الحوثيون ينافسون «داعش» و«القاعدة» في اعتقال المواطنين وطلب فدية من أهاليهم للإفراج عنهم ">
الجزيرة - خاص:
لا تختلف جماعة الحوثي عن تنظيم «داعش» في شيء، فجميعهم يدعي التدين ويمارس على الأرض عكس ما يدعي من أقوال. فإلى جانب تشويه هذه الجماعات المتطرفة لسمعة الإسلام ولمعانيه الإنسانية النبيلة، يمارس أعضاؤها في عدة دول عربية وإسلامية عمليات القتل والخطف والنهب والسرقة دونما أي اعتبار لأخلاق المسلم الذي يحترم دم أخيه المسلم وماله وعرضه وفقاً لتعاليم الدين الحنيف.
ودخلت جماعة الحوثي على خط ممارسات «داعش» و «القاعدة» في عدد من الدول العربية التي تنشط فيها هذه الجماعات الإرهابية ، حيث تقوم بخطف المواطنين البسطاء بتهم أغلبها اعتباطية ولا أساس لها من الصحة، ومن ثم تطلب «فدية» من أهاليهم وذويهم مقابل الإفراج عنهم.
أحد المقربين من أحد المعتقلين في سجون الحوثيين بمحافظة إب اليمنية ويدعى (م. ج) أكد لـ»الجزيرة» أن أحد قيادات الجماعة الحوثية في المحافظة طلب منهم مبلغ مالي مقابل الإفراج عن قريبهم الذي اختطف قبل أسابيع بتهمة أنه ينتمي لـ»داعش» التي تقول جماعة الحوثي أنها تحاربها في اليمن.
المواطن اليمني الذي رفض الإفصاح عن اسمه لدواعي أمنيه قد تصيبه هو أو قريبه الذي مايزال معتقلاً في أحد السجون السرية لدى الجماعة منذ حوالي شهر، أوضح أن والدة المعتقل تبكي كل ليلة وتحاول مع أقربائها البحث عن مخرج لابنها الذي يبدو أشبه برهينة لدى عصابة الحوثي، مبيناً أنهم ظلوا يبحثون عن مبالغ مالية يجمعونها ويدفعونها لأحد قيادة الحوثي الذي طلب للإفراج عنه، ما يزيد عن سبعمائة ألف ريال يمني، بما يعادل ثلاثة عشر ألف ريال سعودي.
وبالنسبة لأسرة يمنية معدمة لا تمتلك قوت يومها يعد هذا مبلغاً كبيراً، خصوصاً بعد أن توقفت الحياة وتجمدت فرص العيش مع انقلاب جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع صالح على حكم الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي مطلع العام الجاري.
ومارست الجماعة بحق اليمنيين كل أنواع العنف والقتل والتشريد والخطف والاعتقال فضلاً عن أعمال النهب والسرقات تحت تهديد السلاح، بحيث تشير معلومات إلى أنها تتزايدت بشكل ملفت مؤخراً، حيث تبدو بعضها كنوع من أنواع الفدية التي يدفعها مواطنون للإفراج عن ذويهم المعتقلين وتبدو في حقيقة الأمر كمصدر تمويل لأنشطة الجماعة بعد أن أسهم التحالف العربي بقيادة السعودية في محاصرة الحوثيين وقوات صالح ومنع دخول أي دعم مادي أو عسكري.
ولم يستبعد مراقبون محليون أن تكون جماعة الحوثي قد اتجهت نحو هذا الإجراء بهدف البحث من مصادر تمويل تمكن الجماعة من مواصلة مشوارها في السيطرة على مقاليد الحكم في البلاد. لكن آخرين ذهبوا إلى أنها ستؤدي حتماً إلى زوالها بعد أن اتجهت للعمل كعصابة دموية تدعي التدين وتمارس على الأرض كلما يقتل الإنسانية ويشوه الإسلام.
قال الكاتب والمحلل السياسي محمد الصالحي لـ»الجزيرة»: إن هناك توثيق بالعشرات لمعتقلين تم الإفراج عنهم من قبل مليشيات الحوثي بعد أن دفعوا مبالغ مالية طائلة، منوهاً بأن جماعة الحوثي تطلب من المفرج عنهم ومن أهاليهم عدم ذكر ذلك للإعلام وإلا فإن مصيرهم سيكون أسوأ.
وأوضح الصالحي وهو رئيس تحرير موقع «مأرب برس» الإخباري إنه مطلع على قضية لأحد معاريفه ممن يعملون في معمل لصياغة الحلي والذهب وسط صنعاء، وقد تم مداهمة المعمل واعتقال كل من فيه بحجة أنهم «دواعش» لكن بعد مفاوضات دفع القائمون على المعمل ما يقدر بـ10 مليون ريال يمني وتم الإفراج عنهم. وذكرت مصادر خاصة لـ«الجزيرة» إن مليشيات الحوثي تعتمد على مداهمة مباني ومنازل لنهبها أو تفجيرها ومن ثم يدخلون بمفاوضات مع أهاليها ويتوقفون عن تفجيرها مقابل مبالغ مالية طائلة، كما حدث لعدد من منازل المواطنين في محافظات إب وصنعاء وذمار. ويصف مراقبون هذه الأعمال بالإجرامية والتي تساوي جماعة الحوثي بكل جماعات العنف في العالم، حيث استخدمت داعش والقاعدة طريقة «الفدية» للتكسب الحرام. وتباينت القراءات والتحليلات حول نقاط إلتقاء جماعة الحوثي ببقية الجماعات المتطرفة والعنفية في العالم، إذ أكدت بعض القراءات على أن تواجد الحوثيين أسهم بشكل كبير في إيجاد جماعات متطرفة مماثلة أيضاً. وعلى مستوى اليمن وتواجد جماعة الحوثي في الشمال وبعض الجماعات المتطرفة في الجنوب، قال الكاتب والمحلل السياسي حسين الوادعي أن صعود داعش نتيجة منطقية لصعود الحوثيين وليس العكس. وقال الوادعي في منشور له على صفحته على الفيسبوك: إن تمدد القاعدة وداعش في الجنوب والوسط ليس ناتجا عن هزيمة الحوثيين هناك كما يحاولون أن يصوروا ، بل هو نتيجة لغزواتهم هناك. وأضاف: القاعدة موجودة في اليمن شمالا وجنوبا قبل التمدد الحوثي، لكن داعش لم تكن لتظهر أبدا لولا الحوثيين.
وأكد الوادعي أن داعش هي القاعدة بعد أن حولت عدوها من «الصليبيين إلى «الشيعة». وعدو القاعدة هو «الآخر المسيحي أو اليهودي» أما عدو داعش فهو «الآخر المسلم»، منوهاً أن عدو الحوثيين ليس اليهود أو أمريكا كما يزعمون ولكنه «الآخر المسلم».
من جانبه، يخالف المحامي والمحلل السياسي فيصل المجيدي رأي من شبهوا مليشيا الحوثي بداعش والقاعدة، قائلاً في حديث خاص لـ»الجزيرة»: أستطيع أن أقول إن جماعة الحوثي متقدمة بمراحل على جماعات داعش والقاعدة وبوكوا حرام وجيش الرب والمافيا أيضا. وعلل المجيدي ذلك بسبب ما تقوم به من تفجير لمنازل الخصوم وبها أطفال كما حصل في صعده، عندما فجرت منزل الحبيشي بسبب مناصرته حينها للدولة وبداخل منزله ما يقارب 13 طفلا وامرأة تناثرت أشلاؤهم في الأرض دون رحمة كما أنها فخخت جثث الأطفال وكذا جثث القتلى سواء من المقاومة أو من قتلاها حتى تقتل من سيسعى لدفنها.
ولم ينس المجيدي الإشارة إلى أن موضوع أخذها الفدية من أهالي المعتقلين والأسرى يعد نظاما ريعيا تكسبيا من الحرب ورثته جماعة الحوثي من التتار، وكان مؤسسه في اليمن الهادي بن الحسين عندما دخل صعده عام 284 هجرية، وبالتالي لا تزال هذه الممارسات الإجرامية مغروسة في أتباعهم حتى اللحظة.