غدير عبد الله الطيار ">
لا شك أن اهتمام دولتنا الحبيبة بالأسرة، كونها أساساً لوحدة المجتمع شيء جميل، والأجمل من ذلك تحلي الأسرة بالوحدة والاستقرار، حيث يكون أثر ذلك قوياً وواضحًا وأساسيًا لرفعة المجتمع السعودي، ولا يخفى على الجميع ما للأسرة من دور كبير في جودة التربية والتعليم، ولا أحد ينكر دور الأسرة القوي في بناء شخصية التلميذ وتهذيب أخلاقه، بل إنها المحصن الأول والمؤثر القوي على معتقداته وأفكاره التي تجول بخاطره.. وقديماً قال الشاعر العربي:
بأبه اقتدى عدي في الكرم
ومن يشابه أبه فما ظلم
فاستقامة التلميذ أو انحرافه مرده إلى التربية التي يتلقاها في أسرته ويراها سارية في بيته، وفي الحديث المشهور عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يُولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه...) رواه البخاري ومسلم.
لذلك جاء احتفال المملكة بيوم الأمان الأسري يوم الأربعاء الموافق 18 نوفمبر بأجواء تعطرت بحلو الكلام وجمال الأسلوب والحرص من الجميع على السعي من أجل الوصول إلى الهدف الأسمى، ألا وهو مجتمع بلا عنف وأسرة آمنة، ومما زاد الأمر جمالاً كلمات صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وزير الحرس الوطني التي أثّرت بالجميع وأسعدتهم، مستشعرين أهمية البرنامج ويزيد الأمر روعة كون هذا الاحتفال بناء على الأمر السامي لهذا البرنامج الوطني الذي يهدف إلى حماية الأسرة من العنف، مما يدل على حرص ولاة أمرنا بالأسرة وبنائها، حيث اكتملت استعدادات الوزارات الحرس الوطني (الجهة المنظمة)، التعليم، الداخلية، العدل، الشؤون الاجتماعية، الثقافة والإعلام، الخارجية، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهيئة حقوق الإنسان، وتكاتفت من أجل تأكيد دور الأسرة في نبذ العنف والإرهاب، وتعزيز الأمن والطمأنينة داخل الأسرة، وذلك لكونها النواة الحقيقية لتكوين المجتمع وبناء الأجيال القادمة، لذلك لا بد من الوقوف على أسباب العنف التي تؤثر على المجتمع والأسرة والتي يمكن تلخيصها في التالي:
أ - ضعف الوازع الديني وسوء الفهم.
ب - سوء التربية والنشأة في بيئة عنيفة.
ج - غياب ثقافة الحوار والتشاور داخل الأسرة.
د - سوء الاختيار وعدم التناسب بين الزوجين في مختلف الجوانب بما فيها الفكرية.
هـ - ظروف المعيشة الصعبة كالفقر والبطالة.
كل هذه الأمور مجتمعة تؤدي إلى ظهور العنف بشكل كبير، لذلك وجب العمل من أجل القضاء على تلك الظاهرة لذلك تكاثفت الجهود وتشاركت من أجل الأمان الأسري في داخل الأسرة، فكان لوزارة التعليم دور في المشاركة في البرنامج الوطني المهم من حيث توجيه وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل وحرصه على تفعيل البرنامج لننشئ جيلاً نفخر به محباً لوطنه يسوده الأمن والأمان، فكانت تلك التوجيهات ومباشرتها من قِبل الوزارة ودعوة الجامعات السعودية لإرسال وفود طلابية لحضور الندوة التي يقيمها برنامج الأمان الأسري الوطني تحت عنوان «دور الأسرة في نبذ العنف والإرهاب»، وتقديم مبادرات تساهم في تعزيز دور الأسرة في التصدي للفكر الضال ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، وعرض أبرز هذه المبادرات ضمن فعاليات الندوة.
مشاركة منسوبي وزارة التعليم، والقائمين على البرنامج الوقائي الوطني للطلاب والطالبات (فطن)، ومديري المدارس بمنطقة الرياض في ندوة يوم الأمان الأسري.
) فعاليات مختلفة تنظمها الجامعات السعودية بمناسبة يوم الأمان الأسري.
) فعاليات مختلفة في مدارس التعليم العام في كافة مناطق المملكة حول «دور الأسرة في نبذ العنف والإرهاب»، يشارك فيها الطلاب والطالبات وأولياء أمرهم.
) تنظيم فعاليات بمناسبة يوم الأمان الأسري للطلبة المبتعثين وأسرهم من قبل الملحقيات الثقافية والأندية السعودية في الخارج بالتعاون مع وزارة الخارجية.
جميل أن نحقق هذا الهدف، وأن نسعد بأجيال تتمتع بالاستقرار والطمأنينة في حياتها.. دمت يا وطني شامخًا.