محمد عبدالرحمن القبع الحربي ">
لا يكاد يخلو بيت زوجي من المشاكل الزوجية والأسرية، وقد تكون تلك المشاكل ملح الحياة الزوجية كالملح في الطعام، ولكن من المؤكد أنه في حال كثرة هذه المشاكل الزوجية سوف يكون يتطور الأمر ويكون هناك شرخ عظيم في حياة الزوجين، وقد تكون تلك الحياة مهددة بالانهيار في أي لحظة، حيث يقول بعض الأخصائيون في علم النفس: دقيقة واحدة من الضحك توفر 45 دقيقة من الاسترخاء، فكم نحن بحاجة إلى ذلك عند المشاكل الزوجية فبعض الأزواج تجده مبتسماً دائماً في الشارع وفي الاستراحة مع الزملاء، وقد يكون كذلك في العمل، ولكن من المؤسف حقا حينما تطأ قدماه المنزل تتحول تلك الابتسامة إلى تكشيرة عظيمة ولا نعلم سبباً هل أنهى ما يملك من رصيد الابتسامات في الشارع؟ لماذا لا نتخذ من حياة الرسول - صلى الله عليه وسلَّم - ومعاملاته مع زوجاته مثالاً نقتدي به في جميع أمورنا مع أزواجنا ومع أولادنا. فلكي تحلو الحياة الزوجية بشكل جميل بين الزوجين لا بد من وضع درس ديني يقرآن فيه القرآن ففي ذلك تقارب للقلوب والأبدان، كما لا أنسى دور الهدية في ذلك بعد كل حين فهي مفتاح القلوب فتنبي عن المحبة فقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلَّم - : (تهادوا تحابوا) أيضاً يجب ان نضع نصب أعيننا ان الزمن لم يكن كالزمن القديم حينما يكون الصوت الأقوى هو المسيطر في المنزل، فقوة الشخصية ليس بالصراخ بل بالحكمة ولين الجانب والتغاضي ويجب ان يركز كل زوج وزوجة على عبارة التغاضي فهو فن من فنون الحياة لكي يستمر قطار الحياة، فيجب ان يكون الزوج بالفعل سانداً لزوجته وحامياً لها وذلك بالفعل وليس باللعن والطعن، يجب أيضاً على الزوج ان يراعي ويضع في مخيلته ان الزوجة تبقى إِنسانة تملك مشاعر وتحتاج إلى الدفء والحنان، ولكي تنجح الحياة الزوجية يجب على كلا الزوجين التعاهد ان يكونا كتابا مفتوحا لبعضهما البعض، وتحويل هذه الفكرة إلى أبنائهما والتربية على ذلك بعيداً عن حياة التزييف والكذب الذي حبله قصير وسوف ينكشف يوماً وهنا تنعدم الثقة.
كما يجب على الزوجين الابتعاد عن جرح المشاعر خصوصاً أمام الآخرين، فصدقوني كلمة آسف مليون مره لا تكفي من أجل التسامح بعد جرح المشاعر، وفي الختام لا تسمحوا للمشاكل الزوجية أن تغادر باب المنزل وابتعدوا عن إثارة تلك المشاكل بقدر المستطاع، فالحياة الزوجية أكبر من ذلك بكثير فهي تحمل معاني سامية وذكرى خالدة سيسطرها التاريخ في حياة الزوجين كما أن هذه الدنيا لا تساوى لحظة غضب واحدة بين الزوجين جمعهم القدر تحت سقف واحد فالجميع مسافرون عن هذه الدنيا الزائلة، فيا أيها الزوجان استمرا على نهج الرسول لتحقيق السعادة الدائمة في دنياكم. مع تمنياتي للجميع بالتوفيق.