سعد بن سليمان الفريخ ">
يكون الوعي بتوظيف ما تمت معرفته وإدراكه لتحقيق أهداف معينة بالحضور واليقظة في القول والعمل وتدرك الحالة التي أنت عليها وتعلم ما تشعر وتفكر به الآن والتيقظ لما يدور حولك والمفهوم العكسي للوعي النوم والغباء والجهل.
والتعلم بلاوعي يولد الارتباط بالمعلم والمقصود بالمعلم قد يكون شخصا إعلاميا ، سياسيا ، عالم دين ... ومهمته هو أن يضعك في قالب سواءً كان حزبياً أو جماعة أو طائفة أو حتى قد تكون فكرة ويبرمجك عليها، وهو ما ينتج عنه التبعية الفكرية التي تكون بتسليم كامل العقل، بحيث يتم تحريك التابع من قبل المتبوع فكرياً وحركياً، وقد حذرنا الله منها في قوله تعالى {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا}.
وسبب وصول المتبوع إلى هذه المرحلة غير الواعية هو ضياع رسالته في الحياة، مما يجعله يبحث عن شخص يتعلق به ليفكر تفكيره ويتكلم كلامه، سواء كان على حق أو باطل، ويبدأ يتقمص شخصيته بطريقة لا واعية, فأصبح يحمل رسالة المعلم ويؤدي دوره، وفي حال انتقادك لمعلمه ستواجه هجوما عنيفا وتبريرا واختلاق أعذار لأنه يشعر بأن هذا الانتقاد موجه إليه وليس لمعلمه.
ولتجنب البرمجة والقولبة والتبعية الفكرية علينا الالتزام بالقرآن من حيث تدبره وفهم معانيه وتلاوته واتخاذه الميزان الوحيد لجميع العلوم والالتصاق بطاقته، فهو المؤشر الأكثر وضوحاً للاستقلال الفكري وما يتوافق من الأحاديث النبوية مع القرآن، وأخذ المعلومة من مصدرها لكي لا نكون مجرد آلة نردد الكلام ولا نعرف معناه ونفكر بما يريده الآخرون. وألا يكون للشيطان مدخل علينا الذي استطاع أن يجعل الصلاة عادة والقرآن يتصفح كما تتصفح الكتب وأقنع الكثير أن القرآن صعب الفهم، وبالتالي ليس هناك حاجة لتدبره.
وطرح الأسئلة بداية إثارة العقل والطريق الأمثل للوصول لحالة الصحو التي تكون بالعيش بذكر الله في القول والعمل وتوجيه النية للتعبد لله في كل حين.