صلاح بن عبدالعزيز الحسن ">
إياك أن تستسلم للإخفاق وأوهام الفشل ووطن نفسك على حل المشاكل وتجاوز العقبات وتأكد أنك قادر على التكيف مع المتغيرات ومعطيات الحياة المتلاحقة ولا تستهن أو تستصغر قدراتك، وتسلح باليقين وأن الله قريب من أهل الصلاح، والطاعات مبداها بالصلاة في جماعة {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ} (النور، 36-37)، وليس آخرها بر الوالدين ورعايتهما وتلمس حاجاتهما بمبادرة دون انتظار طلبهم {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} (الإسراء 24)، والصفح عن المعتدي والتغاضي عن المسيء {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف، 199)، {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} (البقرة 178)، تلك هي أخلاقيات المسلم والحصن الحصين والسور المكين من الشيطان الرجيم وأعوانه، فكلما بنيت داخلك القيم الفاضلة والعلم الراسخ وداومت على الذكر والأعمال الصالحة، كنت أكثر يقيناً وقوة وحماية لذاتك وذويك ومن ثم تصدير هذه القوة والنظرة الإيجابية المفعمة بالتفاؤل والأمل لمن حولك على المستوى العائلي وفي نطاق الأصدقاء ويتعداها إلى بيئة المدرسة أو العمل وزملائك وإشاعة جو من التفاعل الحيوي المحبب والأصل في حفظ النفس والمجتمع المسلم المترابط المتواد المتراحم، قال صلى الله عليه وسلم: «مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد.. «الحديث».
وأخيراً وليس آخراً أحذر كل الحذر من الإحباط والنظرة السوداء المتشائمة فهي من أسلحة إبليس يتسلط بها على المؤمن ويضيق عليه حياته {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} الأنعام 125، واعلم أن قول الله الحق المبين {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} الشرح 5-6، وما بعد الشدة إلا الفرج، وأن الاستقامة سبب السكينة والاطمئنان لنفس المؤمن والمجتمع {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} فصلت 30.
رحمنا الله وإياكم وجعلنا من عباده الصالحين، ووفقنا للخير وحفظ الله بلادنا وولاة أمرنا وعلماءنا وجنودنا من كل سوء وجميع بلاد المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه.