د. يوسف خالد جنينه ">
تأبى الفرقة الباغية الخارجة عن أي شرع أو قانون المنسلة من البشرية إلا أن تصمنا جميعاً بوصمة الإرهاب، وصمة معاداة الإنسانية، فلا يقتل الأبراء هكذا على الهوية إلا مخلوقات معادية للإنسانية، مخلوقات خرجت من كل ميثاق أخلاقي، وهذا شأن خارج العصر بالفعل، داعش وأخواتها، لكن المأزق الذي نعيشه جميعاً الآن أننا أصبحنا في مرمى الاتهام بالإرهاب حول العالم، وأصبح علينا أن نبذل مجهوداً مضاعفاً حتى نثبت للعالم أن الصورة التي تركتها براثن الإرهاب في الشعور الجمعي العالمي عن الإسلام والمسلمين ليست صحيحة، ولا تمثلنا، لكن هذا مع الأسف يأخذ منا جهداً جهيداً، جهد كنا في حاجة إليه للدفاع عن قضايانا الأساسية، كالقضية الفلسطينية على سبيل المثال، التي -وحتى نكون صادقين مع أنفسنا- تراجعت أسهمها كثيرا في ظل تخوف العالم من هويتنا الإسلامية وما يمكن أن تجره عليه من ويلات في ظل هذا الأداء الوحشي لهذه الفئات المارقة التي أصبحت أكبر خطر على قضايانا الأساسية، بل على وجودنا العربي والإسلامي، في ظل نظرة الريبة العالمية لكل عابر مسلم في شوارع العالم، ومساعي أعداء الإسلام الجادة للاصطياد في الماء العكر، واللعب على وتر الآلام والمخاوف العالمية الذي تسببت فيها هجمة الإرهاب الجبانة على عدد من مواطني العالم الأبرياء، الأمر الذي وجده أعداء الإسلام فرصة سانحة للنيل من وجود هذا الدين العظيم الذي لا تقر تعاليمه على الإطلاق قتل النفس، وتعظم حرمتها على المسلم، لكن هؤلاء الخارجة يبدو أنهم تجردوا من إسلامهم قبل أن يتجردوا من إنسانيتهم.
إننا نشهد على أيدي قادة دول المنطقة في مساعيهم الجادة التي نثق بها لاجتثاث آفة الإرهاب وتطهير ثوب الإسلام الناصع البياض من دنسها، وتبرئة ساحتنا من عارها الذي أصبحنا نعير به بين شعوب العالم، فنحن لسنا قتلة، ولسنا إرهابيين، نحن شعوب تحب السلام وتؤمن به، ولا يليق بنا أن نترك مثل هذه الحثالات تفرض علينا صورة مشبوهة وشعوبنا بريئة منها.