العنود الشهري ">
يتأخر الفجر هذه الأيام.. وأقاوم عيني النعسية من أن تغطا في أي درجات النوم حتى لا أجدد وضوئي في المحطة..
اليوم أعددنا العدة بشاي ساخن.. وأيضاً علينا أن لا نسرف في الشرب.. تحسباً للطريق الخالي من الحياة...
باب السيارة مع الشتاء.. صار ثقيلاً جداً وأنا أسحبه كل ما نزلنا وركبنا.. ولأني لازلت الوحيدة المتشبثة بمقعدي يبقى مسؤوليتي فتحه وإغلاقه..
ورفيقات السيارة على سريرهن الافتراضي خلفي.. كنسخة من أسِرة التعذيب الجسدي وتفكك المفاصل من اهتزاز السيارة..
لا يضرهن ما شاء الله.. هنيئاً لهن.. اليوم كان الطريق للمصلى بارداً جداً رغم ما أرتديه من صوف وكل عدتي للشتاء.. المصلى.. قصة لا تستحق النشر من إهمال وانتشار الذباب.. ورائحة دورات المياة.. المهم أن نسجد ونركع ونؤدي فرضنا كواجب ديني.. أما النظافة فلا يهم..
في رفقتنا اليوم نحن أفواج المعلمات 3 فتيات صغيرات.. صغيرتان بعمر الخمسة والأربعة وأصغرهن بعمر السنة ونصف السنة..
في منظر رث وملابس مهترئه خفيفة جداً في هذا البرد القارص..
وهيئتهن ومنظر شعرهن وكأنهن لم يعرفن المشط ولا الماء..
الكبرى تطوق الصغيرة بكلتا يديها
وأمها تقف أمامي تصلي..
تتهامسان وتضحكان بكل براءة وعفوية..
وعيونهما من أجمل ما خلق الله..
تنظران إليَّ حين سلمت وقابلتهما بنظراتي
تضحكان وتدسان وجهيهما بأجساد بعضهما.. أنهت أمهن من الصلاة.. لم تتكلم. أشارت إليهن.. ومشين خلفها
والكبرى تحمل الصغيرة والوسطى تُلبسها حذاءها