عائدة أحمد العتيبي ">
يعد المعلم المحور الأساسي في النظام التربوي، ويقع على عاتقه العبء الأكبر في تحقيق الأهداف التربوية، فهو حلقة الوصل بين النظام التربوي والطلبة، ولا يمكن الاستغناء عن دوره مهما اكتشفت من نظريات وطرق ووسائل تعليمية، وهذا الدور لا بد أن يتطور بما يواكب متطلبات العصر، وبالتالي بناء أجيال تستطيع أن تتماشى مع ركب الحضارات، لأن دوره يختلف من وقت إلى آخر بسبب تغير ظروف الحياة فهو في الوقت الحالي معلم ومربٍ في آن واحد، فعلى عاتقه تقع مسؤولية الطلاب في التعلم، والتعليم والمساهمة الموجهة والفاعلة في تنشئتهم التنشئة السليمة من جميع الجوانب. كما لم يعد دوره قاصرًا على حشو المعلومات في عقول الطلبة بل لا بد له من الاهتمام بالأدوار الأخرى له كالدور الثقافي والدور الاجتماعي بجانب دوره المهم في تعزيز القيم في نفوس الطلبة.
ويعد برنامج «فطن» برنامج وطني يُعنى بتنمية مهارات الطلاب والطالبات الشخصية والاجتماعية، ويسعى من خلال خطته الإستراتيجية، والتدريبية، والإعلامية، أن يكون الأول وقائيًا محليًا وإقليميًا.
ويهدف «فطن» إلى تعزيز القيم الاجتماعية والأخلاقية في إطار تعاليم الدين الإسلامي، وتنمية مهارات المستهدفين الشخصية والاجتماعية، ونشر الوعي الصحي والاجتماعي والنفسي بأضرار المخدرات، وتكوين فرق تطوعية مساندة وداعمة لتنفيذ البرنامج على المستوى الوطني.
ويسهم المعلم بشكل خاص في تنمية الكثير من المهارات الشخصية والاجتماعية وتنمية القيم الاجتماعية في نفوس طلابه كالتعاون، والصدق، والأمانة، والاحترام، وحرية التعبير عن الرأي، والإخاء، والمساواة بين الطلاب. والحوار الهادف، وذلك عن طريق مشاركته في التفاعل مع طلابه، وإيجاد بيئة تعليمية مناسبة، وإيجاد فرص في المحتوى التعليمي الذي يقدم لهم بشكل قد يقود إلى فهم إجراءات تطوير القيم وتنميتها عند كل طالب فتوجيه قيم المتعلمين يتأثر بمدى تطبيق هذه القيم من المعلم.
وفي دراسة قام بها (Veugelers.2000.7) بين أن وظيفة المعلم ليست في أن يتفاعل مع طلابه فقط، وإنما يطلب منهم أيضًا أن يعكس القيم التي تحكم تعليمه لطلبته، وتطوير القيم عندهم من خلال المحتوى العلمي الذي يقدمونه، وتفسيرهم للمنهاج الذي يعلمونه.
كما ورد في (الخوالدة، 2005.67) بأن اهتمام المعلم بطلابه والحرص على تنمية مهارات شخصية واجتماعية مختلفة كالتواصل وحل المشكلات وتوكيد الذات إكسابهم القيم وتنمية القيم الموجودة لديهم يساعدهم في التعامل مع واقعهم الاجتماعي، وفي تعاملهم بشكل صحيح فيما يتعلق بوجودهم وعلاقتهم بالآخرين ودورهم في أسرهم ومدارسهم ومجتمعاتهم، وحل مشكلاتهم اليومية.