربع سنوات وحتى وفاته.
- كان لين الجانب سمح المعاملة صاحب ابتسامة للجميع.
- له إسهامات خيرية ووقفات إنسانية مع المحتاجين من جماعة مسجده وغيرهم.
- له إسهامات في خطابة الجمعة والعيد احتساباً.
- آثر القرب من والديه بالسكن معهما في مسكن واحد.
- كانت الآخرة همه وظهر ذلك في رسالته لأحد أصدقائه ، كما وجد في سيارته بعد وفاته كتاب ماذا تعرف عن الدار الآخرة، نسأل الله أن يكفيه ما أهمه، وأن يهبه ما ذكره الله عن نبيه إبراهيم عليه السلام {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ} (سورة ص 46-47)
- ذكر الإخوة في الإدارات المباشرة للحادث المروري أشياء مفرحة، من هيبة عند مباشرتهم للحالة، ورائحة طيبة زكية، وابتسامة وبشاشة.
- الرؤية الحسنة أثناء التغسيل، وفرح المغسلين بذلك.
- السهولة في الإجراءات المتعلقة بنقله للمدينة، وحتى الصلاة عليه ودفنه في البقيع.
- حضور الأعداد الكثيرة للصلاة عليه وتشييعه للمقبرة فجر الخميس الموافق 30-1-1437هـ.
- مهاتفة العشرات منذ بداية الحادث ممن لهم علاقة من الجهات الحكومية وغيرها لتقديم أي مساعدة في ذلك، فجزاهم ربي عنا خير الجزاء.
- الأعداد الكبيرة من المعزين في المقبرة والمنزل والهاتف ممن نعرف وممن لا نعرف.
ولا يفوتني أن أشكر كل من قدم أي خدمة أو مواساة أو عزاء وعلى رأسهم:
التعزية من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة وفقه الله، وعرض سموه الكريم إبداء أي خدمة في هذا الشأن ورغبته في نقل تعازي سموه الكريم لأفراد الأسرة والمحبين، مما كان له الأثر الطيب على الجميع.
وكذا الاتصال الهاتفي من معالي الوالد الشيخ أ.د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، من خارج المملكة أكثر من مرة، لارتباطه في مهمة رسمية، ولإخوتي المحبين عبدالرحمن وتركي ومحمد، وأبناء العم عبدالرحمن - رحمه الله - عبدالعزيز وسعود ومحمد أخوال الابن معاذ، وكذلك الأعمام وأبناء العم والأرحام من داخل المملكة وخارجها.
وكذا التواصل والزيارة من أصحاب المعالي الفضيلة والسعادة ومنهم: معالي وزير العدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور وليد الصمعاني، ومعالي رئيس ديوان المظالم الشيخ الدكتور خالد اليوسف، وعدد من أصحاب الفضيلة أعضاء مجلس القضاء الإداري والمحكمة العليا، ورؤساء المحاكم وقضاة المدينة المنورة والمملكة العربية السعودية. ومعالي فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي عضو هيئة كبار العلماء، وفضيلة الشيخ عبدالمحسن العباد وفضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك.
ومعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي فضيلة الشيخ أ.د عبد الرحمن السديس ونائبه لشؤون المسجد النبوي الشريف معالي الشيخ عبدالعزيز الفالح، وفضيلة وكيله، وعدد من منسوبي الرئاسة، وأئمة ومدرسي ودعاة المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وسعادة وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة الأستاذ عبدالمحسن المنيف.
ومعالي مدير جامعة طيبة، وفضيلة مدير الجامعة الإسلامية المكلف، وعدد من أساتذة الجامعات ومنسوبيها، ووكيل وزارة الشؤون الإسلامية فضيلة الدكتور توفيق السديري وعدد من منسوبيها، وسعادة مدير عام التعليم في منطقة المدينة المنورة، والقنصل العام للمملكة في لوس أنجلوس السفير الدكتور فيصل السديري، وسعادة السفير ناصر الزعابي، وسعادة اللواء أحمد بن حمدان بن دلموك وإخوانه، وفضيلة رئيس محكمة رأس الخيمة المستشار أحمد الخاطري، والشيخ عادل القاسمي، وسعادة مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمدينة المنورة وعدد من أئمة وخطباء ومدرسي المسجد الحرام والمسجد النبوي والمملكة.
وعدد من أصحاب الفضيلة دعاة المملكة وعلى رأسهم أصحاب الفضلة المشايخ ناصر العمر ومحمد العريفي وسلمان العودة وعبدالله الطيار وعبدالوهاب الطريري، والمحبين في عدد من دول العالم، مع الاعتذار عمن نسيناه أو لم نستطع الرد عليه لكثرة الاتصالات والمعزيين، داعين الله للجميع بالأجر والمثوبة.
ورحم الله الابن معاذ رحمة واسعة، ووهبنا وإياه ووالدينا الجنان، ورزقنا الصبر والرضا والسلوان.
وجزى الله الجميع خيراً على ما غمرونا به من مواساة ودعاء جعل الله ذلك في موازينهم الصالحة، كما نسأله تعالى أن يجزي ولي أمرنا خير الجزاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد الكريم، وصاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينة المنورة، وعلمائنا الأجلاء وكل مسلم، حفظ الله الجميع ورعاهم ووفقهم لكل خير.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
والده/ إبراهيم بن إبراهيم التركي - المدرس في المسجد النبوي