كتب - علي العبدالله:
كسبت شركة روتانا بتجديد تعاقدها مؤخراً مع النجمة الفنانة إليسا وكذلك الحال مع إليسا نفسها، فقد كسبت هي الأخرى في استمرارية وجودها في هذا الشركة العملاقة والضخمة بقاءها في روتانا يُعد ذكاءً منها، سيما بعد مُغادرة مجموعة من الفنانات الللاتي لهن وزنهن في عالم الغناء العربي، وبالتالي أصبحت إليسا تغرّد «وحيدة» في هذه الشركة التي لم تتأخر في تنفيذ طلبها، وتحقيق رغبتها في المبلغ المطلوب للتجديد.
دعونا نتحدث عن إليسا كحالة فنية، وعندما نقول حالة فنية، فلأنها حالة مُنفردة بالصدارة في عالم الأغنية الرومانسية، ولأنها خلقت لنفسها مساراً مميزاً ومُختلفاً منذ ظهورها، حيث تميزت أغانيها بالمفردة الرومانسية ذات الدلالات العميقة.
حضرت إليسا في وقت كان الجمهور العربي متعطشاً، بل متعطشاً جداً لهذا النوع من الأغاني التي افتقدناها كثيراً، لذلك لا نُبالغ إن قلنا إن هذه الفنانة أزاحت كُل من يُحاول مُنافستها في هذا الجانب، حتى غادر الجميع وبقيت هي في حالة تجدد مستمر.
إليسا التي كان أول إصداراتها الفنية عام 1999م في ألبوم (بدي دوب)، ثم بدأت بالانتشار والتطور حتى قدمت ألبوم (عايش لك) عام 2002م، ويُعتبر نقلة فنية إيجابية جعلت الجمهور يبحث عنها وعن أغانيها وجاءت أغنية (أجمل إحساس) التي حصدت جائزة أفضل كليب في مهرجان الموسيقى في دبي، لتكون الأغنية (القنبلة) إن صح التعبير، لأنها زلزلت مسار الأغنية الرومانسية وجعلته متوهجاً بفتيل الإبداع الذي لم ينطفئ بعد، والدليل استمرارها في الابداع.
دائماً نقول أن الأغنية هي قصة إنسانية، هذه القصة تبقى وإن طال الزمن وهذا ينطبق على أغنية أجمل إحساس التي قدمتها إليسا بإحساس عالٍ جداً، بل تميزت في أدائها حتى ظَهرت هذه الأغنية للمتلقي كحالة فنية فريدة من نوعها، وعندما نتوقف قليلاً عند كلمات هذه الأغنية نجد أن حالة الحب التي وُصفت هي حالةُ إنسانيةُ بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
اليسا حصدت ونالت مجموعة من الجوائز منذ ظهورها، لعل أهمها جائزة الموسيقى العالمية كأفضل فنانة تحصل على أكبر نسبة مبيعات في الشرق الأوسط عن ألبومي (أحلى دنيا) و(بستناك)، كما حصل ألبوم (تصدق بمين) على الألبوم الأكثر مبيعاً في شركة روتانا.
إذاً بلغة الأرقام إليسا تعتبر رقماً صعباً يصعب التفريط فيه وهذا ما فعلته روتانا، لذا سعت إدارة الشركة أن تُبقيها ضمن دائرتها، كما دخلت إليسا المجد الثقافي من أوسع أبوابه عندما جاء اسمها في كتاب (رواد من لبنان) وذلك بعد فيروز ووديع الصافي، وهذا بلا شك مؤشر إيجابي يؤكد أن هذه الفنانة كما ذكرنا سابقاً أنها حالة فنية نادرة ومتميزة.
إذاً استمرارية إليسا مع روتانا مكسب للطرفين نتيجته استمرارية في الإبداع، والكاسب الأكبر فيه هو المتلقي الذي سيستمع في عطاء هذه الفنانة الذي نتمنى أن يستمر وبلا حدود، وإليسا من مواليد 1972م برج العقرب ودرست العلوم السياسية، ولكنها لم تكمل مشوارها التعليمي الجامعي ووالدها هو الشاعر زكريا خوري.