ثلوثية محمد المشوح تستعرض مآثر وذكريات الدكتور عبدالعزيز الخويطر ">
الجزيرة - وهيب الوهيبي / تصوير - أحمد يسري:
استعرضت ثلوثية الدكتور محمد المشوح مآثر وذكريات الدكتور عبدالعزيز الخويطر وزير الدول عضو مجلس الوزراء -رحمه الله-.
وسط حضور كبير من الشخصيات الأكاديمية والثقافية والإعلامية ونجله المهندس محمد الخويطر وفي مستهل اللقاء أكَّد الدكتور محمد المشوح أن احتفاؤنا الليلة هو احتفاء بالعلم والثقافة والتاريخ والوطنية التي اجتمعت في الوزراء عبدالعزيز الخويطر -رحمه الله-.
وقال: احتفاء الليلة من الثلوثية لأنه رفض واعتذر عن أي احتفاء أو تكريم أو حتى إشارة له في حياته فقد كان كما هو نزيهًا في جيبه وماله وأعماله كما كان عفيفًا عن الألقاب والمديح والثناء رافضًا لكل ذلك مقدمًا شكره للمهندس محمد الخويطر وللأستاذ حمد القاضي وللحضور على مشاركتهم في اللقاء.
وفي مداخلة للأستاذ حمد القاضي عضو مجلس الشورى سابقًا أكَّد أن لكل إنسان مفتاح أو مفاتيح لشخصيته وفي ظني أن أحد مفاتيح شخصية الدكتور الخويطر هو الصدق الذي هو جماع السجايا والفضائل إِذ كان عندما يثني على شخص يثني عليه بالصدق وكان عندما يثق لا يثق إلا بالصادق وكان عندما لا يرضى عن عمل يوجه بصدق وينقد بلطف واستعرض القاضي بعضًا من ذكرياته مع الراحل.
وقال: عندما زرته لأسلم عليه بعدما تشرفت بالثقة باختياري عضوًا بمجلس الشورى همس في أذني بكلمات من خلال تجربته العميقة كانت قبسًا أمامي خلال عضويتي وحتى الآن (يا أبا بدر: أحرص على أن تكون صادقًا في أي رأى تبديه وناصحًا لدينك وقيادتك وأبناء وطنك عندما توافق على قرار أو ترفضه فالصدق يريحك ويثمر خيرًا لك وللعمل المؤتمن عليه).
ونوه القاضي في معرض مداخلته بحسن تنظيم الدكتور الخويطر لوقته وقدراته على إدارته سر وعطائه بقدر أدائه لأعماله ومسؤولياته بكل دقة وإخلاص فقد بارك الله في وقته فهو يقوم بالواجبات الاجتماعية والقراءة وتأليف الكتب النافعة وبخاصة تلك الكتب التي خدم بها تراثنا وحسنًا في ذلك موسوعة (إطلالة على التراث) التي بلغت ستة عشر جزءًا ثم كتابه الضخم (وسم على أديم الزمن) الذي طبع منه قبل رحيله 37 جزءًا وسود منه إلى الجزء الرابع والأربعين.
وتناول القاضي موقفًا آخر مع الراحل وقال: أذكر مرة زرته في منزله -رحمه الله- وأمامه أربع حقائب كبيرة وجلس معي يتحدث وكأن ليس وراءه عمل وسألته عن هذه الحقائب وقال: معاملات الوزارات وكان وقتها وزيرًا للمعارف ونائبًا عن ثلاثة وزارات أخرى من ضمنها وزارة المالية فاشفقت عليه وحاولت أن استعجل بالخروج فأبى فقلت له: لا أريد أن اشغلك قال: بتنظيم الوقت وصرفه بما ينفع سأجلس معك ونتحدث وسأنهي هذه المعاملات بعون الله.
وأضاف: لقد كان في ظل تزاحم مشاغله يفاجئني أنه يرسل لي أحد أجزاء كتبه التي تبلغ بعضها أكثر من خمسمائة صفحة وقد كتبه بخط يده الجميل لافتًا إلى أن الحديث عن جديته وإنجازه أمر معروف لدى الكثيرين الذين عملوا معه بمختلف الوزارات والجهات إلى جانب التزامه بالمواعيد وحرصه على الاستجابة للداعي ما عدا عندما يمنعه ارتباط رسمي وروى القاضي موقفًا آخر من أحد زملائه من الوزراء وهو الدكتور مساعد العيبان أنه كان يقول دائمًا في اجتماعات اللجنة العامة أن للدولة ذمة كما للأفراد فلنبرئ ذمة الدولة كما نبريء ذمتنا.ووصف الدكتور عبدالله عسيلان الدكتور الخويطر بطيبة القلب وصفاء السريرة كرس وقته وجهده للعلم والعمل وكان الحب يفيض منه عندما يستقبل زواره وضيوفه وهو بحق شخصية علمية فريدة متعدد المواهب وعلق حمد الصغير بأن الراحل الخويطر شخصية عظيمة في أمانته وحفظه للمال العام وترك سيرة عطرة في قلوب الناس.وقال صالح المسلم إن الدكتور الخويطر من الشخصيات الرائدة في المجتمع وحاولت معه عدة مرات إجراء حوار صحفي معه إلا أنه لا يحب الظهور الإعلامي.
وأشار الدكتور عبدالله الحيدري رئيس النادي الأدبي بالرياض إلى أن الدكتور الخويطر من الشخصيات الوطنية التي ملأت السمع والبصر في عطائه الإداري والأدبي والثقافي.
شاهدته للمرة الأولى في إحدى المكتبات الثقافية يتجول في أروقتها بلا مرافق.
وأضاف: كتبت عن شخصيته بحثًا في ملتقى النص الثقافي بجدة وهو يستحق ذلك وقدم الدكتور الحيدري مقترحات أن تلخص كتبه حتى يتمكن الشخص من حفظها فهي ثروة معرفية مهمة.
وأشار سعد العليان أنه لم يزر الدكتور الخويطر إلا مرة واحدة وطلب منه مؤلفاته ووصلته بعد أسبوع عبر بريدة فيما قال عبدالرحمن الرزيقي عملت مع الخويطر في وزارة المعارف وكان يعاملنا كأصدقاء ووجدت منه الحرص على دقة العمل الإداري.
وفي ختام اللقاء تحدث المهندس محمد الخويطر عن والده -رحمه الله- وقال في هذا الصدد: والدي كان حريصًا على تنظيم وقته واستغلاله في كل ما يستحق من القراءة والعمل الإداري والتأليف ومواكب للتقنية وما يستجد منها ومحاولة تعلمها وهو إلى ذلك كان لديه جلد لا يمل ولا يضجر من كثرة الأعمال والأعباء الإدارية حريصًا على دقة الإنجاز وعدم تأجيل أي عمل.
وعن علاقاته الاجتماعية أشار إلى أنه قريبًا من العائلة والجلوس معهم وممازحة الأطفال والأحفاد وحريصًا على حضور المناسبات الاجتماعية ولم ينقطع عن جلسته الأسبوعية المنزلية رغم مرضه وكان يوجه أفراد العائلة بطريقة غير مباشرة ولم يتدخل في اختيار دراساتهم التعليمية.وكشف المهندس محمد الخويطر أن جميع مراسلاته ومذكراته وأوراقه كان مرتبة ومحفوظة ومفهرسة حتى شهاداته الدراسية في جميع المراحل التعليمية كانت محفوظة.وفي ختام اللقاء قدم الدكتور محمد المشوح درع الثلوثية للمهندس محمد الخويطر.