معاذ العامر ">
بحكم عملي سابقًا في الصين لأكثر من أربع سنوات 2008 - 2012 في العاصمة الصينية بكين ومنها مسؤولاً متعاونًا للشؤون الثقافية والإعلامية بالملحقية الثقافية.. والتحقت بدراسة الدكتوراه بجامعة بكين للدراسات الأجنبية وكان موضوع الرسالة العلاقات السعودية الصينية..
فانهمكت بالقراءة والاطلاع عن التاريخ الصيني وعلاقته السياسية والاقتصادية والثقافية بالوطن العربي..
فكان يتردد علي كثيرًا طريق الحرير.. هذا الطريق الذي اختار أجمل اللباس له اسمًا فكان اسمًا رقيقًا يدل على العاطفة والعلاقات الحميمة لهذا الطريق فكان عبارة عن عدة طرق مترابطة بين المدن والدول تسلكه القوافل السيارة والسفن البحارة ويتألف من طريقين: طريق بري وطريق بحري.. فالطريق البري يصل إلى روسيا وما ورائها والطريق البحري يربط المحيط بالمحيط وكان البحارة الصينيون اتخذوا من عمان الديلمون وعدن اليمن مرسى لسفنهم ودخول الحضارة الصينية للجزيرة العربية عبر اليمن وعمان. وبفضل طريق الحرير، نُشرت صناعة الورق، وفن الطباعة، والبارود، والبوصلة من الصين إلى أوروبا عبر المنطقة العربية. بينما دخلت من خلال هذا الطريق إلى الصين علوم الفلك، والتقويم، والطب، والأدوية العربية، الأمر الذي عزز الحضارة الإنسانية بإسهام الجانبين الصيني والعربي.. واندثر الطريق بعد ويلات القراصنة والحروب.. لقرون.
وقد طرحت الحكومة الصينية مؤخرًا فكرة إنشاء طريق الحرير الجديد لتستطيع الوصول إلى الشرق الأوسط بأسرع الطرق وتغطية قوافلها البحارة لجميع الموانئ بالعالم وتعزيز اقتصادها العالمي وتبادل المنافع مع جميع بلاد العالم..
والمملكة العربية السعودية وبحسب حنكتها السياسية والاقتصادية ستعمل على تعزيز علاقتها بالتنين الصيني عبر طرق كثيرة ومنها طريق الحرير الصيني فلو تم افتتاح قناة بحرية جنوب المملكة العربية السعودية سترسو السفن الصينية بموانئ هذه القناة وتنتقل عبر الخليج العربي والبحر الأحمر لجميع دول الخليج وإفريقيا..
وطريق الحرير سيكون طريقًا تتبادل فيه أنواع الصناعات والمنتجات وسيبادر الصينيون بدخول الأسواق العربية والخليجية والسعودية ليس بمنتجاتهم فقط بل بتبادل المصالح كان تبني المصانع وتستثمر بالدول وتصدر إلى بلاد الصين ما تنتجه وتستفيد الدول بهذا التبادل فالصين بحاجة ماسة لتعزيز اقتصادها الذي يستفيد منه ما يزيد على المليار وثلاثمائة مليون نسمة ونحن نمتلك مساحات شاسعة من الأراضي وخيرات نحتاج إلى إنتاجها واستثمارها..
فشكرًا خادم الحرمين على ما دعا له مجلس الوزراء من تكليف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان للتفاهم مع الصين بإعادة طريق الحرير ولكن بالحرير الأخضر علم المملكة العربية السعودية..
- مهتم بالشأن الثقافي الاقتصادي الصيني