آلاء لطفي عبدالعال ">
عندما تسقط البذرة في أول مرة فإن صوتها يكون خافتاً وعندما تزداد حبات البذور بعد جمعها ننثرها جميعاً فسيكون صدى صوتها أقوى وأقوى.
هكذا النجاح مثل البذرة كلما غرست داخل التربة وقدمنا لها العناية تزداد بذوراً أكثر وأكثر، وهذه البذور يكون صداها أكثر وأكثر، فعندما نهتم بأنفسنا ونجتهد في هذه الحياة بين أيديكم، فالطفل يكبر ويكبر وكلما سقيته نجاحاً وربيته على مكارم الأخلاق ستجني ثمراً نافعاً ورزقاً وفيراً وسيكون صداها أقوى وأقوى فعندما كان صغيراً وكان يخطو خطواته كان لا أحد ينتبه إليه كثيراً ولكن عندما كبرت الشجرة وأصبحت لها مكانة في هذه المجتمع وأصبحت لها ثمار صالحة وقيم ومبادئ رائعة أصبح الكل ينتبه إليها هذه الشجرة التي أصبح الكل يتذوّق ثمارها ويجني ثمارها وأصبحت تؤثّر في المجتمع بعد أن كانت بذرة! قال تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} (البقرة: آية 138) فاحرص على هذه البذرة التي بين يديك لأن تأثير التربية له دور عظيم.. حيث إن للأسرة والمدرسة وجماعة الرفاق والمجتمع ووسائل الإعلام دوراً كبيراً في غرس القيم والمبادئ الحميدة التي لها تأثير كبير على شخصية الفرد بالمجتمع. يقول الإمام الغزالي - رحمه الله-: «إن الصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة وهو قابل لكل ما ينقش فيه ومائل إلى كل ما يمال به إليه فإن عوّد على الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب وإن عود على الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة مربيه والقيمين عليه «فهنا عندما تكون هذه البذرة طاهرة ونقية ونافعة تنفع نفسها ويجني ثمارها المجتمع وبذلك نكون قد أدينا الأمانة وأرضينا الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
- أخصائية نفسية