ناصر بن فريوان الشراري ">
لو سألت الصغير فينا عن حب هذا الوطن لأجابك بترانيم الخلود منشداً: (سارِعي للمَجْدِ والعَلْياء.. مَجّدي لخالقِ السّماء.. وارفعي الخَفّاقَ أخضَرْ.. يَحْمِلُ النُّورَ المُسَطَّرْ.. رَدّدي اللهُ أكْبَر يا مَوطِني.. موطني عِشْتَ فَخْرَ المسلمين.. عاشَ الملِكْ للعلمْ والوطنْ).
فحُب وطن يحتضن الحرمين الشريفين واجبٌ شرعي على كل مسلم فما بالك بأبنائه البررة الكرام الذين تربوا على قيمه الإسلامية السمحة وعاشوا بنعمائه، يلتحفون سمائه الصافية التي لم يشوبها كدر ويفترشون أرضه الحانية الرحيمة، ويحسون بفيض هباته ومكرماته التي تعزهم عمن سواه بحبه لهم وحبهم له، فمواطنيه منذ الأجداد بقيادة البطل المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وهم يعيشون بنعمة الأمن والأمان ورغد العيش والرفاه في زماننا هذا ولله الحمد والمنة. وهذه النعمة المحسود عليها كل مواطن سعودي تتطلب منا أن نكون واعين مبصرين فطنين يقظين لكل ما يحاك لنا في الليل والنهار للنيل من وحدتنا وسلامة أمننا.. فهنالك من يحيك المخططات ضد بلادنا هذه لجعل إنسانها في جحيمٌ مقيم، وهدفهم تمزيق الأمة والقضاء على شعب هذه الأرض الطيبة المباركة وذلك إنطلاقاً من عقائدهم الشيطانية الشريرة تقرباً منهم إلى الله حسب ما تمليه عليهم عقيدتهم التي تحثهم على قتل كل من ينتمي لبلاد الحرمين الشريفين «المملكة العربية السعودية» -حماها الله-.
فهؤلاء الأنجاس الغادرين الأنذال وإن تجردوا من الإنسانية بقتلهم أحد أبناء الشمال من بلادنا العزيزة وهو رجل الأمن البطل الشهيد محارب اللهيبي الشراري أثناء قيامه بواجبه الديني قبل أن يكون واجباً وطنياً، فعندما تسيل دماء أبناء الشمال على ثرى بلادنا بالشرقية وأيضاً عندما تسيل دماء أبناء الجنوبية والغربية هناك، فهذه الدماء الزكية الطاهرة لشهدائنا الأبرار إنما سالت للدفاع عن بلاد الحرمين الشريفين وهذا هو الشرف الأقدس والأكبر والأعظم عند الله -عز وجل-، فأبناء هذا الوطن من الشمال ومن الجنوب ومن الغرب ومن الشرق يحاربون على جبهات الجهاد في الجنوب للذود عن حياض هذه البلاد الطاهرة وفي الداخل يقومون على حفظ الأمن في منطقة قام ثلة قليلة منها خارجون على القانون باعوا أنفسهم وولائهم لدولة إيران الفارسية المارقة الخارجة على القانون، وإيران ومن يقودها من بني «صفيون» لا يهمهم أن تكون شيعياً أو سنياً فأنت في نظرهم عربي حقير وضيع عندما تنقاد لهم ويستعملونك لأغراضهم الشريرة لهدم أمتك العربية، هم يستصغرونك ويعتبرونك في قرارة أنفسهم وضيع صغير عميل تُستغل وتُستعمل من قبلهم لتحقيق مآربهم وأهدافهم ورغباتهم ليكونوا هم الأسياد وهم حينذاك لن يفرقوا ما بين مذهب شيعي أو سني فقط يرون العربي بعين مُستصغرة واحدة.
نعم قدمت الشمال وتحديداً منطقة الجوف من أبنائها محارب الشراري شهيداً يذود عن ثرى أرض وطن الأجداد وسوف تقدم ولن يتوانى الشماليون وكل أرجاء الوطن في تقديم كل أبنائهم إن لزم الأمر خدمةً لبلادهم بلا الحرمين الشريفين ولمليكهم مليك العز والفخر والإباء، ملك الحزم والعزم الملك الشجاع سلمان بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده الأمين وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ولسمو ولي ولي عهده الأمين وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله جميعاً-.
فوالله لو نموت جميعنا واحداً تلو الآخر فداءً لهذا الوطن لن نتوانى ولن نتأخر في الدفاع عنه والذود دون أرضه الطاهرة العزيزة وإن مات منا «محارب» فهنالك ثلاثون مليون «مُحارب» يفتدون بأرواحهم بلاد الحرمين الشريفين.. (فوطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه).