إبراهيم الطاسان ">
ميزان الحكم على عقل الإنسان، جملة دالة بكل معانيها على الحكمة «حدث الإنسان بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له» وهذه الحكمة لا شك غائبة بكل معانيها عن الدبلوماسية الروسية. حينما نثروا خلال الإعلام بالونات اختبار فاضحة لنواياهم المبيتة بما صرحوا به من إمكانية مشاركة الأسد في الانتخابات بعد التصويت على الدستور الجديد. الذي يمكن إعداده بعد ثمانية عشر شهراً. وكأن الروس اخذوا بالقول «داوها بالتي كانت هي الداء»؟ كل قضية السوريين هي نظام وشخص الأسد، وروسيا توطئ له في مستقبل سوريا، صحيح «إذا لم تستح فأصنع ما شئت» ومن سيكتب الدستور؟ وأين؟ في إيران أم في موسكو؟ ومن سيستفتى عليه والشعب السوري ثلاثة أرباعه مهاجرين أو في مخيمات النزوح لا لشيء إلا أنهم طالبوا بتغيير النظام الذي أذلهم سنين، وحقهم باختيار دستورهم ورئيسهم. وتنحية شيء ما في هذا الوجود جثم على صدورهم، خلا طبعه وطبيعته من الإنسانية ليوصف بالإنسان، وطغت تصرفاته الإجرامية وعنفه على تصرفات وعنف هولاكو، ونيرون، فتجاوز ببراميله المتفجرة حدود الوصف بالجريمة والهمجية إلى مصطلح اقترحه له، ولا يليق إلا به « هولا رون « لجمعه كل سيئات المجرمين ممن سبقوه فيه. فمن سيستفتى إن لم يكن العاملين بالقصر الجمهوري فقط؟ وربما يكتب الدستور الجديد أيضاً في المكتب المجاور لمكتب بشار. خلال جلسة لا تستغرق الوقت الذي استغرقه تغيير الدستور بتكييف يتح لبشار ما أراد له أبوه. واستنتاجاً من تصريح لوزير الخارجية الروسي الذي قال: إن الاجتماع القادم سيحدد الجهات والمنظمات الإرهابية في سوريا. وهو ما يعني أن الشعب السوري مقبل على مرحلة تستهدف وصم المناضلين السوريين في سبيل الخلاص من نظام الأسد بالإرهابيين ومن ثم التوجه لمجلس الأمن لتجريم دعمهم وتأييدهم، حيث إن حديث وزير الخارجية الروسي يخلوا من اللباقة الدبلوماسية، إذ لم يشر لا من قريب ولا من بعيد لمليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني. بعدم احترام لعقول البشر. وكأن هذه المليشيات فصائل سورية تقف موقف الضد من فصائل سورية أخرى. وحيث إن المنظمات الإرهابية في سوريا اليوم لا تحتاج إلى تحديد ومعرفة. فالتوابيت المرتدة بأجساد ضباط الحرس الثوري، ومليشيات حزب الله، والمليشيات الشيعية الإيرانية في العراق، والأهداف التي تختارها الطائرات الروسية على الساحة السورية، وداعش تٌعرف وتُحدد من هم الإرهابيين. ولا تحتاج إلى معاييريقاس عليها تحديد الإرهابي من غيره. إلا إن كان لروسيا بحكم خبرتها الكبيرة في ممارسة الإرهاب في الشيشان وأوكرانيا، وقبلها في المجر وأفغانستان، توصلت لمعايير جديدة خاصة بها لتوصيف الإرهاب. فتلك ثقافتها. والآخرون ليسوا ملزمين بما تلتزم به، ويعلم الروس أن دعمهم قبل التدخل السافر لم يحل دون سقوط نظام الأسد، ولولا إدراكهم أن تدخلهم العسكري لم يعد مجدياً أمام إصرار المناضلين السوريين. سعوا بإسقاط ورقة التوت عن نواياهم بتجاهل الإرهابيين الحقيقيين على الساحة السورية، بدعوى تحديد ومعرفة وتعريف الإرهابيين وهم لا يستهدفون بذلك سوى الجيش السوري الحر...