خالد الخضري ">
لم يكن تولِّي صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز لمنصب الرئيس الفخري لجمعية الإدارة السعودية مستغرباً، فهو القيادي الفذ الذي تشرّب عن والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الكثير من السمات الشخصية التي عُرف بها مولاي خادم الحرمين الشريفين، وهو يتتلمذ على يديْ والده الملك عبد العزيز ثم يتولى عدداً من المناصب الإدارية على رأسها أمارة الرياض، والمناصب القيادية العليا التي تولاّها رعاه الله، إلى أن أصبح ولياً للعهد ووزيراً للدفاع، ثم ملكاً للبلاد، وعُرف عنه - يحفظه الله - اهتمامه بالثقافة والتراث والتاريخ، وهو صاحب مكتبة كبيرة، وقام بتفعيل نشاط وعمل دارة الملك عبد العزيز التي اهتمت بتاريخ الملك عبد العزيز وتاريخ المملكة والجزيرة العربية، وكان منذ توليه لأمارة الرياض صديقاً للكتّاب والمفكرين ورجال الإعلام، وعلى تواصل دائم بهم.
في هذه الأجواء نشأ سمو الأمير سعود بن سلمان، وتشرّب كل ذلك، في بيئة علم ومعرفة، وقيادة، ليصبح قيادياً فذاً، فهو الشخص المناسب في المكان المناسب، فجمعية مثل جمعية الإدارة السعودية بحاجة إلى قيادي قادرة على السير بدفتها إلى الأمام، وعلى تحقيق أهدافها التي تتركز في تنمية الفكر العلمي في مجال الإدارة وتطويره والإسهام في حركة التقدم العلمي والتطبيقي، وتيسير تبادل الإنتاج العلمي والأفكار العلمية.
وقد حرصت الدولة على إنشاء الجمعيات العلمية في المملكة في وقت مبكر لرعاية المصالح المشتركة لمنسوبيها وتطوير أدائهم وإيجاد منبر يتحدث باسمهم ويتبنّى قضاياهم ويعبر عن اهتماماتهم، بحيث تكون بمثابة القناة التي تتوحد من خلالها توجهات أصحاب التخصص والمهنة، والأداة التي ترصد تطلعاتهم، والجهاز المؤسسي الذي يسعى لتحقيق طموحاتهم في إطار الأهداف العلمية الوطنية.
ومن هذا المنطلق ونظراً للحاجة الملحة لإيجاد آلية تجمع المختصين في الإدارة والمهتمين بعلومها وفنونها حتى يتمكنوا من التعاون وتبادل الأفكار والآراء والخبرات لتطوير مهنة الإدارة، فقد أنشأت الجمعية السعودية للإدارة بتاريخ 17-7-1400 هـ، لتملأ مثل هذا الفراغ في البيئة الإدارية بالسعودية.
وقد تشرفت بحضور الاجتماع الأول الذي عقده سموه للجمعية بعد توليه منصب الرئيس الفخري في مجموعة البيان القابضة، وبرعاية كريمة من صاحب المجموعة رجل الأعمال محمد الحماد الذي تم انتخابه نائباً للرئيس الفخري، وعقد سمو الأمير سعود مؤتمراً صحفياً هاماً، حضره عدد كبير من رجال الصحافة والإعلام، وتحدث فيه سموه عن رسالة الجمعية والخطوات التطويرية التي يسعى لتحقيقها في المراحل القادمة للجمعية، بعد أن جاء خلفاً لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد - حفظه الله - الذي كان رئيساً فخرياً للجمعية في فترة ماضية، فهو خير خلف، لخير سلف.
ثم يأتي القرار الجديد باختياره رئيساً فخرياً للجمعيات التعاونية، التي هي الأخرى تحمل مزيداً من العطاء لهذا الوطن المعطاء، ويأتي الاهتمام بهذه الجمعيات لتشكل لبنة مهمة في بناء مؤسسات المجتمع المدني التي بدأت تنتشر بشكل كبير في وطننا الغالي، وهو يواكب التجديد والتحولات التي يعيشها العالم من حولنا، فنحن جزء من هذا العالم.
ونحن على ثقة كبيرة بما سيقدمه سمو الأمير سعود بن سلمان، من بصمة هامة، وإضافة كبيرة لهذا القطاع الهام، بعد أن شهد توسعاً كبيراً في الفترة الأخيرة.
نسأل الله التوفيق والسداد لسموه الكريم، ومزيداً من العطاء لوطننا الغالي.