الأصبحي: ميليشيات الحوثي وصالح تتعمد الإصابة المباشرة للمدنيين بقذائف الدبابات والهاون ">
تعز - بشير عبدالله:
في ظل تصاعد حدت المواجهات في عدد من المحافظات اليمنية وبخاصة ما تشهده محافظة تعز من مواجهات عنيفة بين مليشيات الحوثي وصالح من جهة والمقاومة الشعبية وقوات الجيش الموالي للشرعية من جهة أخرى تعيش الطفولة في اليمن وضعا إنسانيا كارثيا بكل المقاييس ، ففي كل يوم نسمع عن مأساة جديدة لأطفال اليمن تتفاوت بين قتل وتشريد ومعاناة دون أن يحرك الضمير الإنساني أي ساكن لإنقاذ أطفال اليمن مما يعانونه .. كل يوم يعيش أطفال اليمن مأساة جديدة وتُسمع لهم صرخات وصيحات مدوية لكن لا حياة لمن تنادي .
( أريد اخوتي .. أريد أمي ) صرخات أطلقها أطفال تعز خلال الأسابيع الماضي، تروي مأساة أطفال يخطفهم الموت دون رحمة، وآخرين يعيشون معاناة وألم وحسرة وقهر وحرمان .. إنها صرخات تروي تفاصيل قصص لا تنتهي لمعاناة أطفال اليمن .. أطفال تتجدد معاناتهم يوميا ، يقتلون بدم بارد على يد ميليشيات الحوثي وصالح بقذائف الموت التي يطلقونها عمداً على الأحياء السكنية بتعز .. ( أريد أخوتي ) صرخة مجلجلة سمع صداها كل فرد حر وصاحب ضمير حي .. صرخة طفل حزين مقهور .. صرخة طفل يبكي أخويه (طلال وإيهاب علي قايد قاسم) اللذين قتلتهما إحدى قذائف الموت بحي صينة بتعز، الطفل يصرخ ويقول ( أشتي أخوتي ) بمعنى (أريد أخوتي) ، صرخات ما يزال صداها يُسمع في ضمائر كل الأحرار حتى اليوم .. صرخات نعيد التذكير بها رغم مرور أسابيع عليها لعلها تيقظ الضمير الإنساني وتُذكر من نسيها بأن أطفال اليمن ما يزالون يعيشون مآسي متتالية ويقتلون كل يوم على يد الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح في مدينة تعز وفي غيرها من مدن ومناطق اليمن .. ( أريد أخوتي ) هي صرخة طفل مكلوم على فراق أخويه اللذين خطفهما الموت من أمامه بشظايا قذيفة أطلقتها ميليشيات الحوثي وصالح .. وظل يكررها وهو يلحق بجثتي أخويه التي حُملت إلى إحدى مستشفيات مدينة ( تعز ) وصراخه لا يتوقف ( أشتي أخوتي ) ، فكانت صرخته مدوية تهتز لها القلوب وتدمع لها العيون ، علها تصل مسامع أخويه القتيلين فيرثيان لحاله ويعودان إليه ليلعبا معا ويمرحا مجددا ، بكاء لا يتوقف ، وحزن يخيم على الجميع ، الطفل يصرخ متشنجا وهو ينظر إلى جثتي أخوته المسجاة بداخل ثلاجة الموتى بإحدى مستشفيات تعز ، فيغمى عليه ليرشه من حوله بالماء ، فيصحو مجددا ويطلق صرخاته من جديد ، هكذا هو الحال في تعز وفي كثير من مناطق اليمن التي يوجه الحوثيون وقوات صالح فيها نيران مدافعهم على الأحياء السكنية مستهدفين عمدا الأطفال والنساء .. ( أريد أخوتي ) لم تكن الصرخة الأولى ولن تكون الأخيرة لأطفال اليمن طالما والميليشيات الانقلابية ما زالت تعيث في الأرض فسادا ، إنها صرخة للضمير الحي نذكر بها لتظل قضية هذا الطفل وغيره من أطفال اليمن الأبرياء حية لا تموت.
وفي مكان آخر في مدينة تعز ، سمعت أيضا صرخة أخرى (أريد أمي ) أطلقتها الطفلة شهد عبدالإله الشراعي والدمع يذرف من عينيها بغزارة دون توقف وكأنه نبع يروى ظمأ جراحها .. شهد تصرخ ولسان حالها يقول ( أريد أمي ) تناشد من حولها بأن يعيدوا إليها أمها التي قتلتها قذيفة أطلقتها الميليشيات على حي الصميل بتعز .. أم « شهد» قتلت بقذيفة عندما كانت تعتزم إدخال دبة الماء إلى داخل منزلها والتي كانت قد جلبتها ووضعتها عند مدخل الدار لتستريح برهة وتستعيد أنفاسها بعد رحلة عناء ومشقة في جلب الماء. « شهد « تبكي بحرقة وألم وهي تشاهد أمها تلفظ أنفاسها الأخيرة غير مصدقة حقيقة ما تراه .. « شهد» تبكي وتصرخ ( أريد أمي ) بعد أن خطفها الموت من أمام أعينها دون رحمة ، « شهد « تبكي كما يبكي كل يوم مئات الأطفال لفقدان أم أو أب أو أخ أو صديق ، تبكيها بحرقة وألم متسائلة ماذا يريد الحوثيون وصالح منا ، كل يوم تسقط على الأحياء السكنية بتعز قذيفة فتخترق جدران وتقتل النساء والأطفال بدون ذنب اقترفوه .. « شهد « تصرخ وتقول ليش يقتلنا الحوثيون ، أيش يشتوا مننا يقتلونا بالقذائف وكأننا حشرات لا بشر .. « شهد « وهي تقف إلى جوار أبيها وجثمان أمها مسجى بجوارهما وكلاهما يبكي بحرقة وألم وكلا منهما يواسي الآخر في مصابه تتساءل « ليش قتلوا أمي ، أيش سوت بهم ؟! « والأب صامتا لا يدري ماذا يقول لابنته .. إنها حالة مأساوية ومعاناة يعيشها أطفال اليمن كل يوم .
محسن أمين من أبناء تعز يقول « اليوم تعز تصاب في مقتل بقذائف الحوثيين وقوات صالح التي تحصد في كل لحظة العشرات من النساء والأطفال وهم في بيوتهم آمنين ، أبناء تعز يُقتلون ولا نجد من ينقذهم أو يحرك ساكنا لإنقاذهم ، متى ستتوقف هذه الحرب ونعيش في بيوتنا آمنين « .
ويقول أسامة سعيد الشرعبي « الحوثيون وقوات المخلوع ترتكب كل يوم في تعز مجزرة ، وكل يوم نشاهد مأساة ، أين المجتمع الدولي ، أين المنظمات الحقوقية وأين الإعلام ليفضحهم ويكشف عن جرائمهم « .
وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي على إثر هاتين الجريمتين ، بعث رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون اطلعه فيها على الأوضاع الإنسانية الكارثية في تعز ومعاناة المدنيين جراء استمرار الجرائم الممنهجة لمليشيات ( الحوثي و صالح ) ضد المدنيين , كاشفا عما تعانيه مدينة تعز جراء القصف و الحصار المستمر عليها منذ ستة أشهر.
معتبرا أن العملية الممنهجة التي تستهدف المدنيين في تعز من قبل مليشيات صالح و الحوثيين جريمة ضد الإنسانية ، فقد تعمدت الإصابة المباشرة للمدنيين عبر توجيه قذائف الدبابات و الهاون على الأحياء السكنية المكتظة و التي ليس فيها أي نشاط عسكري ، حيث يسقط كل يوم المزيد من الضحايا خاصة الأطفال و النساء .
معربا عن ثقته بدور الأمين العام للأمم المتحدة الفعال و الأساسي في واقع حقوق الإنسان وفي الوقوف ضد الانتهاكات الجسيمة و الخطيرة للقانون الدولي الإنساني .