تعقيباً على ما جاء بمقال الدكتور جاسر الحربش (اليوم اليوم وليس غداً)، ضمن عموده إلى الأمام، في صحيفة الجزيرة الصادرة يوم الاثنين الموافق 4 صفر 1437هـ، والذي تناول فيه ما تتعرّض له كلٌ من مصر والمملكة العربية السعودية من تهديدات تستهدف أمن وسلامة هذين البلدين الشقيقين، بل إنه أبان الحقيقة كاملة من خلال رؤية المتابع الدقيق والمدرك لما يدور حول تلك الأجزاء من أمتنا العربية، وكان موفقاً، مما يستحق إزجاء الشكر الجزيل له، إلا أني ومن خلال رأيي المتواضع، أود أن أضيف ولو أنّ جزءاً مما سوف أضيفه مما تطرّق إلى شيء منه، ألا وهو المتعلق بدول مجلس التعاون الخليجي، والتي ينبغي ذهابها إلى الأبعد في شأن توحُّدها وتوحيد مواقف حكوماتها، حتى أنه من الممكن أن يكون لها سفير واحد بدلاً من ستة سفراء في دول مثل إيران والعراق وسوريا وحتى اليمن، برغم انتشاله من براثن قوى الإثم والعدوان الفارسي الصفوي، وليكن ذلك خير دلالة على وحدة القرار ووحدة المصير لدول مجلس التعاون الخليجي، إنما نراه في الأفق مما ينذر بأفدح المخاطر وأشدها على دول هذا التجمع الخليجي.
وقد أشار سعادة الدكتور جاسر الحربش إلى شيء منه، مما يمكن أن يكون الأولوية له حتى لا يتمكن أولئك الأعداء ومن يقف وراءهم، من تحقيق مرادهم في خلخلة البعض من أجزائه توطئه للوصول للبقية من أجزائه الأخرى .
إن المناداة من خلال الإعلام والإعلاميين، بطلب المزيد من توحيد اللحمة الخليجية، أمر تقتضيه ظروف المرحلة ومستجداتها ما خفي منها وما صار إلى العيان، مثلما تكثيف الجهود للحيلولة دون المساس بأمن دوله من قِبل تلك التنظيمات المشبوهة، مثلما داعش وما في حكمها كالحوثيين على سبيل المثال، عملاء الفرس وأدوات فعله كما في اليمن الشقيق. إنّ أمن وسلامة دول مجلس التعاون الخليجي في حد ذاته دعم لمصر لأن كلاً من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر مما يُعَد كياناً واحداًَ في أمنه وسلامة شعوبه، وضمان تحقيق ذلك لا بد من درء الخلافات والنظر بجديه فيما هو الأهم وما يحقق الأمن والسلامة للجميع.
- عبد الرحمن الشلفان
a.n.alshalfan@gmail.com