ضرورة قيام العلماء والدعاة في تفنيد حجج المنحرفين والرد عليهم وتحذير الشباب من الانخداع بهم ">
الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكّدت دراسة علمية الأهمية الكبيرة لوسائل الإعلام في توعية الناس بمخاطر الأفكار المنحرفة في باب الجهاد، وتحذيرهم من الأسباب التي أدّت إلى ذلك من خلال اللقاءات والمقابلات مع العلماء والدعاة والخبراء وكذلك مع بعض المتراجعين عن هذه الانحرافات. كما أنّ الصحافة المقروءة لها أثر واضح في المقالات المنشورة التي تتناول الشبه وترد عليها. ومن خلال إبراز الآثار السيئة لهذه الأفكار.
وناشدت الدراسة الحديثة التي قام بها الأستاذ الدكتور سليمان بن صالح الغصن أستاذ العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعنوان: (أسباب الانحراف في مفهوم الجهاد ووسائل علاجه) العلماء القيام بواجبهم في تفنيد حجج هؤلاء المنحرفين والرد عليها، وكشف شبهاتهم، وبيان تهافتها، وقيام الدعاة بتحذير الناس، لاسيّما الشباب من الانخداع بشبه هؤلاء المنحرفين أو الاستماع لأقوالهم، وحرص أولياء الأمور على أولادهم، والاهتمام بتوجيههم الوجهة الحسنة، والقرب منهم، ومحاورتهم، والتعرف على جلسائهم واهتماماتهم وقراءاتهم، وتحذيرهم من الأفكار والآراء المنحرفة في هذا الجانب وفي كل الجوانب.
وشدّدت الدراسة على أهمّيّة وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها من أقوى المؤثرات التي ينفذ المنحرفون إلى قطاع الشباب ويبثون أفكارهم وشبهاتهم من خلالها، لذا فإن من الأهمية بمكان أن يحرص الدعاة والجهات المسئولة على الدخول في هذه الوسائل والمشاركة فيها لرد شبهات أولئك المنحرفين، وتحصين الشباب عن التأثر بها. ويحسن التنبيه إلى أن المشاركات والردود ينبغي أن تتصف بالتأصيل الشرعي، والإقناع العقلي، واستيعاب الخلفيات الفكرية والمنهجية للمستهدفين، كما يتأكد أن تتسم بالهدوء وإظهار الشفقة والبعد عن الردود المتشنجة والاتهامات المباشرة التي لا تزيد المنحرفين إلا بعداً ونفوراً وغلواً وإصراراً.
ونبّهت الدراسة بضرورة الإشادة بالمتراجعين عن تبني الأفكار المنحرفة فيما له علاقة بالجهاد، وإبرازهم لتقديم تجربتهم ونقدهم للمظاهر المنحرفة في هذا المجال، مع تتبع ما يطرحه المنحرفون من مسائل وشبهات في باب الجهاد وتأليف الكتب والرسائل والمطويات في الرد عليها، وإقامة المحاضرات وعقد الندوات واللقاءات التي تعالج المفاهيم الخاطئة في الجهاد وتطبيقاته المنحرفة، والحذر من إنكار المفاهيم الشرعية للجهاد، أو محاولة تجاهلها أثناء الرد على المنحرفين لكونهم أخطأوا في تطبيقها.
وطالبت الدراسة تضمين المقررات والمناهج والخطط الدراسية موضوعات تؤسس الرؤية الشرعية الصحيحة لشريعة الجهاد، وتحذر من المفاهيم الخاطئة، والاهتمام بالمحاضن التربوية وتكثيفها بما يشبع اهتمامات الشباب ويشغل أوقاتهم بالنافع لهم في دينهم ودنياهم، وإشاعة العمل التطوعي من خلال المؤسسات التي ترعاها الدولة لإدماج الشباب في خدمة مجتمعهم ووطنهم، بما يسهم في إبعادهم عن العزلة التي قد تكون مصيدة لهم من قبل شياطين الإنس والجن، والقضاء على المنكرات الظاهرة التي تصادم قطعيات الدين، وتسخر من شعائره، وتستهزئ بأهله، سواء عبر وسائل الإعلام أو غيرها، تلك المظاهر التي تستفز كثيراً من الناس لاسيما بعض الشباب المتحمس الذي قد تسبب لديه هذه الأمور ردة فعل فيقوم بتصرفات غير محسوبة، وبأفعال غير مشروعة، ويجد من يسوغها له من أرباب تلك الأفكار المنحرفة، مع السعي في نصر المظلومين، وإغاثة الملهوفين، قدر المستطاع، وإعلان ذلك، فهذا مع كونه من الواجبات الشرعية، فإنه مما يخفف الاحتقانات التي يعيشها بعض الشباب ويعين في تعديل نظرتهم لبلادهم وولاة أمرهم.
وأكّدت الدراسة إلى أنّ مما يعالج هذه المشكلة عالمياً أن تكف الدول الكبرى عن تدخلاتها في بلاد المسلمين، وعن سياساتها الظالمة التي تكيل بمكيالين، وأن تحترم خيار المسلمين في إقامة دينهم، وممارسة شعائرهم دون وصاية من أحد عليهم.
جديرٌ بالذّكر أنّ الدراسة استعرضت أبرز أسباب الانحراف في مفهوم الجهاد وتطبيقاته، كما تم الرّد بإيجاز على أهم الشبه والمفاهيم المغلوطة التي كانت سبباً في تلك الانحرافات.
وإن علاج انحراف المفاهيم في الجهاد يتلخّص في إزالة تلك الأسباب، وكشف تلك الشبهات، ورد الحجج والأفكار الواقعة بأسلوب علمي، وحجّة مقنعة، وصبر ومصابرة.