النصر الذي حقق ثلاث بطولات في عامين، وكان بطلاً لدوري جميل، للعامين الأخيرين، يختفي تماماً هذا العام ويبتعد عن المنافسة!! ويخسر النقاط بشكل غريب وأمام فرق غير منافسة، ويحتل مركزاً متأخراً في سلم الترتيب، لا يليق بحامل اللقب أبداً، ترى ماذا حل بالعالمي هذا العام؟؟ بلا شك أن هناك أسباباً عدة أدت إلى تراجع النصر، منها الأزمة المالية الخانقة، التي يمر بها الفريق، والتي أطلت برأسها على اللاعبين، وأثرت عليهم مادياً ونفسياً وفنياً، وقاطع بسببها مجموعة كبيرة منهم التدريبات، بسبب عدم تسلمهم لحقوقهم، وأكمل الناقص الحارس العنزي، بعد انقطاعه لأكثر من عشرة أيام لنفس السبب، أيضاً الإصابات التي حلت بالفريق، أثرت عليه كثيراً، فغياب غالب والفريدي وعوض خميس والحارس العنزي، أرهق الفريق فنياً بشكل كبير، أيضاً من الأسباب عودة رئيس النادي، إلى خارج الملعب مجدداً، وإلى التصريحات الاستفزازية والإسقاطات على الخصوم، خصوصاً الجار الأزرق، ورمي إخفاق فريقه على التحكيم، وإصدار البيانات، التي تكرس «المظلومية» بعد أن كان منشغلاً بفريقه داخل الملعب طوال فترة تحقيقه للبطولات، وهذا أثر عليه وعلى فريقه في ذات الوقت، أيضاً الخلافات الشرفية، وانقسام أعضاء الشرف، بين موالٍ للرئيس ومعارض له، أشياء ألقت بظلالها على الفريق، وأثرت في عطائه، أيضاً اختفاء الأخطاء التحكيمية، والتي ساهمت كثيراً في دفع النصر، إلى المقدمة في الأعوام السابقة، تسببت في تراجع النصر هذا العام، وأكبر الأسباب التي أثرت على النصر، رحيل مدربه السابق «كارينيو» الذي كان له الفضل الأول بعد الله في إعادة النصر، بعد غياب عقدين عن المشهد، وصحيح أن النصر حقق بطولة مع المدرب السابق «داسيلفا» لكن الفريق كان يتراجع بعد كارينيو بشكل تدريجي، حتى اختفى تماماً هذا العام، أما هدف (جحفلي) فكان الشرارة التي أوقدت النار في جسد العالمي، وبلا شك أنه من غير المعقول، أن يساهم هدف واحد، في تراجع فريق وخسارته لثلاث بطولات، والتراجع في الرابعة، لكنه أثر على الفريق من جوانب أخرى، وقد تطرقت لها في مقالات سابقة، فالنصر لا يملك ثقافة البطولات، بحكم غيابه الطويل عنها، ومن أبرز خصائص تلك الثقافة، العودة سريعاً بعد التعثر، لذا تجد الفرق البعيدة عن البطولات، تنكسر بسهولة بعد أي (هزة) وتجد صعوبة في العودة، وهدف جحفلي بلا شك أنه أحدث هزة معنوية ونفسية بالغة للنصراويين، غابا بعدها عن المشهد، أخيراً على النصراويين إذا ما أرادوا العودة للمنافسة مجدداً، أن يتحملوا المسؤولية، ويعترفوا بواقعهم، بدلاً عن الهروب منه، ورمي إخفاقاتهم على أطراف خارجية، خصوصاً التحكيم المحلي، وهم الذين كانوا أشد المنافحين عنه، إبان تحقيقهم للبطولات!! وعليهم أيضاً حل مشكلاتهم الإدارية والفنية، وتسليم اللاعبين حقوقهم، وإلا فقد يجدون فريقهم، أسفل الترتيب، وحينها لن تغني عنهم بياناتهم شيئاً، ولن يعيد هروبهم من المسؤولية فريقهم إلى الواجهة أبداً، بقي أن نقول ختاماً، بأن النصر يملك حضوراً إعلامياً، وجماهيرياً طاغياً ومؤثراً جداً، وبعده ليس في صالح الدوري، وبعيداً عن الانتماءات نتمنى عودته وعودة الاتحاد والشباب وكل الفرق الغائبة، والمبتعدة عن البطولات.
- صالح الصنات