جدة - عبدالله الدماس:
استوقفت وثيقة، كُتبت باللغة الفارسية، أنظار الزائرين لمعرض «الفهد.. روح القيادة»، الذي انطلقت فعالياته مؤخراً بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة؛ إذ وُضعت تلك الوثيقة ضمن الأوسمة والنياشين والهدايا التي تلقاها الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز من مختلف زعماء وهيئات دول العالم. وكانت هذه الوثيقة قد مُنحت للملك فهد - رحمه الله - مع حصان أُهدي له من جمهورية إيران الإسلامية خلال إحدى زياراته لها. وقد تسابقت عدسات هواتف الزوار النقالة للتصوير بجوار الوثيقة، وتوثيقها كذكرى تقود إلى مدى المكانة التي صنعها الملك فهد في نفوس قادة العالم، وكسب إثرها احترامهم وتقديرهم له.
وتعبّر المحطة الثانية للمعرض التي تستضيفها منطقة مكة المكرمة بمحافظة جدة عن النجاحات المتوالية لهذا المعرض
في محطته الأولى بالرياض، وتحقيق نقل الإلهام والروح القيادية لشخصية الملك فهد - رحمه الله - إلى فئة الشباب، التي تعتبر واحدة من أهم أهداف المعرض الذي استقطب 7000 متدرب من الشباب في ورش عمل عن القيادة، إضافة إلى تبني مفهوم التعلّم بالترفيه عن القيادة لـ 3000 طفل، فضلاً عن مشاركة 100 عمل فني، عبّر فيها المبدعون عن تلك الحقبة الزمنية التي امتازت بالاستقرار السياسي والاقتصادي والأمن والبناء وتجاوز الحروب والأزمات.
كما يتناول المعرض اللحظات الأخيرة في حياة الراحل، وهي «محطة مهمة للزائرين»؛ إذ تعايش الزائرون من العوائل والأسر من داخل جدة وخارجها مع مثل هذه اللحظات التاريخية من مراسم تشييع جثمان الفقيد، والصلاة عليه، إلى جانب مقتطفات من حياة الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، والمواقف الحاسمة والأبرز، وذلك بصور ومشاهد عالية الوضوح عبر هذه الشاشات التي تستقطب لأول مرة في المعارض المقامة بالمملكة، وبتقنيات حديثة «HD» في مجال المادة المرئية.
ووقع الاختيار على منطقة مكة المكرمة لتكون المحطة الثانية للمعرض بسبب المكانة العظيمة التي حظيت بها هذه المنطقة من الملك فهد - رحمه الله -؛ كونها تضم بيت الله الحرام قِبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم؛ إذ عني الملك فهد بن عبدالعزيز بتوسعة المسجد الحرام، وتهيئة المشاعر المقدسة؛ ليؤدي ضيوف الرحمن مناسك حجهم في يسر وسهولة. كما حظيت محافظة جدة التي يقام على أرضها المعرض في عهد «الفهد» بعناية كبيرة؛ لكونها بوابة الحرمين الشريفين، والعاصمة الاقتصادية للمملكة، وشهدت في ذلك العهد الزاهر تطوراً كبيراً في جميع المجالات العمرانية والحضرية.