إعداد - غدير الطيار:
تفانيًا مع العمل الجاد والإخلاص، ضرب أحد حراس مدارس البنات بالرياض في عمله أروع الأمثلة وأجملها، حيث كانت لفتاته الأبوية ووقوفه لأوقات طويلة من أجل دخول وخروج الطالبات بسلام للمدرسة، طريقاً لإعجاب الكثير، حيث فتحت أبواب التكريم لهذا الحارس، وتتفاعل معه كثيرٌ من شتى أطياف المجتمع، وحظى عمله بردود أفعال واسعة وتقديراً له من جهات عدة وقطاعات حكومية وخاصة، وتكريمات عديدة تنوعت ما بين مبالغ مادية، وتدريب، وتذاكر عمرة، وغيرها من أمور.
«الجزيرة» حاورت الحارس «عبدالله بن عبدالرحمن المهنا -55 عاماً- ذا الـ 5 أبناء، ويعمل حارساً للمدرسة، ليتحدث عن طبيعة عمله واهتمامه بالطالبات، أو بناته، كما يفضل أن يطلق عليهن.
وقال المهنا: «منذ ما يقارب 3 أعوام، أستيقظ الساعة الرابعة فجراً، وأقوم بتشغيل مكيفات المدرسة، وأفتح أبوابها، بعد صلاة الفجر، واستقبل الطالبات واهتم بهن، وأحافظ على سلامتهن، وإيصالهن لأبواب المدرسة».
وتابع بقوله: «ينتهي الدوام اليومي للطالبات والمعلمات في الساعة الواحدة والنصف ظهراً»، مضيفاً «ما أقوم به هو ما يفرضه عليّ ديني، وأخلاق الإسلام، التي تعلمتها من أبي».
ومضى بقوله «أُغلق أبواب المدرسة حتى الساعة الثالثة عصراً؛ حتى أقوم مرة أخرى بفتح أبواب المدرسة لشركة الصيانة؛ لكي يقوموا بنظافتها، وأعمال الصيانة اليومية، وأجلس معهم حتى ما يقارب الساعة السابعة مساء وقد تمتد أعمال الصيانة حتى الساعة الثامنة والنصف مساء».
وتحدث المهنا عن أمنياته في الحياة قائلاً: «أمنيتي الحقيقية هي الحصول على منزل يحتويني أنا وعائلتي؛ لأني أسكن في سكن المدرسة التي أعمل بها».
وأضاف قائلاً: «تقدمت لوزارة الإسكان، وتم معهم توقيع بامتلاك شقة سكنية لا تتجاوز مساحتها 185 متراً مربعاً، وهي صغيرة، وبالقرب من المطار؛ ما يجعلها بعيدة عن عملي، كما أني سأتسلمها عقب موسم الحج للعام المقبل».
واستمر بقوله «راتبي لا يتجاوز 3450 ريالاً، وآمل أن أجد أيضاً وظيفة لابني، حيث إنه خريج بكالوريوس لإدارة الأعمال بمحافظة الأفلاج». وعن ردود الأفعال التي حظي بها عملة قال سعدت كثيراً بما كان من تقدير لهذا العمل وهذا واجب علي أقدمه لبناتي. وفي سؤالنا هل واجهت صعوبة في هذا، قال: أبداً وأحاول أن أكسب الآخرين من أجل راحة الجميع وعملي واجب وطني وهدفي خدمة بناتي الطالبات. وفي نهاية حديثنا قال: أتقدم بالشكر الجزيل لوزير التعليم على تشجيعه ومبادرته، وهذا ما عودنا عليه وزير التعليم وأشكر كل مواطن قدم لي المعونة والتشجيع، وجزاهم كل خير.
من جانبه، علّق وزير التعليم، الدكتور «عزام الدخيل» في تغريدة له عبر حسابه على «تويتر»، بأن ما قام به الحارس الذي خطف الأنظار، من خلال مقطع فيديو تم تداوله عبر شبكات التواصل الاجتماعي، يؤكد أن التعليم تميز ويتمثل في سلوكيات وأداء ومهام جميع منسوبيه، مقرراً منحه شهادة تقدير ومكافأة مالية، خلال حفل جائزة التميز الذي ستنظمه الوزارة الشهر المقبل».
وتفاعل بعدها الرئيسُ التنفيذي للشركة الوطنية للتوزيع، «حمد البكر» قائلاً: «يسعدني أن أعلن عن مكافأة الوطنية للتوزيع لهذا الرجل الرائع، وهي مبلغ عشرة آلاف ريال».
وأعلن مساعد مدير عام الخطوط السعودية للعلاقات العامة «عبدالرحمن الفهد» عن تقديم الخطوط السعودية تذاكر سفر للحارس وعائلته لأداء العمرة.
وقدمت مجموعه الطيار للسفر والسياحة عبر حسابها الرسمي «تويتر» مكافأة مالية للحارس وتكلفة إيجار بيته لمدة سنة واستضافته لزيارة المسجد النبوي الشريف.
وبادرت كذلك شركة «بودل» للفنادق والمنتجعات، عبر حسابها الرسمي على «تويتر» بتقديم هدية للإقامة لمدة 3 ليال، ومبلغ 5 آلاف.
وأهدت مجموعة الفقاري عبر «تويتر» حارس المدرسة قسيمة مشتريات بمبلغ 10 آلاف ريال، وقدمت معارض «السيف غاليري» مطبخاً متكاملاً لمنزله نظير ما قام به.. وغيره كثير من المكافآت التي تبين الانتماء لهذا الوطن ووحدته.