منيرة محمد الخميري ">
هُجروا من أوطانهم وشُردوا أقصتهم الحرب في مواقع لا ينتمون لها.. دوي المدافع يكاد يصم آذانهم، وأزيز الطائرات يروع قلوبهم ومشاهد القتل شريط يشوه طفولتهم البرئية!.
أطفال أُرعبوا خنقتهم أدخنة الدمار، أصوات طلقات الرصاص شلت حركتهم سرقت الحرب لعبتهم!..
مشهد لطفل لم يكتمل عمره عامه الأول أضلاعه بالرصيف التصقت بمشهداً تدمى له القلوب وكأني أسمع نبضات قلبه الصغير تتدافع من الخوف لا ملجأ له إلا حضن رصيف على جال شارع تحيط به المخاطر من كل جهة!..
فقدوا الحضن والأمن والأمان وماذا بعد ذلك لإي أنسان! ولطفلً كان بين حضن أمه ينام وأشرقت عليه الشمس وقد تراكمت عليه حطام الجدران بقدرة الله لم يلفظ أنفاسه ليشهد على جريمة يحكيها الأنسان ويحكي هو عن اتخاذ الأوطان!..
ذكرت إحصائيات منظمة اليونسيف أن أكبر نسبة أطفال يقعون تحت تأثير الاكتئاب والصدمات النفسية هي في بلدان العرب والمسلمين!..
قُتلوا ويُتموا وأُصيبوا بإعاقات وماتت أرواحهم الصغيره بين أشلاء ودماء!..
أطفال ينامون ويصحون على مشاهدة جثث مشوهة وحالات وفاة مروعة معالم منازلهم شوارعهم حاراتهم بل مدنهم اختفت فاختفت لديهم الهوية!.
فالطفل لا يعرف ماذا يدور حوله ولمن ينتمي وكيف سيتعدى ذلك ولماذا يتعرض لكل هذا؟.. أسئلة تتزاحم في رأسه الصغير لا يعلم لها إجابه!..
أما الأطفال الأكبر سناً فيجدون أنفسهم في مواقف الجندية عليهم الدفاع عن أنفسهم وذويهم إي حِمل قد أثقل كاهلهم!..
هو الفقر والتشرد والحاجة يفوق قدرتهم على الاستيعاب والتعبير عن مشاعرهم البسيطه فنظراتهم تائهة يكتمون ما بدواخلهم فلا مرفأ لهم بعد ما انتزعوا من أحضان أمهاتهم لتصبح مشاعر دفينة تظهر جلياً في المستقبل في مراحل متقدمة من أعمارهم من خلال تعاملهم مع من حولهم تأخر في الدراسة عصبية وانطواء وعدوانية هي ويلات الحرب وقسوة تبعاتها المشاهد اليومية التي تمر بهم من دمار تختزل في ذاكرتهم لتتسائل لماذا؟!.. فهم لا يعون الحرب!..
دمار الحرب وصور الموت التي يشاهدها أطفالنا عبر شاشات التلفاز مؤثرة حتماً على سلوكهم بالسلبية وربما إضطرابات في النوم وأحلام مفزعة واجبنا كأسرة واعية أن لا يكون الطفل وحيداً أمام تلك المشاهد المروعة يرى جنازات القتلى والأشلاء والموت احتراماً لطفولته.
وأن لا نغفل عن توعية أطفالنا عن الحرروب وماتخلفها وهو دور الأهل والمدرسة وأن نخبرهم أن الدعاء يرد القضاء وأن الله يرحمنا بوجودهم ونبض قلوبهم الصغيره وأن نوعيهم بأن واجبهم يفترض أن يعم الأطفال الواقعين تحت وطأة الحرب ببعث سرب دعواتً من أرواحهم الطاهرة كل يومً تشرق الشمس على طفولتهم لتمتد لطفولةٌ تئن وجعاً من ويلات الحروب.