غدير الطيار ">
لا شك بأن سلامة النظر الذهني والتدبر العقلي للوصول إلى النتائج الصحيحه بلا غلو ولا تفريط مطلب أساسي في هذه الحياة وكذلك الأمن والعيش بطمأنينة ورخاء دون خوف في ظل التمسك بتعاليم الإسلام مطلب حيوي لا يستغني عنه إنسان ولا ذي روح من الكائنات، ولأهمية الأمن دعا به إبراهيم عليه السلام لمكة أفضل البقاع:
قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} إبراهيم: 35. ولما للأمن من أثر في الحياة تعيّن على الأمة برمتها أن تتضامن في حراسته.
وهو مطلب الشعوب كافة بلا استثناء، ويشتد الأمر خاصة في المجتمعات المسلمة، التي إذا آمنت أمنت، وإذا أمنت نمت؛ فانبثق عنها أمن وإيمان، إذ لا أمن بلا إيمان، ولا نماء بلا ضمانات واقعية ضد ما يعكر الصفو في أجواء الحياة اليومية وخاصة في ظل التحديات والأفكار التى نسمعها ونشاهدها حيث يعتبر الفكر البشرى ركيزة هامة وأساسية في حياة الشعوب على مر العصور ومقياساً لتقدم الأمم وحضارتها، والأمن الفكري يحتل مكانه مهمة وعظيمة وهو من أولويات المجتمع الذي تتكاتف وتتآزر جهود أجهزته الحكومية والمجتمعية لتحقيق مفهوم الأمن الفكري تجنباً لتشتت الشعور الوطني أو تغلغل التيارات الفكرية المنحرفة، وبذلك تكون الحاجة إلى تحقيق الأمن الفكري هي حاجة ماسة لتحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي.
حيث قال د. عبد الرحمن السديس في إحدى خطبه «ومع أنَّ الأمنَ بمفهومِه الشامل مطلَبٌ رئيس لكلِّ أمّة إذ هو ركيزَة استقرارِها وأساسُ أمانها واطمئنانها إلاَّ أنَّ هناك نوعًا يُعدَ أهمَّ أنواعِه وأخطرَها، فهو بمثابةِ الرأس من الجسَد لِما له من الصِّلة الوثيقةِ بهويّة الأمّة وشخصيّتِها الحضارية، حيث لا غِنى لها عنه، ولا قيمةَ للحياة بدونه، فهو لُبّ الأمنِ ورَكيزتُه الكبرى، ذلكم هو الأمنُ الفكريّ. فإذا اطمأنَّ الناس على ما عندهم من أصولٍ وثوابِت وأمِنوا على ما لدَيهم من قِيَم ومثُلٍ ومبادئ فقد تحقَّق لهم الأمنُ في أَسمى صوَرِه وأجلَى معانيه وأَنبلِ مَراميه».
فالأمن الفكري يأتي في الدرجة الأولى من حيث الأهمية والخطورة، وتصرفات الناس تنطلق من قناعاتهم التي تستند إلى أرصدتهم الفكرية والاعتقادية، وبهذا يكون منطلق كل عمل يمارسه الإنسان ويظهر في سلوكه من خير أو شر مركوزاً في كيانه الفكري والاعتقادي ومستكناً في داخل النفس لذلك لابد من تثبيت الأمن الفكري لدى الناشئة وإجيال المستقبل والوقوف يدا واحده لتحقيق ذلك والمجتمع والمدرسة يقف على عاتقهما
الشي الكثير بالحرص على تربيه النشئ تربيه صالحه تحقق له الأمن والطمأنينه في حياته فالمعلم في مدرسته ينبغي عليه مراقبه طلابه واحتوائهم
بغرس القيم والمبادئ الإنسانية التي تعزز روح الأنتماء والولاء لله ثم لولاة الأمر
والحرص على بناء شخصية الناشئة بناء اسلاميآ صحيحآ
وهذا يدل على مهنة المعلم،الكبيرة والمهمه فعلى سبيل المثال ونظراً لدورها وتأثيرها النفسي والتربوي على الطالب، قد أصبح لها دوراً رئيساً مهماً في كثير من الدول المتقدمة في مواجهة التطرف والإرهاب، ولذلك قامت الحكومة البريطانية بتقديم مبادرة تدعو إلى استخدام التعليم والمعلمين لمعالجة جميع أشكال التطرف، وبناء مجتمع أكثر قوة وأمناً، وفقاً للشعار الذي رفعته الحكومة «التعلم معاً لنحيا في أمان»، ونحن في المقابل نرفع في مدارسنا شعار «لا للإرهاب»، فعلى اكتافك معلمي الشي الكثير؟ فهل تتيقن ذلك؟
والملاحظ عندما تتعرض أي أمة أو مجتمع لأزمه أو ضائقة فإنها تتجه للتربية بإعتبارها المدخل الأنسب للتغيير والتصحيح فالتربية هي المعنيه بتكوين المفاهيم الصحيحه وتعزيزهـا في أذهان الناشئه وهي المسؤله عن بناء الأتجاهات وضبطها، بها يقوى البناء الأجتماعي ويعزز وحدته
وعلى الرغم أن التربية المقصودة تتم عبر عدة مؤسسات داخل المتجمع مثل الأسرة والمدرسه والمسجد ووسائل الإعلام فإن المدرسة تبقى أحدى المؤسسات المهمه في القيام بعملية التربية على إعتبار أن العمليه التربوية فيها تتم بصورة مخططة كما أن الممارسين لها يتم إعدادهم للقيام بذلك بصفه مهنية متمكنة لذلك تعتبر المدرسه المدخل الأول لتنفيذ جملة من البرامج والمناشط التربوية التي تتجه إلى تحصين عقول الناشئة ووقايتها من الانحرافات الفكرية في ضوء الغايات والأهداف والسياسات التي تسير العملية التعليمية والتربوية وذلك بتعميق ولاء الطلاب لله، ولكتابة ولرسوله, وثم لولاة الأمر وعلماء المسلمين وإن من أهم ما ينبغي أن تقوم به المؤسسات التعليمية أن تضمن برامجها فصولاً عن الأمن الفكري تصب في قناة الوقاية من الانحراف الثقافي والغزو الفكري، وذلك عن طريق نشر المبادئ الفكرية القويمة ومبادئ الفضيلة والأخلاق.وهذا ما سعت وزارة التعليم لتحقيقه عندما أعلن وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل، عن تأسيس إدارة «الأمن الفكري» في وزارة التعليم والتي تُعنى بقضايا الأمن الفكري في المملكة العربية السعودية. لكي يتعلم الطالب كيف يتحقق أمن المجتمع بصفة عامة، وأمنه بصفة خاصة، من خلال تهيئة نفسية واجتماعية للتكيف مع القيم والآمال وتطلعات المجتمع. وفي ختام مقالي حفظ الله بلادنا وأبنائنا من كل فكر مضلل وأدام نعمة الأمن والأمان لهذا الوطن الشامخ باعتزازه بدينه وكرامته دمت يا وطني شامخاً.