العشق الدمشقي ">
من أين أبدأ رحلتي يا شامُ؟
ودروبنا تجتالها الأوهامُ
ما رف في عيني سواكِ ولم أبِتْ
إلا وفي صدر الغرام سهامُ
يا شام تخدعنا عيون بدورنا
عامان لم يُبعث بهنّ تمامُ
كنا نحب الآه فرط جنوننا
والحب أصدق ما بهِ الآلامُ
يا شام في صدري تسير قوافلٌ
صوب البعيد تحثها الأحلامُ
وأنا وقفت وفي الطريق منائرٌ
دلّت عليكِ وليس لي أقدامُ
يقتات من صبري البكاء فأنثني
وعلى الخدود لواعجٌ وسقامُ
وأملّ من شِعري فأشرب حبرهُ
وتعافني فرط الأسى الأقلامُ
إني لأسأل بعد كل عذابنا
هل خان قلبي أم هي الأيامُ؟
يا شام من أفتى لمن سرقوا الهوى
نفي المحب عن الحبيب حرامُ؟
ما زلت أذكر يوم كان وداعنا
والآن مرت بالأسى أعوامُ
قلنا لكف الدهر ألف قصيدةٍ
لو كان ينفعنا هناك كلامُ
والآن تجمعنا الليالي خلسةً
والبدر لاهٍ والأنام نيامُ
عودي فقد رحلت إليك حمائمي
والحب في شرع السماء حمامُ
أدري بأنكِ لستِ من طلب النوى
لكن سنرجع رغمهم يا شامُ
وسيلتقي النُوار شوقًا بالندى
وتسير بين بيوتنا الأنغامُ
وسترتدين من الثياب بياضها
وتضمنا بعبيرها الأنسامُ
يا شام رغم البعد رغم جراحنا
ما زال فينا للبقاء غرامُ..
- عبد الله محمد العنزي